تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تعليق الشيخ على قراءة علي خشان لفصل " جهاد الط... - الالبانيالسائل :  نحن نقرأ من فصل نفيس من كلام فيّ كتاب " وسائل دفع الغربة "  لأخينا الشيخ سلمان فهد العودة فنقرأ الآن فيّ عنوان " جهاد الطائفة المنصورة وأثره ف...
العالم
طريقة البحث
تعليق الشيخ على قراءة علي خشان لفصل " جهاد الطائفة المنصورة وأثره فيّ دفع الغربة " لسلمان العودة
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : نحن نقرأ من فصل نفيس من كلام فيّ كتاب " وسائل دفع الغربة " لأخينا الشيخ سلمان فهد العودة فنقرأ الآن فيّ عنوان " جهاد الطائفة المنصورة وأثره فيّ دفع الغربة " يقول: " إذا كان من المقرَّر أن الطائفة المنصورة المبشَّر ببقائها واستمرارها إلى قيام الساعة وإلى أن يأتي أمر الله تتولَّى القيام بالمهمَّات الجهاديَّة في الأعم الأغلب من الأحوال حتى لَتكون أواخر وقائعها في قتال المسيح الدجَّال ؛ فما هو دور هذه الطائفة في الأزمنة التي تزول فيها دولة الإسلام من الوجود ؟ والتي يفتقد فيها الإمام الشرعي الذي يقود المسلمين بكتاب الله ؟ والتي تتعاظم فيها الغربة وتشتد ؟ ولبيان ذلك لا بدَّ أن ندرك أن جهاد الطائفة المنصورة تارة يكون بالهجوم ، وتارة يكون بالدفاع
فجهادها بالهجوم يكون في حال قيام دولة مسلمةٍ سنيَّة ؛ ترفع راية الجهاد في سبيل الله وقتال أعداء الله ، وتملك من القوة والتمكين ما يجعلها تستطيع القيام بهذه المهمة الضخمة وجهادها بالدفاع يكون في حالة وجود الدولة المسلمة ؛ مع ضعفها ، وتعرُّضها لهجمات الأعداء المتربِّصين ؛ بحيث لا تستطيع المبادأة والانطلاق ؛ بل هي تحاذر على نفسها هجمات أعدائها ، وتدافعهم ما استطاعت . كما يكون جهادها بالدفاع في حالة غياب الدولة المسلمة وزوالها ، حيث تدافع الطائفة المنصورة قدر طوقها واستطاعتها عن عقائد المسلمين ، وأخلاقهم ، وأعراضهم ، ودمائهم ، وأوطانهم ، وتحمل في سبيل ذلك السيف والسلاح . ومن ذلك أنها تسعى جاهدة لإيجاد الدولة المسلمة ؛ التي تعلن الجهاد ، وتحيي هذه الشعيرة العظيمة المعطَّلة ، وتعمل على زحزحة العقبات والعوائق التي تحول دون قيام الدولة وإعلان الجهاد ، إذ إن الاستعداد للجهاد في حالة سقوطه بالعجز أو غيره واجب ؛ فإن ما لا يتم الواجب إلا به ؛ فهو واجب يقول انظر الفتاوى المجلد الثامن والعشرين صفحة مائتين تسعة وخمسين .
فالطائفة المنصورة بهذا في جهاد مستمر لا ينقطع ، إن كانت الدولة المسلمة القائمة قوية ؛ جاهدت هذه الطائفة لنشر الإسلام ، وجعل الدين كله لله ، وإخضاع الناس لحكم الله ورسوله ، ومن ثَمَّ دفع الغربة عنها وعن المسلمين كافة . وإن كانت الدولة قائمة ضعيفة ؛ جاهدت هذه الطائفة لحمايتها ، ودفع الأعداء عنها ، والسعي لتمكينها ، وإزالة أسباب ضعفها . وإن لم يكن ثَمَّة للإسلام دولة ولا سلطان ؛ جاهدت الطائفة لحماية المسلمين في أديانهم وأبدانهم وبلدانهم والدفاع عنهم من جهة ، ولتذليل العقبات التي تعترض سبيل قيام الدولة المسلمة وإعلان الجهاد من جهةٍ أخرى . فالطائفة المنصورة في جهادٍ مستمرٍ لا ينقطع بحال من الأحوال ، ولذلك صارت غريبة بين الناس ؛ لأنها ترفع راية الجهاد حين سقطت من أيدي المسلمين ، وتجدِّد ما اندرس من أعلام الدين ، وتبذل النفس والنفيس في هذا السبيل ، ولا ترضى لنفسها بما رضيه الناس لأنفسهم من الاشتغال بالدنيا ، والرضا بالزرع ، وترك الجهاد ، ومقاساة الذل ، وتسليط الأعداء . وإذا كان هذا حالها ؛ فإنها تنتقلُ من معركةٍ إلى معركة ، ومن ميدانٍ إلى ميدان ، فحينًا في قتال أعداء الله ورسوله وجهادهم ، وحينًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ تُدال على أعدائها فتَشْكُر ، ويُدالون عليها فتَصْبِر ، ولا يخطر ببالها اعتزال الميدان ؛ لأنها تعده فرارًا من الأقران . وهذا الجهاد الدائم الدؤوب ذو أثرٍ عظيم في دفع غربة الإسلام والسنة ، ودفع غربة المسلمين وأهل السنة ، وذلك من وجوه عديدة ؛ منها أولًا أن الجهاد يهدف إلى رفع الفتنة عن المؤمنين ، وحمايتهم من التعذيب والاضطهاد ؛ كما في قوله تعالى: وقَاتِلوهُمْ حَتَّى لا تَكونَ فِتْنَةٌ ، ويلحـق برفع الفتنة إزالة الضـغوط والموانع التي تحول بين الناس وبين الإسلام والفتنة صورةٌ من صور الغربة ، كان يعانيها المسلمون الأوَّلون في مكة وغيرها ، وظلَّت تواجه أجيالًا أو فئاتٍ من المسلمين حتى اليوم والضغوط والموانع التي تحجز كثيرًا من الناس عن الدخول في الإسلام كانت ولا تزال قائمةً في كثيرٍ من البلاد ؛ سواءٌ تمثَّلت في أوضاعٍ وأنظمةٍ قائمةٍ على الكفر والجاهلية ، مسيطرة على الحياة العامة ، يتربَّى عليها الناس ، أو تمثَّلت في قوانين تمنع الدخول في الإسلام ، أو تمثَّلت في تعذيب من أسلم ، وإكراهه على الردَّة . فرفع راية الجهاد في سبيل الله هو تحرُّكٌ عمليٌ مشروعٌ لرفع هذه الغربة ، وإزالتها بالكلية ، أو تخفيفها والحد منها. ثانيًا: وهو يهدف أيضًا إلى أن يكون الدين كله لله ، وفي كون الدين كله لله إذلالٌ للكفر وأهله ، وصَغارهم ، وضرب الجزية عليهم ، وفرض الرق على أسراهم ، وهذا يكون بخضوعهم لحكم الإسلام ، وانقيادهم له ، وتخليتهم بين الشعوب وبين الإسلام . وحين يتحقَّق هذا الهدف بوجود الدولة المسلمة القويَّة المنيعة القائمة بشعيرة الجهاد في سبيل الله ، بادئةً بمن يليها من الكفار ؛ يكون الإسلام عزيزًا ظاهرًا ، ولو لم يُطبِقْ سلطانه على أرجاء المعمورة ولذلك زالت غربة الإسلام الأولى ؛ كما يدل عليه حديث بدأ الإسلام غريبًا ، بالمفهوم ، مع أنها كانت حال وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مسيطرةً على رقعةٍ من الأرض محدودة ، لا تتعدَّى أطراف الجزيرة العربية ، ولكنها حملت راية الجهاد ، وقامت من أجل تحقيقه ، فظلَّت تنتقل من نصرٍ إلى نصر ، ومن بلدٍ إلى آخر ، حتى دانت لها معظم المعمورة ، و أظهر الله بها دينه على الدين كله.
ثالثًا: وإذا كان من أهداف الجهاد إقامة الدولة المسلمة ، المنفذة لشرع الله ، الحامية لدينه ، المدافعة عن المسلمين ؛ فإنه يتفرَّع عن ذلك أن يكون من أهدافه حماية هذه الدولة ، وحفظ شوكتها ؛ لأن الدولة المحقِّقة لهذه المقاصد العظيمة هي أمان للإسلام والمسلمين من الغربة ، ومن ثم فهي خليقة بأن يبذل المسلم مهجته في سبيل حفظها وحمايتها ؛ بل في سبيل تقويتها وتوسيع رقعتها . رابعًا: وبالجهاد الصادق يبرز المؤمنون ؛ الذين يبلون فيه البلاء الحسن ، ويضحون في سبيله بكل ما يملكون ؛ بحيث يعرف المسلمون لهم قدرهم ، فيكونون هم القيادات الحقيقية المؤتمنة على توجيه الأمة وحراستها . وموضوع بروز القيادات الصادقة على محك الجهاد العملي موضوعٌ خطير ، إذ طالما ابتُلِي المؤمنون بالزعامات الفارغة التي تدَّعي حبَّ الإسلام ، والحرص على إعزازه ، ورفع رايته ، وتنقض بفعالها ما زعمته في مقالها ، وطالما ابتلي المؤمنون بزعامات ممَّن يقولون آمنَّا بالله ، فإذا أوذوا في الله ؛ جعلوا فتنة الناس كعذاب الله

