تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم نتف المرأة شيئًا من شعر وجهها وساقها وذراع... - الالبانيالشيخ : ...  وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّه  ، فكلُّ من غيَّر خلق الله بدون إذن م...
العالم
طريقة البحث
حكم نتف المرأة شيئًا من شعر وجهها وساقها وذراعيها .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ... وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّه ، فكلُّ من غيَّر خلق الله بدون إذن من الله ؛ فهو عاصٍ للرحمن مطيع للشيطان ، منفِّذ لتعهده حين قال : وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّه .
أما السنة فقوله - عليه الصلاة والسلام - تلخيصًا على بعض التغييرات أولًا ، ثم تعديلًا لسبب لعن هذه المغيِّرات يُؤخذ الحكم أو الجواب على السؤال السابق ، بيان هذا قوله - عليه الصلاة والسلام - : لعن الله النَّامصات والمتنمِّصات ، والواشمات والمستوشمات ، والفالجات المغيِّرات لخلق الله للحسن ، في حديث آخر : لعن الله الواصلات والمستوصلات ، فالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لعن النساء اللَّاتي يغيِّرن خلق الله بنوع من أنواع التغيير ، وخصَّ أو في جملة ما خصَّ منها قوله : لعن الله النَّامصات ، ومن الثابت لغة أن النَّمص هو النَّتف ، النَّمص هو النتف لغةً ، وهذا النمص ليس خاصًّا بالحاجبين كما يزعم البعض ، ولا بالوجه كما يزعم البعض ، وإنما هو النَّمص يساوي نتف لفظًا ومعنًى ، إذا قال الأعرابي : نتف فلان إبطه صحَّ ، نتف فلان حاجبه صحَّ ، نتف شعر ساقه صحَّ ، كذلك النَّمص ، قال - عليه السلام - : لعن الله النَّامصات ، ماذا نمصن ؟ ما قال ماذا نمصن ؟ أطلق القول . ومن القواعد - أيضًا - الأصولية أنه يجب حمل النص المطلق على إطلاقه ، حتى يأتي قيد يقيِّده ؛ لذلك كان من ضلال اليهود أنَّ موسى لما أبلغهم حكم ربِّهم بقوله : إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ؛ قعدوا بقى يتنطَّعوا مع نبيِّهم ، ويقولوا : ما لونها ؟ يا جماعة قال لكم : إنَّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ، أيّ شيء كان ، بقرة مطلقة ، فتنطَّعوا بالدين ، فتعلمون ماذا أصابهم من رب العالمين ، فهنا لعن الله النَّامصات ما حدَّد ، فينبغي أن نمشِّي النص على إطلاقه وشموله ، ولا نقول نمص الحاجب فقط ، ولا نمص الخدِّ فقط ، أي شيء كان .
يؤكِّد لكم ذلك الأشياء الأخرى ؛ حيث عطف على قوله : لعن الله النَّامصات ، والمتنمِّصات ، والواشمات والمستوشمات ، والوشم هو دقُّ الجلد بمادة بيشبه الحبر الأخضر ، لماذا - أيضًا - لعنهنَّ الرسول - عليه السلام - ، وكذلك الفالجات ، الفالجات المرأة تأتي إلى أسنانها ، وقد رتَّبها الله - عز وجل - بعضها إلى بعض كاللؤلؤ المرصوص ، فلا يعجبها خلق الله ، فكانت - هي موضة قديمة - كانت تأخذ المِبْرَد ، وتَبْرد بين السِّنِّ والسِّنِّ حتى يصبح مفلوجًا ، يعني في فراغ ، يصبح سنٌّ من أسنانها كناب الكلب ، فيعجبها بانصرافها عن فطرة الله التي فطر الله الناس عليها ، فلعنهم الرسول - عليه السلام - ، ثمَّ بيَّن السبب ، بيَّن العلَّة ، وهذه العلة مهمة جدًّا ؛ لأنَّها أولًا تلتقي مع الآية ؛ حيث قال الشيطان الرَّجيم : وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّه ، قال - عليه السلام - في آخر الحديث : المغيِّرات لخلق الله للحُسْن ، فإن سائلًا يسأل : لمَ - يا رسول الله - لُعنت هذه الأنواع من النساء النامصات والمتنمصات ، والواشمات والمستوشمات ، والفالجات ، جاء الجواب : لأنَّهنَّ غيَّرن خلق الله ، فالآن امرأة ينبت لها شعر في ساقيها ، من الذي زرع هذا الشعر في ساقيها ؟ أَهُو الشيطان فتعصيه ؟ أم هو الله الرحمن فيجب عليها أن تطيعه ؟ فحينما تنتف شعرها ، أو تحلق شعرها ؛ كل ذلك داخل في قوله - عليه السلام - : المغيِّرات لخلق الله للحسن ، جعل هذه الجملة علَّة للَّعن ، وكل ذلك داخل في قول الشيطان : وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّه ، من هنا يتبيَّن لكم أن الأمر خطير جدًّا ، وأن المرأة التي تنتف أو تحلق شعرها في مكانٍ من بدنها ، لم يأذن بذلك ربُّنا لها ؛ فهي عاصية للرحمن ، ومطيعة للشيطان .

Webiste