سؤال حول حديث : ( ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك ) .
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : شيخنا ، حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ما أطيبَك من بلد وأحبَّك إليَّ ! ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك ... .
الشيخ : نعم .
السائل : هذا الحديث في " صحيح الجامع " يعني كيف صارت ... على المجاز على كيف يعني ... في البلد ؟
الشيخ : نعم .
السائل : فما أدري يعني هذا الخطاب يُسمَّى على المجاز أو الحقيقة ؟
الشيخ : هذا الأسلوب العربي يعني هذا طريقة في اللغة العربية يُخاطبون الديار والأوطان والبلاد والجمادات والشمس والقمر كما لو كانت أشخاصًا تسمع ما يُقال لها ، فهذا أسلوب معروف في اللغة ، ولا يعني الحقيقة الظاهرة من مثل هذا الخطاب ، الخطاب والواقع أن ملاحظة هذا يفتح الطريق للمتفقِّه في الدين والعارف باللغة العربية وأساليبها أن لا يفهمَ بعض النصوص الشرعية فهمًا خاطئًا يتنافى هذا الفهم مع الأدلة الصريحة من جانب آخر ، وبالمناسبة لما قرَّرت منذ عهد قريب في جلسة الإجابة عن بعض الأسئلة أن الموتى لا يسمعون بعد أن انصرفت اعترضَ سبيلي أحدهم فقال : ألم يصحَّ عن الرسول - عليه السلام - أنه كان إذا زار القبور قال : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين إلخ ؟ قلت : نعم ، هذا قد صحّ ، لكن هذا لا يُنافي ما سبق ذكره من أن الموتى لا يسمعون ، واكتفيت بهذا الجواب لأني كنت منطلقًا إلى سبيلي ، والآن أريد أن أقول : أن مثل هذا الخطاب لا يعني أن الموت يسمعون ، لأنه جرى على هذا الأسلوب العربي ، بل من هذا القبيل قولُ الصحابة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وتجاوبًا منهم مع تعليمه إياهم قولهم في التشهد : " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " إلخ ، فهذا لا يعني أبدًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علَّمهم نصًّا يعني أنه يسمع سلامهم إذا ما سلموا عليه في الصلاة وهم متفرّقون في أماكنهم ، في بلادهم ، في أقاليمهم ، كل هذا نابع من هذا الأسلوب العربي أن ذلك لا يعني أن المُخاطَب دائمًا وأبدًا يفهم خطاب المُخاطِب ، وعلى هذا فمثل مخاطبة الرسول - عليه السلام - لمكة لا يعني أن مكة تسمع وتفهم ما يقال لها من الخطاب ، وهذا الأسلوب معروف في النثر والشعر ، فكما يقول :
" يا ليل طل يا صبح زُلْ " ، كيف ؟
" يا ليل طُلْ يا صبح قفْ يا شمسُ " . ما لكم حافظين هذا الشعر ؟
" يا ليل طُلْ ، يا " ، أخيرًا يقول : " يا شمسُ قفي لا تطلعي " .
هذا لا يعني أنه يخاطب من يفهم ومن يسمع ، باختصار هذا أسلوب عربي ، وعلى ذلك جاء في الأحاديث النبوية ، ومنها مخاطبة الرسول - عليه السلام - لمكة .
نعم .
الشيخ : نعم .
السائل : هذا الحديث في " صحيح الجامع " يعني كيف صارت ... على المجاز على كيف يعني ... في البلد ؟
الشيخ : نعم .
السائل : فما أدري يعني هذا الخطاب يُسمَّى على المجاز أو الحقيقة ؟
الشيخ : هذا الأسلوب العربي يعني هذا طريقة في اللغة العربية يُخاطبون الديار والأوطان والبلاد والجمادات والشمس والقمر كما لو كانت أشخاصًا تسمع ما يُقال لها ، فهذا أسلوب معروف في اللغة ، ولا يعني الحقيقة الظاهرة من مثل هذا الخطاب ، الخطاب والواقع أن ملاحظة هذا يفتح الطريق للمتفقِّه في الدين والعارف باللغة العربية وأساليبها أن لا يفهمَ بعض النصوص الشرعية فهمًا خاطئًا يتنافى هذا الفهم مع الأدلة الصريحة من جانب آخر ، وبالمناسبة لما قرَّرت منذ عهد قريب في جلسة الإجابة عن بعض الأسئلة أن الموتى لا يسمعون بعد أن انصرفت اعترضَ سبيلي أحدهم فقال : ألم يصحَّ عن الرسول - عليه السلام - أنه كان إذا زار القبور قال : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين إلخ ؟ قلت : نعم ، هذا قد صحّ ، لكن هذا لا يُنافي ما سبق ذكره من أن الموتى لا يسمعون ، واكتفيت بهذا الجواب لأني كنت منطلقًا إلى سبيلي ، والآن أريد أن أقول : أن مثل هذا الخطاب لا يعني أن الموت يسمعون ، لأنه جرى على هذا الأسلوب العربي ، بل من هذا القبيل قولُ الصحابة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وتجاوبًا منهم مع تعليمه إياهم قولهم في التشهد : " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " إلخ ، فهذا لا يعني أبدًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علَّمهم نصًّا يعني أنه يسمع سلامهم إذا ما سلموا عليه في الصلاة وهم متفرّقون في أماكنهم ، في بلادهم ، في أقاليمهم ، كل هذا نابع من هذا الأسلوب العربي أن ذلك لا يعني أن المُخاطَب دائمًا وأبدًا يفهم خطاب المُخاطِب ، وعلى هذا فمثل مخاطبة الرسول - عليه السلام - لمكة لا يعني أن مكة تسمع وتفهم ما يقال لها من الخطاب ، وهذا الأسلوب معروف في النثر والشعر ، فكما يقول :
" يا ليل طل يا صبح زُلْ " ، كيف ؟
" يا ليل طُلْ يا صبح قفْ يا شمسُ " . ما لكم حافظين هذا الشعر ؟
" يا ليل طُلْ ، يا " ، أخيرًا يقول : " يا شمسُ قفي لا تطلعي " .
هذا لا يعني أنه يخاطب من يفهم ومن يسمع ، باختصار هذا أسلوب عربي ، وعلى ذلك جاء في الأحاديث النبوية ، ومنها مخاطبة الرسول - عليه السلام - لمكة .
نعم .
الفتاوى المشابهة
- حديث: ' لولا أنكم تذنبون ' - اللجنة الدائمة
- هل يسكن الجنة أحد الآن ؟ - ابن عثيمين
- كيف نوجه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ولول... - الالباني
- حكم سكن المرأة في سكن الطالبات - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : ولابن ماجه : عن الطفيل - أخ... - ابن عثيمين
- ما حكم استعمال لفظ " لولا " لورود بعض النصوص... - ابن عثيمين
- يسكن مع غير المسلمين - اللجنة الدائمة
- ما حكم قول الإنسان : " لولا أنا " ؟ - ابن عثيمين
- الضابط في " لولا " ، كأن يقول إنسان : " لولا "... - الالباني
- ألا يخصص هذا الحديث ( لولا أن قومك حديث عهد... - ابن عثيمين
- سؤال حول حديث : ( ولولا أن قومي أخرجوني منك ما... - الالباني