تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كلام الشيخ عن الجهر بالتأمين، ومسابقة المأمومي... - الالبانيالسائل : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.الشيخ : وعليكم السلام.السائل : لكم كلام على الجهر بالتأمين فنود سماعه ؟الشيخ : كيف ؟السائل : لكم كل...
العالم
طريقة البحث
كلام الشيخ عن الجهر بالتأمين، ومسابقة المأمومين للإمام فيه.
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ : وعليكم السلام.

السائل : لكم كلام على الجهر بالتأمين فنود سماعه ؟

الشيخ : كيف ؟

السائل : لكم كلام على الجهر بالتأمين بعد الإمام فنود سماعه.

الشيخ : الجهر بالتأمين إن كان متعلقًا بالإمام فهو سنة صحيحةٌ منصوصٌ عليها في حديث وائل بن حجر في * مسند أحمد * وغيره بالسند الصحيح.
أما إذا كان الجهر بالتأمين متعلقًا بالمقتدين والمأتمين فالراجح عندنا وليس اعتمادًا على نصٍّ صريحٍ في ذلك وإنما اتباعًا لبعض الآثار الواردة عن عبد الله بن الزبير ونحوه: " أن المسجد الحرام كان يرتجّ بتأمين المأتمين بزمانه بسبب جهرهم بآمين "، فالراجح عندنا بعد أن كُنا اخترنا الإسرار بالتأمين من المقتدين ترجح عندي أنَّ الأقرب إلى الصواب أن المقتدين يجهرون أيضاً مع الإمام.
ولا بد في مثل هذه المناسبة من التذكير بأمر طالما غفل عنه جماهير المصلين، ذلك الأمر هو كالإجماع مع الأسف الشديد على ذاك الخطأ وهو:
أن المقتدين يسابقون الإمام بـــــ: " آمين "، الخطأ أن المقتدين يسابقون الإمام بـــ آمين، فلا يكاد الإمام يفرغ من قوله: { ولا الضالين } إلا بادره المقتدون بآمين قبل أن يبتدأ الإمام نفسه بآمين.
والحديث صريح في عكس ما يفعله الجماهير اليوم، حيث قال عليه الصلاة والسلام: "إذا أمن الإمام فأمنوا" إذا أمَّن فأمنوا، على وزان قوله عليه السلام: "إذا كبر فكبروا":
فلا يجوز مسابقة المقتدين للإمام بالتأمين كما لا يجوز لهم مسابقة الإمام بالتكبير، "إنما جُعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قائماً فصلوا قياماً، وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً أجمعين":
الشاهد أنَّ هذا الحديث وهو متفق عليه بين البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك وغيره من الصحابة -رضي الله عنهم- أنه لا يجوز للمقتدين مسابقة الإمام بشيء من التكبير أو الركوع أو السجود أو ما بين ذلك، كذلك أيضاً لا يجوز للمقتدين مسابقة الإمام بــــ آمين.
وإذا تنبهتم لهذا وأصغيتم إذا ما صليتم صلاة جهرية فستجدون مع الأسف الشديد أن جماهير المقتدين يسابقون الإمام بـــــ آمين، ولذلك فعلى كل مقتد بالإمام إذا سمع قول الإمام في آخر الفاتحة: { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } أن يحب نفسه المقتدي، عليه أن يضبط نفسه وألا يشرع بقوله آمين إلا بعد أن يسمع الإمام بدأ بقوله: آمين، حينئذ يمكن أن يكون المقتدي قد ائتم بالإمام، أَمَا والإمام لم يكد بعدُ ينتهي من قوله: { ولا الضالين } إلا المقتدين سبقوه بــــ آمين، فهذا خطأ صريح مخالف للقاعدة المشار إليها آنفًا في حديث أنس، بل ومخالف لهذا الحديث الخاص بالتأمين، وهو متفق عليه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه"، ومن فضل الله تبارك وتعالى على عباده المؤمنين أن يسَّر لهم الأسباب الموجبة لهم لمغفرة رب العالمين، وهذا الحديث مِن ذلك، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبرنا في هذا الحديث بأنَّ مغفرة الله تبارك وتعالى للمصلين تحصلُ فقط بألَّا نسبق الإمام بـــ آمين، وأن يأتي تأمينا مع تأمين الإمام بعيد قوله آمين، فمن فعل ذلك غفر الله له ما تقدم من ذنبه، أُعيد عليكم الحديث ليرسخ أولًا في بالكم ، ثم لتنطلقوا في عملكم على موجبه: "إذا أَمَّن الإمام فأمِّنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه"، فلولا أنني لمست هذا الخطأ في كل المساجد في كل البلاد التي جئتها أو نزلت فيها لما ذكرتكم بهذا، وكما قال تعالى: { وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين }.

Webiste