نحن من سكان إحدى القرى ولسكان هذه القرى عادات وتقاليد لا زالت موجودة حتى الآن ومنها إذا أقدم شخص على الزواج يطلب منه ولي المرأة مبلغا في حدود ( 100ألف ريال ) أو ( 70 ألف ريال ) تكون للولي وليس لابنته وتعطى الأم حوالي ( 20 أو 50 ألف ريال ) إلى جانب أموال الذهب وتحدد بحوالي ( 60أو 80ألف ريال ) والأقمشة والمواد الغذائية والأغنام حتى يكلف الزواج حوالي ( 200ألف ريال ) إلى ( 300ألف ريال ) ونحن لا نرضى بهذا الحال وإذا نصحناهم قالوا لابد فيه حتى نبيض وجوهنا أمام الناس بكثرة الجهاز ، فما نصيحتكم لهؤلاء الناس ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : نحن يا فضيلة الشيخ من سكان إحدى القرى ولسكان هذه القرى عادات وتقاليد لا زالت موجودة حتى الآن ، وهي أنه عندما يقوم أو يقدم شخص على الزواج يطلب منه ولي المرأة مبلغ في حدود مائة ألف ريال أو سبعين ألف ريال تكون له وليس لابنته ، وتعطى الأم مبلغ من عشرين إلى خمسين ألف ريال هذا إلى جانب أموال الذهب وتحدد بحوالي ستين إلى ثمانين ألف ريال والأقمشة والمواد الغذائية والأغنام ، يعني يتكلف الزواج حوالي مائتين إلى ثلاثمائة ألف ريال ونحن لا نرضى بهذا الحال ، وإذا نصحناهم قالوا : هذا لا بد منه من أن نبيض وجوهنا أمام الناس بكثرة الجهاز ، ونود منكم يا فضيلة الشيخ أن تقدموا النصح مشكورين لهؤلاء الناس وتوجهوهم للطريق الصحيح مأجورين ؟
الشيخ : أقول لا شك أن المغالاة في مهور النساء خلاف السنة وأن السنة في المهور تخفيفها ، وكلما كان النكاح أيسر مؤونة كان أعظم بركة ، والمغالاة في مهور النساء نهى عنها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال رضي الله عنه : " يا أيها الناس! لا تغلو صدق النساء " يعني مهورهن " فإنه لو كان ذلك مكرمة أو تقوى لكان أولى الناس بها رسول الله صلى الله عليه وسلم " ولا شك أن تخفيف المهر من أسباب العشرة الطيبة ، وذلك لأن الزوج إذا كان المهر كثيرا كلما تذكره صارت المرأة عنده مرة وندم على ما صنع من المغالاة في المهر .
وأما إذا كان المهر يسيرا فإنه لن يتجرع مرارة هذا المهر ، ولا شك أيضا أنه إذا كان المهر كثيرا فإن هذا من أسباب الإضرار بالزوجة ، لأن الرجل إذا أصدقها مهرا كثيرا ولم تكن العشرة بينهما جيدة فإنه سوف يبقيها على هذه العشرة السيئة ولا تكاد تنفك منه لأنه قد خسر عليها مالا كثيرا فتجده يمسكها مع الإضرار بها ومع سوء المعاشرة لكثرة المهر الذي بذله في الحصول عليها ، لكن لو كان المهر يسيرا ولم تكن العشرة بينهم جيدة فإنه يسهل عليه إذا لم يمكن إصلاح الحال أن يفارقها ويتزوج أخرى .
لذلك أنصح هؤلاء الذين ذكرهم السائل وأمثالهم عن المغالاة في المهور وكثرتها ، وأقول لهم : إن الإنسان ليس يزوج الدراهم إنما يزوج الرجال ، وكثرة الدراهم لا تفيده في النكاح شيئا من قوة محبة أو عشرة حسنة بل قد تكون بالعكس .
وأنصح أيضا هؤلاء وأمثالهم من أخذ شيء من مهر المرأة ولو كانت البنت ، لأن المهر حق الزوجة وليس حقا لأبيها ولا أمها لقوله تعالى : وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا فأضاف الله سبحانه وتعالى المهر إلى المرأة نفسها وبين أنها هي التي تتصرف فيه لقوله : فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا .
نعم لو فرض أنه بعد أن تم العقد وسلم المهر أهدت البنت إلى أبيها أو أمها أو أختها أو خالها أو خالتها أو عمتها شيئا فهذا لا بأس به ، وأما أن يشرط ذلك على الزوج عند القبول فإن هذا لا يجوز.
السائل : فضيلة الشيخ عبارة الأب والأم للولد : " نريد أن نبيض وجوهنا أمام الناس " هذه العبارة أيضا نريد التعليق عليها ؟!
الشيخ : هذه العبارة قولهم : " نريد أن نبيض وجوهنا عند الناس " هي في الحقيقة تنم عن ضعف الشخصية وعدم مجابهة الناس بما هو أفضل ، والذي ينبغي للإنسان أن يبيض وجهه باتباع ما هو أفضل وأنفع للخلق ، ولو أن الناس تجاروا في هذه الأمور لكانت لا منتهى لها ولا غاية لها .
وتبييض الوجه حقيقة هو أن يقوم الإنسان بما تقتضيه السنة من تخفيف المهر حتى يقتدي الناس به ، ومن المعلوم لكل أحد أن هؤلاء الذين يبذلون مهورا كثيرة لا يريدون ذلك ولكنهم شبه مكرهين عليها ، فلو أن رؤساء القبائل أو البلد قاموا بتخفيف المهور لبيضوا وجوههم وكان ذلك لهم مثوبة عند الله عز وجل وسنوا سنة حسنة يتبعهم الناس عليها .
