تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فائدة : خطورة إعمال العقل وتقديمه على النصوص . - الالبانيالشيخ : مثال ثالث وأرجو أن يكون الأخير حتى لا نطيل كثيرا وهذا أيضا واقع في كتاب الرجل وله علاقة بحديث يستثير به عواطف المسلمين فيخاطبهم بلغة العاطفة فيق...
العالم
طريقة البحث
فائدة : خطورة إعمال العقل وتقديمه على النصوص .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : مثال ثالث وأرجو أن يكون الأخير حتى لا نطيل كثيرا وهذا أيضا واقع في كتاب الرجل وله علاقة بحديث يستثير به عواطف المسلمين فيخاطبهم بلغة العاطفة فيقول هل يعقل أن يكون أبوا الرسول عليه السلام في النار مش معقول أبوا الرسول ماتا في الجاهلية والله عز وجل يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فكيف يصح إذن هذا الحديث الذي يرويه بعض الناس وهو قوله عليه الصلاة والسلام إن أبي وأباك في النار .
أصل هذا الحديث أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله أين أبي قال في النار فرجع الرجل كئيبا فناداه قال إن أبي وأباك في النار كأنه يعزيه ويقول له لا تأسف أنا سيد البشر وأفضل البشر مع ذلك أبي وأمي في النار

السائل : قاله له أبي

الشيخ : كيف ؟

السائل : قاله له أبي

الشيخ : لا جاء حديث آخر في الحديث الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره انتحى عن الطريق إلى جانبه وإذا به وقف عند قبر فرآه بعض أصحابه يبكي ومنهم عمر قال يا رسول الله ما الذي يبكيك قال إني استأذنت ربي في أن أزور قبر أمي فأذن لي وإني استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي ألا فزوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة .
الشاهد أن الرجل أنكر هذا الحديث مع كونه في صحيح مسلم وله شواهد تزيد الحديث قوة وصحة من هذه الشواهد أن رجلا كذاك الرجل الذي جاء في حقه هذا الحديث إن أبي وأباك في النار رجل آخر سأل النبي صلى الله عليه وسلم

السائل : ...

الشيخ : نعم فالحديث هذا يأتي هذا الرجل وأمثاله فيضربون به عرض الحائط ويستغلون العواطف ويقولون مش معقول أبو الرسول عليه السلام وأمه أيضا أن يكونوا في النار وهم من أهل الفترة هون بأى يأتي الجهل ولا أريد أن أقول أكثر من ذلك يأتي الجهل بالسنة وركوب الجاهل رأسه في تفسيره للقرآن
فهو يقول هؤلاء من أهل الفترة والله عز وجل قال فيهم وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا الآن ما الذي دها هذا الإنسان وما الذي أصابه لقد فهم الآية خطأ لأنه حكّم فهمه الخاص دون أن يرجع إلى السنة نحن نقول له نحن معك أن أهل الفترة هم لا يعذبون بكفرهم وشركهم وضلالهم لهذه الآية لكن تطبيق الآية على شخص معين ممن كان في الزمن الذي يسمى بزمن الفترة لا يصح لأنه قد يمكن أن يكون هناك شخص أو أشخاص بلغتهم الدعوة فنحن لا نستطيع أن نقول شخص بعينه لم تبلغه الدعوة فهو لو كان كافرا فهو غير معذب بدليل الآية السابقة .
وقد قلت لبعض المتحمسين لذاك الرأي حينما ذكر هذه الآية وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا قلت له شو رأيك نحن معشر المسلمين اليوم هل جاءنا رسول فكّر قليلا قال جاءتنا الدعوة هو كان مفروض أن يقول لا ما جاءنا رسول لكن عرف إنه إذا بده يقول هذا يكون خطأ فرأسا جاوب إلى النتيجة قال جاءتنا دعوته إذن الرسول بشخصه ماجاءنا فجاءتنا دعوته فهل إذن معنى الآية السابقة وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا أي بشخصه فقط أم بشخصه أو دعوته؟ قال هو هذا وإلا نحن خرجنا إذن نحن كنا أهل الدعوة وكنا من أهل إيش الفترة بعد أن اتضحت هذه النقطة سنقول نحن ترى الجاهليون قبل بعثة الرسول عليه السلام هل بلغتهم الدعوة نحن يقينا ما جاءهم النذير هذا مصرّح في القران كما نحن ما جاءنا من نذير لكن جاءتنا دعوته ولذلك قال عليه السلام بيانا لهذه النقطة إنه ليس المقصود بإرسال الرسول هو شخصه فقط بل ودعوته أيضا قال كما في صحيح مسلم ما من رجل من هذه الأمة من يهودي أو نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار فإذن ليس المقصود من قوله وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا أي بشخصه وإنما بدعوته أيضا ولذلك قال ما من رجل من هذه الأمة يسمع بدعوة الرسول عليه السلام كما هي ثم لم يؤمن فقد دخل النار إذا كان الأمر كذلك فأهل الجاهلية خاصة الناس قبل بعثة الرسول عليه السلام نحن نعلم يقينا أنهم ما جاءهم من رسول مباشرة ولكن أيضا كما قلنا عنا نحن المسلمين جاءنا الرسول كذلك نقول العرب جاءهم رسول هو إبراهيم وإسماعيل وهذا الأثر موجود والحمد لله حتى اليوم وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل إلى آخر الآية .
فإذن دعوة التوحيد كانت موجودة بين العرب وكان لا يزال فيهم أفراد ولو أنهم كانوا قليلين كانوا متمسكين بالتوحيد فإذا عرفنا هذه الأشياء ولا يمكن المجادلة فيها إطلاقا فهي حقائق كالشمس في رابعة النهار حينئذ حينما نأتي إلى حديث يحكم على شخص معين ممن كان قبل بعثة الرسول أنه من أهل النار لم يجز فرض هذا الحديث ... لأن الآية تعطي حكما عاما أي الذين لم تبلغهم الدعوة أما هذا الشخص كونه بلغته الدعوة أو لم تبلغه فالآية لا يصح الاستدلال بها لا سلبا ولا إيجابا فهذا مرجعه إلى السنة
فإذا كانت السنة هنا بأى بيت القصيد إذا كانت السنة وعندنا أحاديث كثيرة حكمت على بعض الأفراد ممن كانوا في الجاهلية قبل بعثة الرسول أنهم من أهل النار ذلك معناه أنهم بلغتهم الدعوة ولذلك فإنكار هذا الحديث هو نابع من تسليط العقل على فهم الآية وتوسيع دائرة الحكم بالعقل بحيث يشمل أمور غيبية لا يمكن الوصول إليها إلا بطريق من يوحى إليه وهو الرسول عليه الصلاة والسلام

Webiste