هل يجوز حضور احتفال عيد المعلم الذي يقام في المدارس ؟ وهل يجوز للمعلمة قبول هدية المدرسة ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : هل يجوز حضور احتفال عيد المعلم الذي تقام في المدارس ؟ وهل يجوز للمدرِّسة قبول الهدية التي تهدي لها المدرسة ؟
الشيخ : الجواب أن هذه المشكلة هي مشكلة نابعة من تقليدنا لنُظُم الكفار ، ولا يمكن القضاء على مثلها إلا بتغيير المناهج الدراسية ، وإلا ستسمعون أجوبة لا يجوز ، لا يجوز ، لا يجوز ، لكن مع لا يجوز ؛ فنحن مُرغمون على الوقوع فيها لفساد المنهاج !!
لعلكم تعلمون جميعًا أنه لا يجوز في الإسلام أعياد سوى ثلاثة ، عيدان سنويَّان ، عيد الفطر وعيد الأضحى ، وعيد أسبوعي وهو يوم الجمعة ، ليس ثمَّة أعياد إلا هذه ، لقد كنَّا نشكو - ولا نزال نشكو - من عيد واحد طرأ على المسلمين منذ سنين طويلة منذ قرون ؛ ألا وهو عيد المولد النبوي ، وكنا نقول إن هذا أولًا بدعة لا أصل لها في السنة ، وثانيًا : هو - أيضًا - نابع من تقليد المسلمين القدامى للنصارى ، فيقول قائلهم - قائل المبتدعة هؤلاء - : يا أخي ، النصارى يحتفلون بميلاد نبيِّهم ؛ فكيف لا نحتفل نحن بميلاد نبينا - صلوات الله وسلامه عليه - ، لقد غفل المسلمون غفلة عجيبة جدًّا عن دينهم ، فمعنى هذا الكلام أن النصارى قدوة لنا ، وكأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما حذَّرنا من اتباعهم وتقليدهم ... في الحديث الذي في البخاري - مثلًا - من رواية أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم ؛ شبرًا بشبر ، وذراعًا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه . قالوا: يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال: فمن الناس ؟! ، فهو - عليه السلام - يحذِّرنا من أن نقلِّدَ هؤلاء الكفار ؛ لأنهم انحرفوا عن سبيل الله - عز وجل - ، أولًا بتحريفهم للكتاب ، للتوراة والإنجيل ، وثانيًا بسبب كفرهم بالإسلام ، وبنبينا - عليه الصلاة والسلام - الذي نسخ الله به وبكتابه سائر الأديان .
ولا بأس بهذه المناسبة أن أذكِّرَ بشيء ربما يجهله بعض الناس ، لقد جاء في " صحيح مسلم " من حديث أبي قتادة الأنصاري - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : يا رسول الله ، ما تقول في صوم يوم الاثنين ؟ كان جوابه على طريقة الأسلوب الحكيم ، ما قال له هذا مستحبٌّ ، هذا أمر فاضل ، ونحو ذلك ، وإنما قال له ما هو أبلغ من ذلك قال : ذاك يوم وُلدت فيه ، وأُنزل علي الوحي فيه ؛ ما معنى هذا الجواب ؟ كأنه يقول : عليكم أن تصوموا يوم الاثنين شكرًا لله - عز وجل - على ما أنعم به عليكم من ولادتي فيه ، وبعثتي فيه ، ينبغي أن تشكروا الله على ذلك ؛ بأن تصوموا هذا اليوم ؛ لأنه يوم فضيل ، وُلد فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وبعث فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - . فمن سنن الأمم قبلنا من أهل الكتاب أن يشكروا الله - عز وجل - على نعمة أنعم الله - تبارك وتعالى - بها عليهم ، فقد جاء في " الصحيحين " من حديث عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وآله سلم - لما جاء المدينة مهاجرًا وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فسألهم عن السبب فقالوا : " هذا يوم نجَّى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده " . فقال - عليه الصلاة والسلام - : نحن أحقُّ بموسى منكم ، فصامه ، وأمر بصيامه .
