تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح حديث عن معاوية بن الحكم السلمي رضي... - ابن عثيمينالشيخ : في سياق حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه الذي تقدم الكلام على أوله حتى بلغنا إلى قوله رضي الله عنه قلت: " يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية، وإ...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح حديث عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: يا رسول الله، إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا رجالا يأتون الكهان ؟ قال: ( فلا تأتهم ) قلت: ومنا رجال يتطيرون . قال: ( ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدنهم ). رواه مسلم. الثكل بضم الثاء المثلثة: المصيبة والفجيعة. ما كهرني أي: ما نهرني.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : في سياق حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه الذي تقدم الكلام على أوله حتى بلغنا إلى قوله رضي الله عنه قلت: " يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية، وإن الله تعالى قد جاء بالإسلام " قال هذا الكلام ليبين حاله من قبل وحاله من بعد، وليتحدث بنعمة الله عليه حيث كان في جاهلية لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا إلا ما جرت به العادات بينهم، وجعل الله بهذا الإسلام النور المبين والفرقان العظيم، فبيّن الحق من الباطل وبيّن النافع من الضار وبيّن الإيمان من الكفر والتوحيد من الشرك إلى غير ذلك مما منّ الله به على هذه الأمة بالإسلام، ثم قال رضي الله عنه: " وإن منّا رجالًا يأتون الكهان " قال: فلا تأتهم الكهّان كانوا رجالًا تنزل عليهم الشياطين الجن بما يسمعون من خبر السماء، ثم يحدثون الناس بما أخبرت به الشياطين، ويضيفون إلى الخبر الحق أشياء كثيرة من الكذب، فإذا صدقوا في واحد من مئة اتخذهم الناس حكامًا، ولهذا يأتون إليهم ويتحاكمون إليهم إلى الكهان، فالكاهن عبارة عن رجل يأتيه الشيطان يخبره بما سمع من خبر السماء ويضيف إلى هذا الخبر أشياء كثيرة من الكذب، يأتون إليهم يقولون ما حالنا؟ ما مستقبلنا؟ وعن أمور مستقبلة عامة أو خاصة، فيخبرونهم بما سمعوا من أخبار الشياطين، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: فلا تأتهم كلمة واحدة لا تأتي الكهان، وهل نظن أن معاوية أو غيره من الصحابة إذا قال لهم الرسول عليه الصلاة والسلام لا تفعلوا أن يفعلوا لا، لا نظن ذلك ليسوا كحال كثير من الناس اليوم يكرر عليه النهي ولكنه لا يمتثل، أو يتأول ويقول النهي للكراهة أو النهي للأدب أو لخلاف الأولى أو ما أشبه ذلك، لا تأتهم لا تأتهم، ثم اعلم أن الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل، وإذا أتاه الإنسان فله ثلاثة حالات الحال الأولى: أن يأتيه يسأله ولا يصدقه فهذا ثبت في صحيح مسلم أنه لا تقبل له صلاة أربعين يومًا لا تقبل له الصلاة، الحال الثانية: أن يأتيه يسأله ويصدقه فهذا كافر من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ووجه كفره أن تصديقه إياه يتضمن تكذيب قول الله جل وعلا: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله لأنَّ الكاهن يخبر عن الغيب في المستقبل فإذا صدقته فمضمونه أنه تكذيب لهذه الآية فيكون كفرًا، ولهذا جاء في الحديث: من أتى كاهنًا فصدقه يعني فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد الحال الثالثة: أن يسأل الكاهن ليكذبه وإنما يسأله اختبارًا فهذا لا بأس به، وقد سأل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سأل ابن صياد عما أضمر له، فقال: " الدخ " يعني الدخان، قال له النبي عليه الصلاة والسلام: اخسأ فلن تعدو قدرك فإذا سأله ليفضحه ويكشف كذبه وحاله للناس فإن ذلك لا بأس به بل قد يكون محمودًا مطلوبًا لما في ذلك من إبطال الباطل، ثم سأله سؤالًا آخر، الحديث: " ومنا رجال يتطيرون " قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم التطير التشاؤم بالأشياء، هذا التطير أن الإنسان يتشاءم، وكان العرب يتشاءمون أكثر ما يتشاءمون في الطيور، الطير يهيج الطير فإذا طار إن انصرف يمينًا فله حال أو يسارًا فله حال أو اتجه أمامًا فله حال أو رجع فله حال حسب اصطلاحات العرب وخرافاتهم، فكانوا يتطيرون يعني يجعلون الطيور هي التي تمضيهم أو تردهم، إذا طار الطير مثلًا على اليسار قال خلاص هذا ما يصلح لا أسافر، إذا طار يمينًا قال هذا سفر مبارك اليمين من اليمن والبركة امش، وهكذا اصطلاحات عندهم فكانوا يتشاءمون أكثر ما يتشاءمون في الطيور، وربما يتشاءمون في الأيام، وربما يتشاءمون في الشهور، وربما يتشاءمون فيما يسمعونه من الأصوات، وربما يتشاءمون حتى في الأشخاص، حتى إنه يوجد الآن أناس إذا خرج من بيته أول ما يخرج ثم لاقاه شخص قبيح المنظر قال خلاص هذا اليوم يوم سوء وتشاءم، وإذا أول ما يلقاه رجل جميل الوجه قال هذا اليوم يوم خير فتفاءل، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: هذا شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم والإنسان إذا ركن إلى التطير تنغصت عليه حاله وربما يُسمعه الجني ما يكره ليبقى دائمًا في غمٍّ وهمٍّ، ولكن لا تتشاءم كان العرب يتشاءمون في شهر شوال في النكاح، يقول اللي يتزوج في شهر شوال ما يوفق هكذا يقول العرب، فكانت عائشة رضي الله عنها تقول: " تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم في شوال " عقد عليها في شوال ودخل بها في شوال، وتقول: " أيكم أحظى إليه مني " لاشك أن عائشة أحب النساء إليه بعد أن تزوجها هي أحب النساء إليه ومع ذلك عقد عليها في شوال ودخل عليها في شوال، والعرب لجهلهم وسخافتهم يقولون اللي يتزوج في شوال ما يوفق، ونحن الآن نشاهد عالمًا يتزوجون في شوال ولا يكون فيهم إلا الخير، فالمهم أنه يجب عليك أن تمحو من قلبك التطير والتشاؤم، اجعلك دائمًا متفائلًا اجعل الدنيا دائما أمامك واسعة اجعل الطريق أمامك دائمًا مفتوحًا فإن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعجبه الفأل يكره التطير والتشاؤم ويعجبه الفأل، فاجعل نفسك دائمًا في تفاؤل والذي سيريده الله سيكون، لكن كونك مسرورًا فرحًا الدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ودائمًا متفائل دائمًا واسع الصدر هذا هو الخير، أما التشاؤم والانقباض وأن الإنسان يجعل باله في كل شيء فإنها ستضيق عليه الدنيا، وهذا من محاسن الإسلام أنه ألغى الطيرة وأثبت الفأل، لأن الفأل خير والطيرة شر، والله الموفق.
الطالب : هناك أناس يتعاونون مع الجن من أجل تعليم ...

الشيخ : نعم.
الطالب : ...

الشيخ : هذا ليس من الكهانة، ولكن لابد أن ينظر ما الذي وصله بهذا الجن، ثم الجن أيضا هل كل جني عدل قد يكون جنيًّا كذوبًا مشكلة هذه.
الطالب : ...

الشيخ : نعم؟
الطالب : ...

الشيخ : إيش؟
الطالب : ... بالجرائد بالمجلات ... يوم كذا حال كذا ...

Webiste