استئناف القراءة من كتاب سلمان العودة عند فصل ( جهاد الطائفة المنصورة وأثره في دفع الغربة ) وتعليق الشيخ الألباني وإبراهيم شقرة عليه .
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : يقول: " سادسًا: والجهاد ذو شأن كبير في تقوية إيمان المؤمنين ، ورفع معنويَّاتهم ، وتطهيرهم أفرادًا ومجتمعات من ألوان الرذيلة والشح والهلع ، وتربيتهم على الرجولة والقوة والشجاعة والإقدام وبالجهاد تتخلَّص الأمة من أمراض الترف ، والانحلال ، والانهماك في اللَّذائذ والشهوات ، والتعلُّق بالمادة والمتاع ، وتشتغل بمعالي الأمور من التدريب على القتال ، أو إعانة المجاهدين بالخبرات والأموال ، أو رفع المعنويات ، أو غير ذلك . ولذلك قال تعالى: ولِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا ويَمْحَقَ الكَافِرينَ ، والتَمحيص ؛ يتحقَّق للفرد بتكفير سيئاته وتطهيره من عيوبه ، ويتحقَّق للمجتمع بطهارة أفراده وبتربيتهم على المعاني الجهاديَّة ويكشف المنافقين ويفضحهم أو بكشف المنافقين وفضحهم .
وحين ننظر واقع المسلمين اليوم ؛ نجد أنهم قد وصلوا إلى حال من التردِّي والانحطاط والذلَّة لم يَسبق لها نظير في تاريخهم ، وسلِّط عليهم من البلاء ما تتحيَّر أمامه العقول ، وذلك لترك الجهاد الذي هو العاصم بإذن الله دون استحكام الغربة وتفاقمها .فقد ترك المسلمون الجهاد الشرعي الذي يُراد به قتالُ أعداء الله ، وإخضاعُهم لحكم الإسلام ، وفَرْضُ الجزية والصَّغار عليهم ؛ منذ أزمنة بعيدة . ثم وقَّع حكامهم وثيقة الأمم المتحدة ،
الشيخ: هذا الكلام..الآن
خشان: أكمل؟
الشيخ: آه
خشان: التي تعدُّ الجهاد الإسلامي نوعًا من استعمال القوة ضدّ السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي للدول
الشيخ: لسه ما وصلنا ل..
خشان: نعم. وهو أمر يتنافى مع مقاصد الأمم المتحدة ، ولا بدَّ من فض المنازعات الدولية بالوسائل السلمية ، على وجه لا يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر ! وأصبح العالم يتحدَّث عن النظام الدولي الجديد ذي القطب الآحادي ، عالم هيمنة الرجل الغربي ، واستعماره للشعوب ، ونهبـه لخيراتها وثرواتها ، وفرضه ألوان الانحلال الذي يسود مجتمعاته باسم الديمقراطية وحرية الفرد ! وليست المأساة في توقيع هذه الوثيقة الظالمة ، الآثمة ، المنافية لشرع الله ، المصادمة للحكمة التي من أجلها بُعِث الأنبياء وأُنْزِلت الكتب وقُرِّرت الشرائع ؛ ليست المأساة في هذا التوقيع فحسب ؛ بل المأساة الكبرى في إذعان الأمم الإسلامية من بين سائر الشعوب والطوائف والأديان لهذه الشريعة الكافرة ، والتزامهم بها ، وترديدهم لها آناء الليل وأطراف النهار ، وتخلِّيهم عن شريعة الله التي تعدُّ الإيمان بالجهاد والقيام به واجبًا يقاتَل الممتنعون من فعله حتى يلتزموا به . يقول انظر فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية مجلد ثمانية وعشرين أربعمائة وثمانية وستين حيث حكى الإجماع على أن الممتنع عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة ؛ يجب قتاله حتى يكون الدين كله لله كمن يمتنع من تحريم الربا ، أو يقول إنَّا لا نجاهد الكفار مع المسلمين يقول على حين نجد هذه الهيئة الدولية عجزت عن زحزحة إسرائيل عن إصبع واحد مما احتلته من أرض الإسلام .
