نرجو توضيح وبيان المراد بعض المصطلحات التي يطلقها الحافظ ابن حجر، كصدوق يخطئ وصدوق يهم، وهل ينبغي جعل حديث هؤلاء حسان مع احتمال الخطأ فيها ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : إذا كان يسمح الإخوان تتمة بارك الله فيكم.
الشيخ : تفضل.
السائل : نجد في كلام ابن حجر، طبعًا هو كتاب ابن حجر *التقريب * خاصة هو عمدة المتأخرين.
الشيخ : صح.
السائل : نجد فيه كثير من الرواة يقول: " صدوق يخطئ قليلاً "، " ربما وهم قليلاً " مثلاً، يأتي المقومون لروايته فيقولون: " حديثه حسن " مثلاً، لكن ينبغي أن يكون هناك حذر كيف نجعل جميع أحاديثه حسنة وقد وهم في بعض الأحاديث، فيجب أن نتبع أنه وهم في هذا الحديث، هذه شبهة واردة كبيرة جدًّا في ذهني أنه ما دام لم يتعين لنا في أي حديث قد وهم أو أخطأ فجميع أحاديثه على طريقة أصحاب الحديث ينبغي أن يكون في معرض الشك في معرض التحقيق حتى يثبت لنا أنه أخطأ في حديث خاص كما تعين لنا في بعض الروايات، أو دلس في رواية خاصة كما تعين لنا في بعض الروايات مثلاً، وما عدا تلك الروايات الخاصة كلها حسنة أو صحيحة مثلاً، فحينما نرى ابن حجر يقول: " صدوق يخطئ قليلًا " أو " ربما وهم " يأتي المتأخرون ويقولون هو حسن الحديث مثلاً، حسن الحديث عامة مع شكنا في أي رواية يكون قد أخطأ وفي أي رواية يكون قد أصاب هذا فيه مزلقة فيما يظر، ما ندري رأيكم في هذه المسألة ؟
الشيخ : هذا السؤال طيب:
هم حينما يقولون تلك القولة: " صدوق يهم "، أو " ربما أخطأ "، أو " صدوق يخطئ "، أو نحو ذلك هم يضعون قاعدة كما لا يخفى، فكونهم وضعوا قاعدة تعني أنهم سَبروا حديث هذا الإنسان فتبين لهم أنَّ أكثر أحدايثه ثابتة، وبعضها فيها ضعف، أليس هذا هو شرح تلك الكلمة ؟
السائل : بلى.
الشيخ : حينئذ نقول: فمن كان بهذه المثابة هل يُهدر حديثه كلُّه من أجل خشية أن يكون فيها بعض تلك الأحاديث من النوع التي وهم فيها، أم الأصل أن نأخذ أحاديثه حتى يتبين لنا وهمه ؟!
يعني هناك سبيلين لابد منهما ولا ثالث لهما:
إما أن نرد حديث الصدوق الذي يهم مطلقاً حتى يتبين لنا صحته بالمتابعة.
وإما على العكس من ذلك أن نقبل حديثه حتى يتبين لنا خطؤه بمخالفته لمن هو أوثق منه، ولا شك أن هذا السبيل أولى من الأول، لأنَّ الأول رد أحدايث لمجرد احتمال أنه أخطأ، صحيح هو أخطأ في بعض الأحاديث لكن نحن ما تبين لنا خطؤه في هذا الحديث وفي ذاك وو إلى آخره.
فإذن الفائدة من هذا القول الدقيق: صدوق يهم إلى آخره هو: أنه خذ حذرك أن هذا الإنسان ليس صحيح الحديث فانتبه لعله حديث من أحاديثه تكون من تلك الأحاديث التي انتُقد من أجلها ونزلت مرتبته من ثقة إلى صدوق يهم.
السائل : لكن عهدنا بالمحدثين أنهم بأدنى شك يتركون رواية الراوي، مثلاً الثقة كان طول حياته ثقة لكنه اختلط في آخر عمره ولم يتميز مثلاً أو راوٍ من الرواة لم يتميز فيهدرون جميع روايته حتى يتبين أنه أخذ قبل الاختلاط مثلًا، فبناءً على هذا الشك ما دام تركوه لماذا يؤخذ رواية الصدوق الذي يكون وهم قليلًا قبل أن يتبين لنا، لا بد أن نجعله في معرض المتابعات والشواهد إلا إذا تعين لنا أنه أخطأ في هذا الحديث فقط والبقية كلها نظيفة لم يخطئ فيها فهذا لا مجال فيه، فصدوق يخطئ قليلاً أو صدوق يخطئ كثيراً أو سيء الحفظ، يعني هناك بعض الناس ابن أبي حاتم نفسه يجعله في مرتبة المتابعات والشواهد فيما نعرف، " يكتب حديثه " يقول.