الشيخ: الله أكبر
خشان: وممَّن إذا أصابهم خير ؛ اطمأنُّوا به ، و إذا أصابتهم فتنة ؛ انقلبوا على وجوههم ، فخسروا الدنيا والآخرة . ودور هذه الزعامات أيًّا كانت في تحقيق الغربة ، أو في دفعها ، بارزٌ كل البروز . فإن من الغربة أن يسير المسلمون وراء حفنة من المنافقين المتظاهرين بالإسلام ، ويمنحوهم الثقة المطلقة ، وينقادوا لهم فيما يريدون ، ويحسِّنوا بهم الظن فيما يعملـون ، فيخرب هؤلاء بيوتَ الإسلام بأيدي المؤمنين وهم لا يشعرون ! ومما يدفع الغربة ويرفعها أو يخفضها أن يكون قادة الأمة وزعماؤها من رجالات الإسلام الصادقين ، الذين هم أكثر من غيرهم حماسًا للدِّين ، وتضحية في سبيله ، وأكثر من غيرهم علمًا بالشرع ، وعملاً به ، ودعوة إليه . خامسًا: والجهاد يبرز المنافقين ، ويكشف خططهم التي يكيدون بها المؤمنين ، والتي تتجلَّى في خلخلة الصف ، وتوهين العزائم ، ونشر الرعب بين الناس ، وبثِّ الشكوك والشبهات والشائعات . قال تعالى: مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤمِنينَ عَلى مَا أنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَى يَمِيْزَ الخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وقال: فإذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وذُكِرَ فيها القتالُ رَأَيْتَ الَّذينَ في قُلوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرونَ إِليكَ نَظَرَ المَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ المَوْتِ ، وقال: وإِذا جَاءَهُمْ أمْرٌ مِنَ الأمْنِ أوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بهِ . وبذلك يتميَّز الصفُّ المسلم ، وينكشف المندسُّون فيه ، الباغون في المسلمين الفتنة " إلى هنا قرأنا في ... بدأنا هذه رسالة تسمى الجهاد ذو الشأن الكبير فيّ تقوية إيمان المؤمنين .

