الطالب : "صلصلة الجرس" .
الشيخ : أحسنتم نعم ، فهذا يؤكد الآية السابقة : { فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى } ، فالكلام الإلهي هو كلام مسموع ، ومن عجب هؤلاء المعطلة : أنني كنت قرأت قديمًا حاشية على شرح الباجوري لعقيدة الأشاعرة هذه ، إيش اسمها ؟
الطالب : " الجوهرة " ؟
الشيخ : نعم ؟
الطالب : " الجوهرة " .
الشيخ : " الجوهرة " ، الباجوري له شرح جاء أحد الشيوخ الأزهريين فوضع على الشرح حاشية ، وهو الشَّيخ المعروف : بمحيي الدين عبد الحميد ، فلما جاء إلى الكلام الإلهي نصب نفسه للرد على المعتزلة الذين يقولون بأن كلام الله مخلوق ، والحقيقة أن الأشاعرة والمعتزلة والماتريدية هم جميعًا يقولون : بأن كلام الله مخلوق ، لكن الفرق هو بما يسمى هنا بالدوبلة .
الطالب : بالتحايل .
الشيخ : بالتحايل ، المعتزلة من حسناتهم وهم لا شك أننا لا نكفِّرهم - أيضًا - نضللهم ، من حسناتهم أنهم يصرحون ولا يلتوون في كلامهم ، فهم يصرحون ويقولون : كلام الله مخلوق ، لأ الأشاعرة واالماتريدية يجادلونهم يقولون : كيف تقولون كلام الله مخلوق وكلام الله صفة من صفاته ؟! هم يعنون بأنه صفة من صفاته الكلام النفسي ، فرأيت هذا الشَّيخ الأزهري يرد على المعتزلة قولهم بأن كلام الله مخلوق ، يقول : ما الذي يمنعكم أن تقولوا أن الله - عز وجل - : { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } بكلام نفسي ، وهو أشبه بالكلام العلمي ، عفوا بالعلم الإلهي ، ثم ذكر هذه الآية أن الله - عز وجل - خاطب موسى بهذه الآية ، ففهم موسى ، شوف الآن التعطيل ففهم موسى الكلام النفسي كمعجزة لموسى ، بينما الآية تقول : { فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى } ، لا يقول بأن الله أسمع موسى كلامه بقدرته ، وإنما يقول أفهمه الكلام النفسي ، هذا كله نابع من تشبيه الخالق بالمخلوق ؛ ولذلك قلت : الجواب الجذري عن كل هذه الإشكالات وهذه الشبهات ، الرجوع إلى الآية الكريمة { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ، كلام الله حقيقة ، وهو مسموع بصراحة الكتاب والسنة ، لكن لا يلزم من ذلك أن يكون له شفتين وأن يكون له لهاة وأن يكون له لسان ، مما نحن بحاجة إليه حتى يتكلَّم الإنسان { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } هذا ما عندي جوابًا - أيضًا - عن هذا السؤال .
السائل : جزاك الله خير .