تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله... - الالبانيالشيخ : لما وَجَد هذا اللُّطفَ مِن النبي صلى الله عليه وسلم خطر في باله أن يهتبلها فرصة وأن يوجِّه إليه أسئلة كانت تدور في نفسه بعد أن شاف هذا اللطف فقا...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه وفيه: ( يا رسول الله إن منا أقواماً يتطيرون ... ).
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : لما وَجَد هذا اللُّطفَ مِن النبي صلى الله عليه وسلم خطر في باله أن يهتبلها فرصة وأن يوجِّه إليه أسئلة كانت تدور في نفسه بعد أن شاف هذا اللطف فقال: يا رسول الله إنَّ مِنّا أقوامًا يتطيرون، فماذا تقول؟ قال: فلا يصدنَّكم جواب مختصر مِن جوامع كلام الرسول عليه السلام.
السؤال: إن منا أقواما يتطيرون أي: يتشاءمون، لم يقل عليه الصلاة والسلام في الجواب: لا تتشاءموا، لأن هذا تكليف بما لا يطاق، فالتشاؤم خاطرة تخطر في بال الإنسان قد تصدُّه عن عمل خيري يتشاءم، فكان جوابه عليه السلام: فلا يصدنَّكم أي: لا يمنعنكم التشاؤم مِن التوجه إلى ما كنتم قاصدين إليه، وهو يشير إلى أصل اشتقاق الطيرة، التشاؤم هو التطير، والتطير مشتق من الطير، وذاك مِن عادة الجاهلية الأولى حيث أن أحدهم كان إذا عزم على سفر وخرجَ مِن داره فإذا عرض له طيرٌ ولا بد له أن يعرض له طير فقد يطير يمينًا وقد يطير يسارًا، فإن طار يمينًا تفاءل بالخير، وإن طار يسارًا تشاءم بالشر ورجع عمَّا كان قاصدًا إليه، عطَّل عمله بسبب حوين صغير طير لا يعرف الخير لنفسه من الشر فضلًا أن يعرف خير هذا الإنسان أو شره فيما هو قاصدٌ إليه، فسمي هذا تطيراً وهو التشاؤم، فقال عليه الصلاة والسلام: لا يصُدّنَّكم التشاؤم لا يصدنكم عما أنتم فيه، ولا شك أن في كل بلد أنواع من التطير والتشاؤم فكل مِنا يعرف شيئًا من ذلك فلا نقف عندها وإنما نمضي في تمام الحديث.

Webiste