فإذا كان أولًا اليهود صاموا يوم عاشوراء شكرًا لله ، وأقرَّهم على ذلك نبيهم موسى - عليه الصلاة والسلام - ، ثم جاء الإقرار من نبينا خاتم الأنبياء ، وقال لهم : نحن أحقُّ بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه ، فنحن إذًا علينا إذكارًا لهذه النعمة التي لا نعمة بعدها إلا الإسلام ؛ أن نصوم كل يوم اثنين .
نحن نعلم أن كثيرًا من المسلمين - والحمد لله - لا يزالون يتابعون صيام يومين على الأقل في الأسبوع ، يوم الاثنين ويوم الخميس ، هذا مما جاءت به الأحاديث الفعلية والقولية ، ولكن كثيرًا من الصائمين هؤلاء يصومون يوم الاثنين ؛ لأنه يُشرع فيه الصيام ، لكن أقل من القليل من يصوم يوم الاثنين وهو يستحضر في نفسه أنه حُضَّ عليه كشكرًا لربِّه أن خلق وأولد النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا اليوم ، وبعثه في هذا اليوم ، هذا المعنى قليل جدًّا من هؤلاء الصائمين من يستحضره في نفسه في يوم صومه ؛ فماذا نقول عن الذين لا يصومونه ؟ هم أبعد ما يكونون عن أن يستحضروا هذا الحكم الشرعي المُعلَّل بهذه العلة التي تستوجب شكر الله بالصيام ، فماذا أصاب المسلمين ؟ لقد استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، فإنك تجد عامة الذين يحتفلون بما يُسمُّونه بعيد المولد النبوي لا يصومون يوم الإثنين ... أكثر هؤلاء المحتفلين لا يصومون يوم الاثنين ، إذا قيل لهم لِمَ تحتفلون ؟ يقولون : نحن نحتفل تعظيمًا للرسول - عليه والسلام - ، وذكرى للرسول - عليه السلام - ، لكن الرسول قد شرع لكم بأمر الله ما هو خير لكم من هذا الاحتفال ، الذي هو أولًا محدث لا أصل له في الإسلام ، وثانيًا : هو تشبّه بالكفار باعترافهم ، النصارى يحتفلون بمولد عيسى ، فنحن أولى أن نحتفل بمولد نبينا - صلى الله عليه وسلم - .
وثالثًا - وأخيرًا - : أنتم تحتفلون هذا الاحتفال غير المشروع في العام مرة ، ورسولكم سنَّ لكم أن تحتفلوا بولادته في كلِّ أسبوع ، فأي الاحتفالين أعظم لو كنتم تعلمون ؟!
إذًا لا يجوز أن نحتفل بعيد من الأعياد وما أكثر هذه الأعياد ! عيد المعلم ، وعيد الأم ، وعيد الشجرة ، فأصبحت الأيام كلها أعيادًا ، وليتها كانت فعلًا أعيادًا ، لأن طبيعة الأعياد أن الناس يعيشون فيها في فرح وسرور وحبور ، لكن الناس اليوم يعيشون في ضنكٍ من العيش والحياة ، مع ذلك كثرت الأعياد التي يحتفلون بها ، وهي في الواقع يصدق عليها قول الله - عز وجل - : إن هي إلا أسماء سمَّيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ، فإذا كان الأمر كما ذكرنا أنه لا أعياد في الإسلام إلا تلك الأعياد الثلاثة ؛ فإذًا الاحتفال بعيد المعلم ككلِّ الاحتفالات بالأعياد الأخرى لا تشرع في دين الإسلام .
السائل : الهدية شيخنا ؟
الشيخ : الهدية تابعة للأصل ، الأصل فاسد ؛ فما بني على فاسد ؛ فهو فاسد .
السائل : جزاك الله خير .
الشيخ : الجواب أن هذه المشكلة هي مشكلة نابعة من تقليدنا لنُظُم الكفار ، ولا يمكن القضاء على مثلها إلا بتغيير المناهج الدراسية ، وإلا ستسمعون أجوبة لا يجوز ، لا يجوز ، لا يجوز ، لكن مع لا يجوز ؛ فنحن مُرغمون على الوقوع فيها لفساد المنهاج !!
