السائل : سائل يقول : فضيلة الشيخ هل من نصيحة للإخوة الحاضرين والسامعين في التقليل من تكاليف الزواج من مهر وغيره، وبطاقات الزواج التي مصيرها إلى القمامة وقد تساوي خمس إلى عشر ريالات، ولو وضعت على شريط أو كتاب بريال أو ريالين لنفع الله بها وحفظت هذه البطاقة ونشر الخير بذلك الزواج؟

الشيخ : نعم. أنا أنصح إخواني المسلمين عن الإسراف في المهور والمغالاة فيها وعن الإسراف في الولائم، النكاح ليس بغريب. كل بني آدم يتزوجون، فليس أمراً غريباً نسرف في مناسباته، هو أمر طبيعي. فليكن طبيعياً وأعظم النكاح بركة أيسره مئونة . وكلما سهَّل الإنسان مئونة النكاح صار ذلك سبباً في الالتئام بين الزوجين وحسن العشرة بينهما، لأن ذلك من بركته. فنصيحتي لإخواني أن لا يغالوا في المهور هذه واحدة.
ثانياً : أن لا يغالوا في الولائم بلغني أنه يوجد في بعض البلدان من ينفق مائة ألف ريال على وليمة النكاح أو أكثر، باستجلاب المغنيات والمغنين، واستئجار الفنادق الرفيعة، وما أشبه ذلك. هذا غلط غلط عظيم وإسراف يخشى من العقوبة.
ثالثاً : أن لا يغالوا في بطاقات الدعوة أحياناً تأتيك البطاقة تساوي عشرة ريالات أو أكثر وهي - كما قال السائل - مرجعها إلى إيش؟ إلى القمامة. ومع ذلك إذا وجه الدعوة إلى مائة رجل كم تكون قيمتها؟ مائة في عشرة بألف ريال، لماذا؟ غلط، غلط عظيم، حتى الذين تأتيهم البطاقة - وأنا منهم - أرق لهؤلاء الإخوان وأرحمهم. وأقول : مساكين! بذلوا الأموال في غير طائل. أرأيت لو أنهم صوروا على آلة التصوير ألف نسخة. بكم ريال؟ هه؟ خلها بخمسين ريال وتغني عن هذا. والمقصود إشعار المدعو بأنه عند الداعي له منزلة احتاج أن يوجه الدعوة إليه.
ثالثا : الإسراف في ليالي الزفاف في ملابس النساء التي يصدق عليها ما جاء في الحديث أو على بعضها يصدق ما جاء في الحديث : نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات . وأقبح من ذلك أن يقوم الرجل وزوجته على المنصة، ربما يقبلها، وربما يؤتي إليها الحلوى أو التفاحة. وربما تأكل بعض التفاحة وتعطيه يأكل بعضها أو بالعكس. بالله عليكم هل هذا يثير الشهوة أو لا؟! أجيبوا يا جماعة. نعم يثير الشهوة الراقدة التي ما تعرف الحياة. وأقبح من ذلك أن تؤخذ صورة الرجل والمرأة بالفيديو، يزعمون للتذكار. وهي فضيحة وإنكار! وشر من ذلك أن يرى النساء أمامه متبرجات متطيبات لابسات أحسن الثياب. وربما تكون الواحدة منهن بالنسبة إلى زوجته كالقمر بالنسبة إلى السهى. السهى نجم ضعيف. فيتعلق قلبه بمن يشاهد من النساء ويعرض عن إيش؟ عن زوجته. وتكون ليلته سوداء ولو في الليالي المقمرة. لماذا؟ لأنه رأى من النساء من نكد عليه حياته، هو في نفسه يشعر بأن زوجته أجمل النساء وأنها خير النساء، فتأتي هذه المرأة التي شاهدها في هذا الحفل فتغطي محاسن زوجته. والعجيب أن الذي يدعو هؤلاء النساء من؟ أهل الزوجة. فهم يخربون بيوتهم بأيديهم! يأتون بهؤلاء النساء حتى تكون زوجته فيهنّ رخيصة. وهذا والله من المنكر. ولم يحدث إلا أخيراً. وأنا أخبر الناس يأتي الزوج بعد صلاة العشاء إلى بيت الزوجة ومعه أنفار قليل. فيجلسون ويتحدثون بنحو ربع ساعة يشربون القهوة والشاي ثم يقولون : السلام عليكم، بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير. ويقول قائل منهم: بارك الله لمن زار وخفف. وهم لم يبقوا إلا ربع ساعة. الآن إلى كم يبقون؟ كم؟ إلى الفجر. والله بلغني أنهم يبقون إلى الفجر. ويديرون رأس الزوج، مسكين! هو معهم كالشاة يمشي. نعم؟ يتعب ويمل. فإذا وصل إلى الصفر من قوته البدنية والجنسية دخلوه على زوجته. إيش الفائدة؟ نعم؟ الآن من حين يدخل إلى أين يذهب؟ إلى الفراش، إلى النوم على طول. من أين جاءتنا هذه العادات؟ المثال الذي ذكرته لكم بعد ربع ساعة من صلاة العشاء أو نصف ساعة على الأكثر يأخذون بيد الزوج ويدخلونه على زوجته في بيت أبيها، نكاح هادئ جميل موافق للفطرة، لذيذ. ولكن كما قيل : " في الترف التلف ". وهذا هو المطابق للواقع، كلما ازداد الناس ترفاً ازدادوا تلفاً وتهالكاً. فنسأل الله الهداية. نعم.