تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حكم نتف الشعر في اليدين والساقين بالنسبة لل... - الالبانيالسائل : ما حكم نتف الشعر في اليدين والساقين بالنسبة للنساء ؟الشيخ : هذه مشكلة العصر الحاضر، الأصل في هذه المسألة آيةٌ وحديثٌ صحيح، أمَّا الآية فما حكاه...
العالم
طريقة البحث
ما حكم نتف الشعر في اليدين والساقين بالنسبة للنساء ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : ما حكم نتف الشعر في اليدين والساقين بالنسبة للنساء ؟

الشيخ : هذه مشكلة العصر الحاضر، الأصل في هذه المسألة آيةٌ وحديثٌ صحيح، أمَّا الآية فما حكاه ربنا تبارك وتعالى في قصة إبليس وطرد اللهِ إِياه من رحمته إلى يوم الدين بسبب وسوسته لأبينا آدم -عليه السلام-، حكى عن إبليس أنه قال انتقامًا مِن آدم وذريته: { ولآمرنهم فليبتكُن آذان الأنعام ولآمرنهم فَلَيُغيرُنَّ خلق الله }:
في هذه الآية الكريمة تصريحٌ أنَّ من أعمال إبليس الرجيم أن يوحيَ إلى عدوه الإنسان أن يغير خلق الله، فتغيير خلق الله إنما هو إطاعةٌ للشيطان ومعصيةٌ للرحمن، هذه الآية نصٌ صريح في هذه القضية، ولذلك نقول حتى تكون المسألة واضحةً في الأذهان:
كلُّ تغيير لخلق الله بغير إذن من الشرع فهو إطاعة للشيطان وتنفيذ لوعيده ومعصيةٌ للرحمن، وتأكَّد هذا في الحديث الذي أشرتُ إليه، ألَا وهو ما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لَعَنَ اللَّهُ النامِصات والمتنمِّصات، والوَاشِمَاتِ وَالمستوشِمَاتِ، وَالفالجاتِ الْمُغَيِّرَاتِ لخلق اللَّهِ للحسن" في رواية جملة أخرى وهي قوله عليه الصلاة والسلام: "والواصلات والمستوصلات"، "لعن الله النامصات والمتنمصات، والوَاشِمَاتِ وَالمستوشِمَاتِ، والواصلات والمستوصلات وَالفالجاتِ":
اللعن انصبَّ في هذا الحديث على هذه الأنواع، في آخره جملة هامة جدًّا كأنها جوابٌ لسؤال قد يرد في بعض الأذهان فيقول البعض: لماذا هذا التشديد وهذا الوعيد في أمرٍ سهلٍ كالأخذ لبعض الشعر في الوجه أو في أي مكان من البدن لم يأذن به الله تبارك وتعالى؟!
جاء الجواب في آخر الحديث: "المغيراتِ لخلقِ الله للحسن":
فخرج بهذه الجملة التي يمكن أن نُسميها بالجملة التعليلية، خرج بها أنَّ شيئًا من هذا التغيير لو وقع مِن المسلم أو المسلمة في بدنه للمعالجة وليس للتجَمُّل والحسن فلا بأس عليه في ذلك، لأنه لم يفعل ولم يرتكب هذا التغيير للحسن كما قال عليه الصلاة والسلام في آخر الحديث وإنما هو للتداوي وللمعالجة، إذا عرفنا هذه الجملة عُدنا إلى تفصيل القول إلى مفردات هذه الجمل:
أولها: "النامصات":
النمص في اللغة فيما علمته من كتب اللغة كـــ *القاموس المحيط* للفيروزآيادي وغيره هو: النمص على وزن النتف وزنًا ومعنىً، النمص النتف هما بمعنى واحد، فإذا كان الأمر كذلك وضممنا إلى هذا المعنى العام لغةً التعليلَ المذكور في آخر الحديث: "المغيرات لخلق الله للحسن" فحينئذٍ نعلم أنَّ حصر معنى النتف في الحاجبين فقط فهو ينافي أولًا: عموم معنى النمص كما ينفي عموم الجملة التعليلية في آخر الحديث: "المغيرات لخلق الله للحسن"، فإذا المرأة مثلًا لم يكن في حاجبيها غِلَظٌ فلم تحتج إلى نتفهما أو نتف بعض جوانبهما، وإنما رأت أنَّ على خدَّيها بعض الشعر فنتفته فهذا يسمى نمصًا أولًا، أي: نتفًا، ثم هو داخل في عموم قوله عليه السلام: "المغيرات لخلق الله للحسن" وعلى ذلك فلا فرق بين نتف الحاجبين ونتف ما ينبت من الشعر على الخدين بالنسبة للنساء فضلًا عن الرجال، وهذه نقطة لابد من العود إليها إن ساعدنا الوقت، فنتف ما على الخدين من أجل التزين والتجمل هو أولًا: نتفٌ، وثانيًا: داخل في سوء القصد الذي ذكرناه في الآية: { ولآمرنهم فليغيرون خلق الله } فهذا تغيير لخلق الله تبارك وتعالى، ثم داخلٌ في عموم قوله عليه الصلاة والسلام: "المغيرات لخلق الله للحسن".
بعد هذا نمشي في تمام الحديث "النامصات والمتنمصات":
النامصة هي: المزيِّنة، والمتنصمة هي: المفعول بها النمص، فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما هي عادته في كثير من الأحكام الشرعية من باب تحقيق: { ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } لعن المرأة التي تنتُفُ أختها كما لعن الأخت المنتوفة، لأنهما يتعاونان على المنكر ألا وهو تغيير خلق الله عز وجل.

Webiste