الشيخ : وصلت إلى هدفك وجزاه الله خير .
أبو ليلى : آمين وإياك ،

السائل : لكن نريد أن نقرأ إذا كان الشيخ ليس عنده تعليق حول يعني فصل فيّ موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تعارض المصلحة والمفسدة .

الشيخ : أنا إن كان لي تعليق فهو أن أخانا هذا سلمان جزاه الله خيرًا على هذه الكتابات التي تحيي القلوب ، بقوتها ونصاعتها أنني كنت أود أن يعالج في ما يعالج ما يعالجه واقع المسلمين اليوم ؛ الذين هم في منتهى الضعف والذين لا يستطيعون أن يجاهدوا الجهاد الذين كان يدندن حوله وهو يبين ببيانٍ رائعٍ فوائده .كنت أود أن يتكلم ماذا يفعل المسلمون اليوم الذين هم الغرباء ؟ فأتمنى لو أنه يتحفنا بكلمةٍ منه حول واجب الدعاة الإسلاميين اليوم ؛ والذين يلتفون حولهم ما هو واجبهم ؟ فإنهم محاطون بأولئك الحكام الذين أشار إليهم والذين لا يفسحون المجال مطلقًا لهؤلاء الغرباء أن يجاهدوا ، ظلمهم و طغيانهم بالقوة . ففي ظني والحالة هذه أن الجهاد إنما يكون بدعوة المسلمين جميعًا إلى الأمرين الذين ندندن دائمًا حولهما ونود من الأخ الفاضل أن يشاركنا بقوة قلمه في هذا المجال ، وأعنى بذلك ما نكني عنه بالتصفية والتربية . فلعل الأخ الفاضل يتحفنا فيما سيأتي قريبًا لا بعيدًا إن شاء الله بكلمة حول هذه القضية ؛ لأنها هي جهاد الساعة هذا ما عندي تعليقًا على ما سمعت من الكلام الرائع .
أبو ليلى : الله يحفظك يا شيخنا .

السائل : يعني يقول بعد ذلك مما كنا قرأناه فيّ المرة الماضية .

الشيخ : تسمع كلمة أبا الحارث ؟

السائل : نعم .

Webiste