تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة الشريط من شرح باب صلاة الجماعة من بلوغ... - ابن عثيمينالقارئ : باب صلاة الجماعة والإمامة : عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين...
العالم
طريقة البحث
تتمة الشريط من شرح باب صلاة الجماعة من بلوغ المرام.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : باب صلاة الجماعة والإمامة : عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة متفق عليه. ولهما عن أبي هريرة رضي الله عنه : بخمس وعشرين جزءًا . وكذا للبخاري عن أبي سعيد، وقال : درجة . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمره بحطب فيحتطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلًا فيؤم الناس، ثم أخالف إلي رجال لا يشهدون الصلاة، فأحرِّقَ عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقًا سمينًا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء . متفق عليه. واللفظ للبخاري.

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم. قال المؤلف الحافظ ابن حجر في كتابه بلوغ المرام : باب "صلاة الجماعة والإمامة" يعني: أن هذا الباب معقود لشيئين : للجماعة وللإمامة. والجماعة يعني : اجتماع الناس في مكان واحد في الصلوات الخمس. وهي واجبة على الرجال البالغين الأحرار. واختلف العلماء رحمهم الله هل هي شرط لصحة الصلاة أو هي واجب يأثم بتركه مع صحة الصلاة. فمن العلماء من قال : إنها شرط لصحة الصلاة، وأن الإنسان القادر الذي تجب عليه الجماعة إذا تركها بلا عذر فصلاته مردودة غير مقبولة مهما صلى. وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجماعة من العلماء وهو رواية عن الإمام أحمد رحمه الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر .
والقول الثاني : أنها واجبة لكن تصح الصلاة بدونها مع الإثم. وهذا القول هو الصحيح ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة . ولو كانت غير صحيحة ما صار فيها فضل لا قليل ولا كثير. فالصواب أنها واجبة، فرض عين على الرجال الأحرار البالغين، وأنهم إذا تركوها بلا عذر فهم آثمون. وإن كان لعذر شرعي فليسوا بآثمين. ثم اختلف القائلون بالوجوب وأن الصلاة تصح مع الإثم ، هل يجب أن تصلى في المساجد أو يجوز أن تصلى في البيوت، بمعنى: لو اجتمع جماعة في بيت وصلوا الجماعة فليس عليهم إثم. وإنما الإثم على من صلى منفردا في بيته. وكونها في المساجد منهم من قال : إنها فرض كفاية ومنهم من قال : إنها سنة. ولكنّ القول الراجح : أنها تجب في المساجد. ولا يجوز التخلف عنها في المسجد. والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم أقسم وهو الصادق البار بلا قسم صلوات الله وسلامه عليه أنه قد هم أن يأمر رجلا فيحتطب، ثم يأمر رجلا فيصلي بالناس، يأمر بالصلاة فيأذن لها وتقام ثم يخالف إلى قوم لا يشهدون الصلاة فيحرق عليهم بيوتهم بالنار . فقال : إلى قوم. ولم يقل : إلا أن يصلوا جماعة في بيوتهم. فدل هذا على أنه يجب أن تكون الصلاة في المساجد جماعة. ثم إن صلاة الجماعة فيها خير كثير، فيها هذا الفضل، أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة. والواحد من الناس إذا قيل له : إنك إذا جلبت سلعتك إلى بلد آخر ربحت في العشرة درهما واحدا في كل عشرة لوجدته يركب الصعب والذلول لأجل هذا الربح. فكيف بهذا الربح العظيم في صلاة الجماعة؟! العشرة بمائتين وسبعين. والواحدة بسبع وعشرين، أجر عظيم يفوِّته الإنسان على نفسه مع قدرته عليه، ومع أنه سيحتاج إلى هذا الأجر في يوم ليس عنده درهم ولا دينار، ولا ينفعه أهل ولا قريب. لا ينفعه إلا عمله الصالح. فالعاقل فضلا على المؤمن يفضل الربح على الخسران. فكيف إذا كان الربح كثيرا؟
من فوائد الجماعة : أنها سبب للإلفة والمحبة. فإنك إذا رأيت الرجل يشهد الجماعة تشاهده في المسجد أحببته وألفته. وعرفت أنك وهو على سفينة واحدة.
ومنها - أي من فوائد صلاة الجماعة - : أنها تعلم الجاهل. كم من إنسان لم يدرس كيفية الصلاة لكن لما كان يحافظ على الجماعة مع المسلمين عرف كيف يصلي! ولهذا لو سألت الصبي كيف تصلي ماعرف. لكن تجده مع الجماعة يصلي وإذا صلى وحده أيضا يصلي كما يصلي مع الجماعة. ففيها فائدة التعليم للناس.
ومنها : - من فوائدها - إظهار شعائر الإسلام والصلاة من أعظم الشعائر. ولو صلى الناس في بيوتهم ما تبين أن هذه البلاد بلاد إسلام. وذلك لأنهم إذا صلوا في بيوتهم لم يحتاجوا إلى بناء المساجد. فتبقى البلاد بلا مساجد وبلا شعيرة تظهر. ولا يفرق بينها وبين ديار الكفر - والعياذ بالله -.
ولها فوائد عظيمة قد لا يكون الوقت متسعا لبسطها. لكن الخلاصة : أنه يجب على الإنسان أن يصلي مع الجماعة في المساجد فإن لم يفعل فهو آثم إلا بعذر. والله الموفق.

Webiste