الشيخ : مَن ؟
السائل : ابن أبي حاتم مثلاً.
الشيخ : من الذي يجعله في مرتبة من يُستشهد به، ماذا قال فيه ؟
السائل : الذي قال: يكتب حديثه، صدوق الذي قيل فيه: صدوق يكتب حديثه.
الشيخ : هذا لا شك فيه، هذا كلهم يقولون هكذا، لماذا أنت ذكرت هذا المثال أو هذه اللفظة ؟
السائل : نقول كأني أستشهد بكلام ابن أبي حاتم أنه يجعل: صدوق ربما وهم أو صدوق مطلقاً يجعله في معرض المتابعات والشواهد لا يقبله مطلقاً، أما الآخرون وخاصة المتأخرون وبالأخص ابن حجر -رحمه الله- ومن تبعه يجعلون الصدوق مطلقاً أو الصدوق الذي يخطئ قليلاً يجعلونه مقبولاً بالعموم بدون تخلية حديثه الذي أخطأ يها من غير ما أخطأ فيها.
الشيخ : هذا كلام صحيح بس أنا أَشكل عليَّ أنك تركت موضوع: صدوق يهم إلى صدوق !
السائل : مطلقاً.
الشيخ : لمَ ؟
السائل : لأن ابن أبي حاتم مثلاً ما دام يجعل صدوق في معرض البحث وطلب المتابعة والشواهد له، فبدرجة أولى صدوق يهم قليلاً عنده أو من ينحو نحوه أن يكون في معرض البحث للمتابعات والشواهد له، قصدي استشهادًا من قول ابن أبي حاتم هذا.
الشيخ : لكن بارك الله فيك هل تظن أن أبا حاتم حينما يقول في الراوي صدوق يعني ما يعنيه ابن حجر أم يختلفان ؟
السائل : هذا الذي نريد أن نستفسره بارك الله فيك.
الشيخ : هذا هو، لأنه يختلف الأمر فما يصح أن نُدخل فيمن قيل فيه: صدوق يهم من قيل فيه: صدوق مطلقاً فهناك فرق .
ولذلك أرى من المفيد أن نظل عند المثال الأول وهو من قيل فيه: صدوق يهم إي نعم ونحو ذلك، وليس الصدوق مطلقًا، لأن الصدوق مطلقاً في اصطلاح أبي حاتم هو الصدوق الذي يهم في اصطلاح ابن حجر، لكن الإشكال الذي أوردته هو إشكال قوي فعلاً بالنسبة للمختلط، ولكن المثال الذي أو هذا الإشكال الذي أوردته لا يؤكد دعواك أنك ترى المحدثين يردون رواية الثقة لأدنى وهمٍ، لا، لأنك تعلم أنهم يقولون: مَن مِن الرواة لم يخطئ ولا يهم ؟! إذن ؟
السائل : هذه يعبر بها الذهبي كثيرًا.
الشيخ : آه، فإذن لا ينبغي أن نستدل بردهم بحديث المختلط حينما لا يعلمون أَحدَّث قبل الاختلاط أم بعد لتأييد أنهم يردون رواية الثقة لأدنى وهم واضح هذا ؟
السائل : نعم.
الشيخ : لكن نعود في الحقيقة إلى الإشكال الذي أوردته فهو إشكال يعني فيه قوة، وما أدري الآن ما هو التَّفصّي منه، ما هو التخلص منه، لعل الله يفتح لنا، عندك شيء ؟
السائل : لا، أنا منذ مدة أتنمى أنكم والحمد لله أطال الله بقاءكم قد قضيتم حياتكم في هذا البحر اللجي الذي هو لجي لنا بالفعل، وإن شاء الله لكم سهل أن تكتبوا في مثل هذه المواضع، نحن نتتبع هذه المواضع في كتبكم، في بعض الأحيان نجد في بعض الرواة ما يثلج الصدر بالفعل، في بعض الأحيان نجد ما يجعلنا نطلب أن تكتبوا لنا في مثل هذا إن شاء الله قاعدة عامة أو قواعد حتى يبين للطلبة مثل هذا الاستشكال.
الشيخ : إن شاء الله أنتم تكونون خير خلف لخير سلف، نحن خلاص انتهى دورنا، ويأتي دوركم إن شاء الله.
الشيخ : تفضل.
السائل : نجد في كلام ابن حجر، طبعًا هو كتاب ابن حجر *التقريب * خاصة هو عمدة المتأخرين.
الشيخ : صح.
