الشيخ : الآن يحسن أن نأتي ببعض الآيات كيف يختلف فهمها بين من اعتمد على فهمه إياها فقط على اللغة العربية وبين من اعتمد على فهمها على السنة النبوية.
مثلا ربنا عز وجل حينما ذكر المحرمات في النكاح حرمت عليكم أمهاتكم وذكر وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم فالعربي ما يستطيع أن يفهم من هذه الآية أمهاتكم اللاتي أرضعنكم إلا مطلق الرضاع ولو يعني مصة أو مصتين.
وهذا ما فعله الغزالي أو الغزالي وغيره ممن لا علم عنده بالسنة أي إن الآية مطلقة وأنا حين أقول هذا أذكر جيدا أنه مسبوق بهذا الرأي الذي تبناه هو وبعض المعاصرين أي أن الرضاع المحرم مطلق ما يسمى لغة برضاع أي ولو قطرة لأنه يقال رضع وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم هذا مذهب أبي حنيفة ولذلك فحينما يعجز الإنسان عن دراسة الآية حسب القاعدة السابقة أي على ضوء السنة والأحاديث النبوية يركن إلى المعنى المتبادر من الآية ثم يجد مستندا له إنه بعض العلماء قد تبنى هذا الرأي إذاً هذا هو الصواب لأنه هل هناك شيء أسوأ من القرآن اللغة هذه يتدخل فيها العاطفة لكن أكثر الناس كما قال رب العالمين لا يعلمون لا شك أن القرآن كما قال لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد
لكن البحث هل يفسر هذا القرآن بآراء الرجال أم يفسر بتفسير الرسول عليه السلام وبيانه هذا التفسير لا أحد يستطيع أن ينكره لأنه منصوص في القرآن كما ذكرنا آنفا أكثر من مرة وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم
إذن مثل هذه الآية وغيرها لا يجوز العالم حقا أن يبادر إلى تفسيرها بمجرد فهمه يجب أن ... الرسول عليه السلام أم لا إذا لم يكن هناك بيان حينئذ وقف في فهمه للقرآن على اللغة العربية وآدابها.
لكن الواقع في هذه الآية على خلاف ذلك فقد جاء في صحيح مسلم قوله عليه الصلاة والسلام لا تحرم المصة ولا المصتان ولا الإملاجة ولا الإملاجتان إذن الآية لا يجوز أخذها على إطلاقها وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم مطلقا لا لأن الذي أنزل عليه القرآن قال لا تحرم المصة ولا المصتان ولا الإملاجة ولا الإملاجتان هذا أولا يبطل التفسير المذكور آنفا والمعتمد فقط على فهم الشخص من حيث الأسلوب العربي

السائل : إيش هي الإملاجة

الشيخ : نعم

السائل : الإملاجة

الشيخ : الإملاجة هي العصرة الرضعة من البز الإملاجة هي عصرة البز في فنجان أو كأس أو ملعقة أو ما شابه ذلك.
فالحديث هذا أبطل التفسير السابق لكن لا تزال نفس الإنسان تواقة ليعرف ماهي الرضعات المحرمة فالرضعة والرضعتين غير محرمتين جاء حديث في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت خمس رضعات يحرمن .
الرجل من أخطائه الفاحشة اعتمد على فهمه للآية اعتمادا لغويا محضا إنه الآية مطلقا فأنكر صحة هذا الحديث مع أنه في صحيح مسلم وعلماء الحديث كلهم تلقوه بالقبول ولذلك كان المذهب الراجح أن الخمس رضعات هن المحرمات وليس أربعة فضلا عن ثلاثة فضلا عن اثنتين .
فهذا مثال من القرآن الكريم يخطئ من يعتمد على فهمه بناء على اللغة العربية وأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي أنزل عليه القرآن قد بيّن أن هذا الإطلاق المفهوم من قوله وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم ليس مقصودا بل المقصود خمس رضعات محرمات