تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما الفرق بين التنظيم والترتيب والتوجيه الجائز... - الالبانيالشيخ : أما ما يسمى اليوم بالتنظيم : فالتنظيم له صورتان ، لا شك أن أيَّ عمل يراد الاستفادة منه فلابد من تنظيم له ، كالدروس التي قد تلقى مثلاً في بعض الم...
العالم
طريقة البحث
ما الفرق بين التنظيم والترتيب والتوجيه الجائز وبين التكتيل ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : أما ما يسمى اليوم بالتنظيم :
فالتنظيم له صورتان ، لا شك أن أيَّ عمل يراد الاستفادة منه فلابد من تنظيم له ، كالدروس التي قد تلقى مثلاً في بعض المدارس أو في بعض الجامعات فهي تنظيمٌ، لأنه إن لم يفعل ذلك صار أمر التعليم فوضى ولا مانع من هذا التنظيم على الطريقة الموجودة اليوم في العصر الحاضر ، كما كان نحو ذلك قديماً حيث كانت توجد الحلقات العلمية في كل المساجد التي كانت في البلاد ، وأنا شخصياً أدركتُ أكبر مسجد في سوريا وهو المعروف بــــ *المسجد الأُموي* مسجد بني أمية ، أدركت فيه حلقات متعددة صباحاً ومساءً ، هذا يدرس في التفسير وهذا يدرس في الفقه الحنفي وذاك في الفقه الشافعي وإن كان لم يكن هناك إلا درس واحد في الأسبوع في الحديث النبوي ، وهكذا ، أما اليوم فقد أصبحت المساجد قاعاً صفصفاً .
في الحديث الذي رواه مسلم من رواية سعد بن أبي وقاص : إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطُوبى للغرباء جاء في رواية أخرى قال الرسول عليه السلام في أحدها جواباً عن سؤال منهم الغرباء ؟ قال عليه الصلاة والسلام : هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ، وقال في الرواية الأخرى جواباً عن مثل ذاك السؤال : هم الذين عفوًا هذه الرواية سبقت : هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم .
الرواية الأخرى قال عليه الصلاة والسلام : هم الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ، هم الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي : هؤلاء في هذا الزمان هم الغرباء حقاً ، لماذا ؟!
لأنهم يعيشون بين ناس مسلمين هم مثلهم ولكنهم متَّبعين ألوفَ البدع حتى بعض الناس الصالحين والذين يسرهم أن يتعرفوا على السنن الصحيحة ولكنهم لا يجدون بين ظهرانَيهم من يرشدهم ومن يعلمهم ويدلهم على سنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
الشاهد أن مثل ذاك التنظيم لتعليم الناس وتوجيههم إلى العلم الصحيح هذا أمر لا يحتاج إلى توضيح كثير.
أما التنظيم بمعنى تكتيل الناس على تجمعات وتكتلات وحزبيات يعادي بعضهم بعضاً ويبغض بعضهم بعضاً فيزدادون فرقةً واختلافاً فهذا تنظيمٌ أولى أن يسمى مكان التنظيم بـــــ التحطيم ، هذا تنظيم لا يجوز أن يكون اليوم من سعي المسلمين لأنه يؤدي أن يزدادوا فرقة على فرقتهم ، وتفرقاً زيادة على تفرقهم ، والله عز وجل يقول : ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزبٍ بما لديهم فرحون .
لعل في إطفاء هذه الأنوار إيذانا أو بلسان الحال يقول : حسبك أو حسبكم فماذا ترون ؟

Webiste