السائل : نجد فيه كثير من الرواة يقول: " صدوق يخطئ قليلاً "، " ربما وهم قليلاً " مثلاً، يأتي المقومون لروايته فيقولون: " حديثه حسن " مثلاً، لكن ينبغي أن يكون هناك حذر كيف نجعل جميع أحاديثه حسنة وقد وهم في بعض الأحاديث، فيجب أن نتبع أنه وهم في هذا الحديث، هذه شبهة واردة كبيرة جدًّا في ذهني أنه ما دام لم يتعين لنا في أي حديث قد وهم أو أخطأ فجميع أحاديثه على طريقة أصحاب الحديث ينبغي أن يكون في معرض الشك في معرض التحقيق حتى يثبت لنا أنه أخطأ في حديث خاص كما تعين لنا في بعض الروايات، أو دلس في رواية خاصة كما تعين لنا في بعض الروايات مثلاً، وما عدا تلك الروايات الخاصة كلها حسنة أو صحيحة مثلاً، فحينما نرى ابن حجر يقول: " صدوق يخطئ قليلًا " أو " ربما وهم " يأتي المتأخرون ويقولون هو حسن الحديث مثلاً، حسن الحديث عامة مع شكنا في أي رواية يكون قد أخطأ وفي أي رواية يكون قد أصاب هذا فيه مزلقة فيما يظر، ما ندري رأيكم في هذه المسألة ؟
الشيخ : هذا السؤال طيب:
هم حينما يقولون تلك القولة: " صدوق يهم "، أو " ربما أخطأ "، أو " صدوق يخطئ "، أو نحو ذلك هم يضعون قاعدة كما لا يخفى، فكونهم وضعوا قاعدة تعني أنهم سَبروا حديث هذا الإنسان فتبين لهم أنَّ أكثر أحدايثه ثابتة، وبعضها فيها ضعف، أليس هذا هو شرح تلك الكلمة ؟
السائل : بلى.
الشيخ : حينئذ نقول: فمن كان بهذه المثابة هل يُهدر حديثه كلُّه من أجل خشية أن يكون فيها بعض تلك الأحاديث من النوع التي وهم فيها، أم الأصل أن نأخذ أحاديثه حتى يتبين لنا وهمه ؟!
يعني هناك سبيلين لابد منهما ولا ثالث لهما:
إما أن نرد حديث الصدوق الذي يهم مطلقاً حتى يتبين لنا صحته بالمتابعة.
وإما على العكس من ذلك أن نقبل حديثه حتى يتبين لنا خطؤه بمخالفته لمن هو أوثق منه، ولا شك أن هذا السبيل أولى من الأول، لأنَّ الأول رد أحدايث لمجرد احتمال أنه أخطأ، صحيح هو أخطأ في بعض الأحاديث لكن نحن ما تبين لنا خطؤه في هذا الحديث وفي ذاك وو إلى آخره.
فإذن الفائدة من هذا القول الدقيق: صدوق يهم إلى آخره هو: أنه خذ حذرك أن هذا الإنسان ليس صحيح الحديث فانتبه لعله حديث من أحاديثه تكون من تلك الأحاديث التي انتُقد من أجلها ونزلت مرتبته من ثقة إلى صدوق يهم.
السائل : لكن عهدنا بالمحدثين أنهم بأدنى شك يتركون رواية الراوي، مثلاً الثقة كان طول حياته ثقة لكنه اختلط في آخر عمره ولم يتميز مثلاً أو راوٍ من الرواة لم يتميز فيهدرون جميع روايته حتى يتبين أنه أخذ قبل الاختلاط مثلًا، فبناءً على هذا الشك ما دام تركوه لماذا يؤخذ رواية الصدوق الذي يكون وهم قليلًا قبل أن يتبين لنا، لا بد أن نجعله في معرض المتابعات والشواهد إلا إذا تعين لنا أنه أخطأ في هذا الحديث فقط والبقية كلها نظيفة لم يخطئ فيها فهذا لا مجال فيه، فصدوق يخطئ قليلاً أو صدوق يخطئ كثيراً أو سيء الحفظ، يعني هناك بعض الناس ابن أبي حاتم نفسه يجعله في مرتبة المتابعات والشواهد فيما نعرف، " يكتب حديثه " يقول.
الشيخ : مَن ؟
السائل : ابن أبي حاتم مثلاً.
الشيخ : من الذي يجعله في مرتبة من يُستشهد به، ماذا قال فيه ؟
السائل : الذي قال: يكتب حديثه، صدوق الذي قيل فيه: صدوق يكتب حديثه.