وأدهى من ذلك وأمرّ أنَّ جميع الأمم الإسلامية في عامتها قد بُليت بألوان من الضعف والهزيمة والذل والصغار ، جعلتها عرضةً لهجمات الأعداء الذين يتداعَوْن عليها من أنحاء الأرض ، وصارت تفقد في كل يوم جزءًا من بلادها ؛ بل ومن ذاتها ، حيث تلحق فئامٌ من هذه الأمة بغير المسلمين ، وتعبد فئام منها الأوثان . ومن كان هذا حاله لا يُنْتَظَر منه أن يقوم بجهاد الأعداء وتطلُّبهم في ديارهم ؛ كيف والعدو يغزوهم في عقر دارهم ، فلا يستطيعون له دفعًا ؟ فهذا كله مصداق ما أخبر به المبلِّغ عن الله محمد صلى الله عليه وسلم ؛ كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا تبايعتُم بالعينة ، وأخذتُم أذناب البقر ، ورضيتُم بالزَّرع ، وتركتُم الجهاد ؛ سلَّط الله عليكم ذلاًّ لا ينـزعه حتى ترجعوا إلى دينِكم فها هم المسلمون في جملتهم قد بايعوا قد تبايعوا بالربا ، وأقرُّوه ، وعدُّوه شرعًا لا يجوز المساس به ، واشتغلوا بالدنيا والحرث والزرع والتجارة ، وتركوا الجهاد في سبيل الله ، فعاينوا النتيجة الموعودة ، والتي لخَّصها النبي صلى الله عليه وسلم بعبارةٍ دقيقةٍ عميقة الدلالة ، وهي سلَّط الله عليكم ذلاًّ ، و كذلك أخبر صلى الله عليه وسلم عن هذا المعنى بأسلوب آخر حين قال في حديث أبي أمامة كما تقدَّم: من لم يغز ، أويجهِّز غازيًا ، أو يخلف غازيًا في أهله بخير أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة
الشيخ: اللخ أكبر
خشا: فها هي القوارع تتوالى على الأمة منذ تركت الجهاد ، وها هي تتلقَّى كل يومٍ ضربة جديدة من أعدائها المعلَنين والمستخفين " وأخبر عنها في حديث ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن تَداعى...
الشيخ : معلَنين أو معلِنين ؟ .
السائل : من أعدائها المعلَنين ، معلنين يعني هم علانيةً يعني .
الشيخ : هم يا أخي معلِنين .
السائل : ها هو يشكلها بالفتح ، يعني يجوز أن تقول : معلِنين ، معلِنين لحربنا .
الشيخ : يواش يواش نعم ومعلَنين ؟ .
السائل : معلَنين بالنسبة لنا هم معلَنون يعني علانيةً ليسوا مستخفين عنا .
الشيخ : مين اللي أعلنوا ؟ .
السائل : هم أعلنوا أنفسهم
الشيخ: إذن معلِنين
خشان: فهم بالنسبة لنا معلَنين .
الشيخ : يا أخي بس أيهما أدق ؟ يجوز هم أخفياء وأعلنوا من غيرهم وليس هذا هو المقصود ، إذا كانوا أخفياء وكانوا معلَنين فهم معلنُون وإذا كانوا هم أعلنوا أنفسهم فهناك آخرون أخفوا أنفسهم فلا بد من أن يكون ... .
السائل : على كل حال هو قصد أنهم معلَنون ولذلك شكلها هو بالفتحة " وأخبر عنه فيّ حديث ثواب رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك أن تَداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكَلَة على قصعتها ، قال: قلنا : يا رسول الله ! أمن قلَّة بنا يومئذٍ ؟ قال: أنتم يومئذ كثير ، ولكن تكونون غثاء كغـثاء السيل ، يُنْتَزَع المهابةُ من قلوب عدوِّكم ، ويُجْعَل في قلوبكم الوهن قال: قلنا: وما الوهن ؟ قال: حب الحياة ، وكراهية الموت ، و كما نجد مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم في واقع الأمة في الأزمنة المتأخرة في الإخلاد إلى الدنيا ، وترك الجهاد ، والرضى بالزرع ، والتبايع بالربا ، وتسليط الأعداء ، ونزع المهابة منها ، وإصابتها بالوهن الذي هو حب الدنيا وكراهية الموت ؛ نجد أيضًا مصداق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من دوام الجهاد ، واستمراره ، وبقاء طائفة من أمته يقاتلون على الدين ظاهرين .