لعلكم تعلمون جميعًا أنه لا يجوز في الإسلام أعياد سوى ثلاثة ، عيدان سنويَّان ، عيد الفطر وعيد الأضحى ، وعيد أسبوعي وهو يوم الجمعة ، ليس ثمَّة أعياد إلا هذه ، لقد كنَّا نشكو - ولا نزال نشكو - من عيد واحد طرأ على المسلمين منذ سنين طويلة منذ قرون ؛ ألا وهو عيد المولد النبوي ، وكنا نقول إن هذا أولًا بدعة لا أصل لها في السنة ، وثانيًا : هو - أيضًا - نابع من تقليد المسلمين القدامى للنصارى ، فيقول قائلهم - قائل المبتدعة هؤلاء - : يا أخي ، النصارى يحتفلون بميلاد نبيِّهم ؛ فكيف لا نحتفل نحن بميلاد نبينا - صلوات الله وسلامه عليه - ، لقد غفل المسلمون غفلة عجيبة جدًّا عن دينهم ، فمعنى هذا الكلام أن النصارى قدوة لنا ، وكأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما حذَّرنا من اتباعهم وتقليدهم ... في الحديث الذي في البخاري - مثلًا - من رواية أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم ؛ شبرًا بشبر ، وذراعًا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه . قالوا: يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال: فمن الناس ؟! ، فهو - عليه السلام - يحذِّرنا من أن نقلِّدَ هؤلاء الكفار ؛ لأنهم انحرفوا عن سبيل الله - عز وجل - ، أولًا بتحريفهم للكتاب ، للتوراة والإنجيل ، وثانيًا بسبب كفرهم بالإسلام ، وبنبينا - عليه الصلاة والسلام - الذي نسخ الله به وبكتابه سائر الأديان .
ولا بأس بهذه المناسبة أن أذكِّرَ بشيء ربما يجهله بعض الناس ، لقد جاء في " صحيح مسلم " من حديث أبي قتادة الأنصاري - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : يا رسول الله ، ما تقول في صوم يوم الاثنين ؟ كان جوابه على طريقة الأسلوب الحكيم ، ما قال له هذا مستحبٌّ ، هذا أمر فاضل ، ونحو ذلك ، وإنما قال له ما هو أبلغ من ذلك قال : ذاك يوم وُلدت فيه ، وأُنزل علي الوحي فيه ؛ ما معنى هذا الجواب ؟ كأنه يقول : عليكم أن تصوموا يوم الاثنين شكرًا لله - عز وجل - على ما أنعم به عليكم من ولادتي فيه ، وبعثتي فيه ، ينبغي أن تشكروا الله على ذلك ؛ بأن تصوموا هذا اليوم ؛ لأنه يوم فضيل ، وُلد فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وبعث فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - . فمن سنن الأمم قبلنا من أهل الكتاب أن يشكروا الله - عز وجل - على نعمة أنعم الله - تبارك وتعالى - بها عليهم ، فقد جاء في " الصحيحين " من حديث عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وآله سلم - لما جاء المدينة مهاجرًا وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فسألهم عن السبب فقالوا : " هذا يوم نجَّى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده " . فقال - عليه الصلاة والسلام - : نحن أحقُّ بموسى منكم ، فصامه ، وأمر بصيامه .
فإذا كان أولًا اليهود صاموا يوم عاشوراء شكرًا لله ، وأقرَّهم على ذلك نبيهم موسى - عليه الصلاة والسلام - ، ثم جاء الإقرار من نبينا خاتم الأنبياء ، وقال لهم : نحن أحقُّ بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه ، فنحن إذًا علينا إذكارًا لهذه النعمة التي لا نعمة بعدها إلا الإسلام ؛ أن نصوم كل يوم اثنين .