الشيخ : هذا لا شك فيه، هذا كلهم يقولون هكذا، لماذا أنت ذكرت هذا المثال أو هذه اللفظة ؟
السائل : نقول كأني أستشهد بكلام ابن أبي حاتم أنه يجعل: صدوق ربما وهم أو صدوق مطلقاً يجعله في معرض المتابعات والشواهد لا يقبله مطلقاً، أما الآخرون وخاصة المتأخرون وبالأخص ابن حجر -رحمه الله- ومن تبعه يجعلون الصدوق مطلقاً أو الصدوق الذي يخطئ قليلاً يجعلونه مقبولاً بالعموم بدون تخلية حديثه الذي أخطأ يها من غير ما أخطأ فيها.
الشيخ : هذا كلام صحيح بس أنا أَشكل عليَّ أنك تركت موضوع: صدوق يهم إلى صدوق !
السائل : مطلقاً.
الشيخ : لمَ ؟
السائل : لأن ابن أبي حاتم مثلاً ما دام يجعل صدوق في معرض البحث وطلب المتابعة والشواهد له، فبدرجة أولى صدوق يهم قليلاً عنده أو من ينحو نحوه أن يكون في معرض البحث للمتابعات والشواهد له، قصدي استشهادًا من قول ابن أبي حاتم هذا.
الشيخ : لكن بارك الله فيك هل تظن أن أبا حاتم حينما يقول في الراوي صدوق يعني ما يعنيه ابن حجر أم يختلفان ؟
السائل : هذا الذي نريد أن نستفسره بارك الله فيك.
الشيخ : هذا هو، لأنه يختلف الأمر فما يصح أن نُدخل فيمن قيل فيه: صدوق يهم من قيل فيه: صدوق مطلقاً فهناك فرق .
ولذلك أرى من المفيد أن نظل عند المثال الأول وهو من قيل فيه: صدوق يهم إي نعم ونحو ذلك، وليس الصدوق مطلقًا، لأن الصدوق مطلقاً في اصطلاح أبي حاتم هو الصدوق الذي يهم في اصطلاح ابن حجر، لكن الإشكال الذي أوردته هو إشكال قوي فعلاً بالنسبة للمختلط، ولكن المثال الذي أو هذا الإشكال الذي أوردته لا يؤكد دعواك أنك ترى المحدثين يردون رواية الثقة لأدنى وهمٍ، لا، لأنك تعلم أنهم يقولون: مَن مِن الرواة لم يخطئ ولا يهم ؟! إذن ؟
السائل : هذه يعبر بها الذهبي كثيرًا.
الشيخ : آه، فإذن لا ينبغي أن نستدل بردهم بحديث المختلط حينما لا يعلمون أَحدَّث قبل الاختلاط أم بعد لتأييد أنهم يردون رواية الثقة لأدنى وهم واضح هذا ؟
السائل : نعم.
الشيخ : لكن نعود في الحقيقة إلى الإشكال الذي أوردته فهو إشكال يعني فيه قوة، وما أدري الآن ما هو التَّفصّي منه، ما هو التخلص منه، لعل الله يفتح لنا، عندك شيء ؟
السائل : لا، أنا منذ مدة أتنمى أنكم والحمد لله أطال الله بقاءكم قد قضيتم حياتكم في هذا البحر اللجي الذي هو لجي لنا بالفعل، وإن شاء الله لكم سهل أن تكتبوا في مثل هذه المواضع، نحن نتتبع هذه المواضع في كتبكم، في بعض الأحيان نجد في بعض الرواة ما يثلج الصدر بالفعل، في بعض الأحيان نجد ما يجعلنا نطلب أن تكتبوا لنا في مثل هذا إن شاء الله قاعدة عامة أو قواعد حتى يبين للطلبة مثل هذا الاستشكال.
الشيخ : إن شاء الله أنتم تكونون خير خلف لخير سلف، نحن خلاص انتهى دورنا، ويأتي دوركم إن شاء الله.
الفتاوى المشابهة
- الكلام عن الراوي الذي قيل فيه صدوق يخطئ . - الالباني
- من قيل فيه صدوق تغير بآخره هل هو في مراتب الشو... - الالباني
- ما الحكم لو أن راوي صدوق يهم خالف راوٍ آخر صدوق ؟ - الالباني
- قول ابن حجر في راوٍ ما : صدوق له أوهام ؛ هل يُ... - الالباني
- تفسير معنى كلمة "صدوق". - الالباني
- هل من قال فيه الحافظ صدوق له أوهام أو صدوق يهم... - الالباني
- بعض طلاب العلم يقولون : عندما يقول أهل الجرح و... - الالباني
- هل يُحسَّن حديث الراوي الذي قال فيه الحافظ ابن... - الالباني
- هل يكون حديث من قال الحافظ فيه صدوق يهم في د... - الالباني
- التنبيه على لفظة صدوق ربما يهم ونحوها عند الحا... - الالباني
- نرجو توضيح وبيان المراد بعض المصطلحات التي يطل... - الالباني