فأرى أن نوجه الأمر والنصيحة إلى الكبراء من القوم من رؤساء القبائل والعشائر وكذلك أهل المدن بأن يتولى الكبراء منهم والشرفاء هذا الأمر فيخففوا من المهور حتى يكونوا قدوة صالحة يتبعهم الناس فيها ، ومن دل على خير فهو كفاعله ، ومن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
السائل : شكر الله لكم فضيلة الشيخ.
الشيخ : أقول لا شك أن المغالاة في مهور النساء خلاف السنة وأن السنة في المهور تخفيفها ، وكلما كان النكاح أيسر مؤونة كان أعظم بركة ، والمغالاة في مهور النساء نهى عنها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال رضي الله عنه : " يا أيها الناس! لا تغلو صدق النساء " يعني مهورهن " فإنه لو كان ذلك مكرمة أو تقوى لكان أولى الناس بها رسول الله صلى الله عليه وسلم " ولا شك أن تخفيف المهر من أسباب العشرة الطيبة ، وذلك لأن الزوج إذا كان المهر كثيرا كلما تذكره صارت المرأة عنده مرة وندم على ما صنع من المغالاة في المهر .
وأما إذا كان المهر يسيرا فإنه لن يتجرع مرارة هذا المهر ، ولا شك أيضا أنه إذا كان المهر كثيرا فإن هذا من أسباب الإضرار بالزوجة ، لأن الرجل إذا أصدقها مهرا كثيرا ولم تكن العشرة بينهما جيدة فإنه سوف يبقيها على هذه العشرة السيئة ولا تكاد تنفك منه لأنه قد خسر عليها مالا كثيرا فتجده يمسكها مع الإضرار بها ومع سوء المعاشرة لكثرة المهر الذي بذله في الحصول عليها ، لكن لو كان المهر يسيرا ولم تكن العشرة بينهم جيدة فإنه يسهل عليه إذا لم يمكن إصلاح الحال أن يفارقها ويتزوج أخرى .
لذلك أنصح هؤلاء الذين ذكرهم السائل وأمثالهم عن المغالاة في المهور وكثرتها ، وأقول لهم : إن الإنسان ليس يزوج الدراهم إنما يزوج الرجال ، وكثرة الدراهم لا تفيده في النكاح شيئا من قوة محبة أو عشرة حسنة بل قد تكون بالعكس .
وأنصح أيضا هؤلاء وأمثالهم من أخذ شيء من مهر المرأة ولو كانت البنت ، لأن المهر حق الزوجة وليس حقا لأبيها ولا أمها لقوله تعالى : وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا فأضاف الله سبحانه وتعالى المهر إلى المرأة نفسها وبين أنها هي التي تتصرف فيه لقوله : فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا .
نعم لو فرض أنه بعد أن تم العقد وسلم المهر أهدت البنت إلى أبيها أو أمها أو أختها أو خالها أو خالتها أو عمتها شيئا فهذا لا بأس به ، وأما أن يشرط ذلك على الزوج عند القبول فإن هذا لا يجوز.
السائل : فضيلة الشيخ عبارة الأب والأم للولد : " نريد أن نبيض وجوهنا أمام الناس " هذه العبارة أيضا نريد التعليق عليها ؟!
الشيخ : هذه العبارة قولهم : " نريد أن نبيض وجوهنا عند الناس " هي في الحقيقة تنم عن ضعف الشخصية وعدم مجابهة الناس بما هو أفضل ، والذي ينبغي للإنسان أن يبيض وجهه باتباع ما هو أفضل وأنفع للخلق ، ولو أن الناس تجاروا في هذه الأمور لكانت لا منتهى لها ولا غاية لها .
وتبييض الوجه حقيقة هو أن يقوم الإنسان بما تقتضيه السنة من تخفيف المهر حتى يقتدي الناس به ، ومن المعلوم لكل أحد أن هؤلاء الذين يبذلون مهورا كثيرة لا يريدون ذلك ولكنهم شبه مكرهين عليها ، فلو أن رؤساء القبائل أو البلد قاموا بتخفيف المهور لبيضوا وجوههم وكان ذلك لهم مثوبة عند الله عز وجل وسنوا سنة حسنة يتبعهم الناس عليها .
فأرى أن نوجه الأمر والنصيحة إلى الكبراء من القوم من رؤساء القبائل والعشائر وكذلك أهل المدن بأن يتولى الكبراء منهم والشرفاء هذا الأمر فيخففوا من المهور حتى يكونوا قدوة صالحة يتبعهم الناس فيها ، ومن دل على خير فهو كفاعله ، ومن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
السائل : شكر الله لكم فضيلة الشيخ.
الفتاوى المشابهة
- عندي مائة ألف ريال وكسبت بعد أربعة أشهر من م... - ابن عثيمين
- إذا رضيت المرأة بأن يكون لها ألف ريال مهر ول... - ابن عثيمين
- ماتقولون في رجل يقول : أبيعك هذه السيارة إلى... - ابن عثيمين
- رجل عنده سيارة قيمتها أربعين ألف ريال وعليه... - ابن عثيمين
- لقد باع زوجي أرضا لوالدتي المتوفاة بقيمة أرب... - ابن عثيمين
- رجل عنده عقار ووجبت عليه الزكاة فأخرج عن كل... - ابن عثيمين
- تحريم المغالاة في المهور. - ابن عثيمين
- هل من نصيحة للإخوة الحاضرين والسامعين في الت... - ابن عثيمين
- التحكم في البنت والمغالاة في المهور. - ابن عثيمين
- من عادة الناس عند الزواج أن يقدم المتقدم أو... - ابن عثيمين
- نحن من سكان إحدى القرى ولسكان هذه القرى عادا... - ابن عثيمين