الشيخ : أما البحث الثالث في الزكاة فهو من أهل الزكاة؟ هل الإنسان مخير إذا رأى أي شخص يرق له أعطاه الزكاة أو أن أهل الزكاة أصناف معلومة محددة من قبل الشرع؟
الجواب : الثاني، استمع قول الله عز وجل : إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ يعني: أن الله فرضها علينا وبيَّن أن هذا الفرض صادر عن علم وحكمة والله عليم حكيم. أي إنسان يتصف بواحد من هذه الأوصاف أعطه زكاتك ولا تبالِي. طيب. هل تعطي أباك منها وهو فقير؟ لا؟ فسدت قاعدتنا! أنا قلت لكم قبل قليل : النصوص العامة تبقى على عمومها إلا بدليل. هذا له أب فقير وهو مغنيه الله أراد أن يعطي والده من الزكاة، يجزئ ولا ما يجزئ؟ للفقراء، هذا فقير، وأبوي أحق من أبر، طيب ما يخالف نقول: أي إنسان يقول لك: إنه لا يجوز أن تعطي زكاتك والدك قل : هات الدليل، ليش؟ لأن أنت معك دليل، فقيه. فأقول : إذا حابى الإنسان إذا حابى نفسه بالزكاة فكأنه لم يخرجها، بمعنى أنه إذا كان إعطاء الزكاة يقضي أن يسقط عنه شيء من الواجب فالزكاة لا تلزم. مثلاً : هذا الغني وأبوه فقير يجب عليه أن ينفق على أبيه من ماله الخاص. فإذا كان هذا الأب يحتاج في النفقة إلى عشرة آلاف سنوياً وعند الإنسان الابن عشرة آلاف زكاة. لو أعطاها والده لأسقط عن نفسه عشرة آلاف صار ما أدى الزكاة في الواقع، لأنه حمى بها ماله، هذا وجه التخصيص. وبناءً على ذلك نقول : كل القرابات الذين لا تلزمك نفقتهم أعطهم من زكاتك، أو لا يلزمك ما تحملوه أعطهم زكاتك. هذا الأب الذي ذكرنا لو أنه حصل منه حاجة، حصل منه حاجة، يعني صدم واحد سيارة إنسان قدرت السيارة بخمسة آلاف، هل يجوز أن تعطي والدك خمسة آلاف غرم السيارة أو لا يجوز؟ يجوز، ... تعطيه من زكاتك في غرمه ولو ... ليش؟ لأنه لا يلزم الابن أن يتحمل غرامات أبيه، نعم يجب عليه أن ينفق عليه، لكن الغرامات لا، انتبه إلى هذه القاعدة.
سؤال : هل يجوز أن نصرف الزكاة في التعليم في إصلاح الطرق في بناء المساجد في بناء المدارس؟ لا. ما يجوز، لأنه هو خصص، والذي يأمر وينهى من؟ الله عز وجل. وأما قوله تعالى : وَفِي سَبِيلِ اللَّه ِ فالمراد الغزاة. ليس المراد كل ما يقرب إلى الله. لو كان المراد كل ما يقرب إلى الله لم يكن للحصر فائدة في قوله : إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ . ونقول : لو أننا أذنا للناس أن يصرفوا زكاة أموالهم في هذه المشاريع الخيرية لانسد باب الإنفاق وصار الناس ينفقون زكواتهم في هذه المشاريع ولم يبق تطوع من الناس، فيكون في ذلك سد باب خير. ولا نحب أن نطيل في هذا البحث ونقتصر على ما أوردنا ونسأل الله أن يجعل فيه الكفاية.
والآن إلى الأسئلة، ونرجو الله أن يوفقنا للصواب.
الطالب : بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله فضيلة الشيخ خير الجزاء ونفعنا جميعا بما نسمع.