نحن نعلم أن كثيرًا من المسلمين - والحمد لله - لا يزالون يتابعون صيام يومين على الأقل في الأسبوع ، يوم الاثنين ويوم الخميس ، هذا مما جاءت به الأحاديث الفعلية والقولية ، ولكن كثيرًا من الصائمين هؤلاء يصومون يوم الاثنين ؛ لأنه يُشرع فيه الصيام ، لكن أقل من القليل من يصوم يوم الاثنين وهو يستحضر في نفسه أنه حُضَّ عليه كشكرًا لربِّه أن خلق وأولد النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا اليوم ، وبعثه في هذا اليوم ، هذا المعنى قليل جدًّا من هؤلاء الصائمين من يستحضره في نفسه في يوم صومه ؛ فماذا نقول عن الذين لا يصومونه ؟ هم أبعد ما يكونون عن أن يستحضروا هذا الحكم الشرعي المُعلَّل بهذه العلة التي تستوجب شكر الله بالصيام ، فماذا أصاب المسلمين ؟ لقد استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، فإنك تجد عامة الذين يحتفلون بما يُسمُّونه بعيد المولد النبوي لا يصومون يوم الإثنين ... أكثر هؤلاء المحتفلين لا يصومون يوم الاثنين ، إذا قيل لهم لِمَ تحتفلون ؟ يقولون : نحن نحتفل تعظيمًا للرسول - عليه والسلام - ، وذكرى للرسول - عليه السلام - ، لكن الرسول قد شرع لكم بأمر الله ما هو خير لكم من هذا الاحتفال ، الذي هو أولًا محدث لا أصل له في الإسلام ، وثانيًا : هو تشبّه بالكفار باعترافهم ، النصارى يحتفلون بمولد عيسى ، فنحن أولى أن نحتفل بمولد نبينا - صلى الله عليه وسلم - .
وثالثًا - وأخيرًا - : أنتم تحتفلون هذا الاحتفال غير المشروع في العام مرة ، ورسولكم سنَّ لكم أن تحتفلوا بولادته في كلِّ أسبوع ، فأي الاحتفالين أعظم لو كنتم تعلمون ؟!
إذًا لا يجوز أن نحتفل بعيد من الأعياد وما أكثر هذه الأعياد ! عيد المعلم ، وعيد الأم ، وعيد الشجرة ، فأصبحت الأيام كلها أعيادًا ، وليتها كانت فعلًا أعيادًا ، لأن طبيعة الأعياد أن الناس يعيشون فيها في فرح وسرور وحبور ، لكن الناس اليوم يعيشون في ضنكٍ من العيش والحياة ، مع ذلك كثرت الأعياد التي يحتفلون بها ، وهي في الواقع يصدق عليها قول الله - عز وجل - : إن هي إلا أسماء سمَّيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ، فإذا كان الأمر كما ذكرنا أنه لا أعياد في الإسلام إلا تلك الأعياد الثلاثة ؛ فإذًا الاحتفال بعيد المعلم ككلِّ الاحتفالات بالأعياد الأخرى لا تشرع في دين الإسلام .
السائل : الهدية شيخنا ؟
الشيخ : الهدية تابعة للأصل ، الأصل فاسد ؛ فما بني على فاسد ؛ فهو فاسد .
السائل : جزاك الله خير .
الفتاوى المشابهة
- حقيقة الاحتفال المشروع والذي ينبغي علينا فعله . - الالباني
- حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم. - الالباني
- الاحتفال بيوم الحب - اللجنة الدائمة
- ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي ؟ - الالباني
- الاحتفال بأعياد الكفار - اللجنة الدائمة
- بذل الهدية للمعلم أو المعلمة في المدارس... - اللجنة الدائمة
- هل يجوز للمعلمة أن تقبل هدية من طالبة تدرسها... - ابن عثيمين
- ما حكم الاحتفال بالعيد . - الالباني
- حكم الهدية في عيد المعلم - ابن باز
- الاحتفال باليوم العالمي للمعلم - اللجنة الدائمة
- هل يجوز حضور احتفال عيد المعلم الذي يقام في ال... - الالباني