فقد ظل بعض المخلصين يقاتلون أعداء الله من المستعمرين الفرنسيين والبريطانيين والطليان وغيرهم من أمم الكفر ، ثم يقاتلون اليهود في بلاد الشام وغيرها . ولا زال المسلمون يقاتلون الكفار في الفلبين وأفغانستان وأريتيريا وغيرها ، وهؤلاء وأولئك هم الذين حاولوا دفع الغربة عن هذه الشعيرة العظيمة ؛ شعيرة الجهاد ومن بين هؤلاء وأولئك مَن هو مستمسك في الجملة بالأصول العامة التي يلتقي عليها أهل السنة والجماعة ؛ غير حائد عنها ، ولا محرف ، ولا مبدِّل فلا تكاد راية الجهاد تترنَّح في يد قومٍ ؛ إلا تلقَّفها قوم آخرون ؛ مصداقًا لقوله تعالى: يَا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتدَّ مِنْكُمْ عَنْ دينهِ فَسَوْفَ يَأتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ أذِلَّة عَلى المُؤمِنينَ أَعزَّة على الكافِرِينَ يُجاهِدونَ في سَبيل اللهِ ولا يَخافونَ لَوْمَةَ لائِم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية حول هذه الآيات وما قبلها من سورة المائدة يقول: فالمخاطَبون بالنهي عن موالاة اليهود والنصارى هم المخاطبون بآية الرِّدَّة ، ومعلوم أن هذا يتناول جميع قرون الأمة ، وهو سبحانه لما نهى عن موالاة الكفار ، وبيَّنَ أنَّ مَن تولاَّهُم من المخاطَبين فإنه منهم ؛ بيَّن أن مَن تولاهم وارتدَّ عن دين الإسلام لا يضرُّ الإسلام شيئًا ؛ بل سيأتي الله بقوم يحبُّهم ويحبُّونه ، فيتولَّون المؤمِنين دون الكفار ، ويجاهدون في سبيل الله ؛ لا يخافون لومة لائم ؛ كما قال في أول الأمر: فإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤلاءِ فَقَدْ وكَّلْنا بِها قَوْمًا لَيْسوا بِها بِكَافِرينَ . فهؤلاء الذين لم يدخلوا في الإسلام ، وأولئك الذين خرجوا منه بعد الدخول فيه ؛ لا يضرُّون الإسلام شيئًا ؛ بل يقيم الله مَن يؤمن بما جاء به رسوله وينصرُ دينَه إلى قيام الساعة " هذا طبعًا الفتاوى الجزء ثمانية وعشرين أو ثمتنية عشر" فهذه سنة الله في المرتدِّين عن الدين أو عن بعض شرائعه ؛ كالجهاد في سبيل الله أن يأتي الله بدلهم بقوم يحبُّهم ويحبُّونه ، أذلَّة على المؤمنين ، أعزَّة على الكافرين ، يجاهدون في سبيل الله ، ولا يخافون لومة لائم . و كذلك قال سبحانه في الناكلين عن الإنفاق في سبيل الله وهو نوع من الجهاد: ها أَنْتُمْ هؤلاءِ تُدْعَوْنَ لتُنْفِقُوا في سَبيلِ الله فمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ ومَنْ يَبْخَلْ فإنَّما يَبْخَلُ عَن نَفْسه واللهُ الغَنيُّ وأنتُمُ الفقراءُ وإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أمْثالَكُمْ . يقول ابن تيمية رحمه الله: بيـَّن الله سبحانه أنَّه من تولَّى عنه بترك الجهاد بنفسه ؛ أبدل الله به من يقوم بذلك ، ومَن تولَّى عنه بإنفاق ماله ؛ أبدل الله به من يقوم بذلك . ومقتضى هذا الوعد وذاك أن لا يزال في الأمة مؤمنون ، مجاهدون ، باذلون ، صابرون في سبيل الله ، لا يخافون لومة لائم ، إلى قيام الساعة وهؤلاء هم الموصوفون بالغربة ، والموسومـون بالطائفة المنصورة ، المسـارعون لدفع الغـربة بالجهاد ، الحـائزون على الفضل العظيم الموعود للغرباء .
فخبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
الشيخ: ليش رفعت "ورسوله"؟
خشان: فخبر الله ورسولِه أستغفر الله. من وجه. متحقِّق في هذا الوقت من وجهين أولًا من وجه نكول الأمة عن الجهاد وابتلائها بالعواقب الوخيمة المترتبة على ذلك . يقول: فخبر الله ورسولِه أستغفر الله. من وجه. متحقِّق في هذا الوقت من وجهين أولًا من وجه نكول الأمة عن الجهاد وابتلائها بالعواقب الوخيمة المترتبة على ذلك . ثانيًا ومن وجه إتيان الله عزَّ وجلَّ بقوم يجاهدون في سبيله ، ولا يخافون لومة لائم ، وبقاء الجهاد واستمراره ودوامه ، وبقاء الطائفة المنصورة الغريبة التي تقيم هذا الجهاد "
بعدين يقول: " قضايا في مسألة الجهاد , وحتى تستطيع هذه الطائفة المجاهدة في هذا العصر أن تستكمل نقصها ، وتقوم بواجبها كاملاً ، وخاصَّة في الجهاد وإحيائه ، وتستنـزل نصر الله عز وجل ومدده العاجل ؛ فإنه لا بدَّ لها أن تضع نُصْبَ عينيها القضايا التالية الأولى أنه إذا جاز في وقت من الأوقات أن تكون الطائفة المنصورة فئاتٍ شتَّى لا يجمعها إلا المنهج الذي تسير عليه وتلتزم به ، وأن تكون متفرقةً في بلدان متباعدة ، لا يعرف بعضها بعضًا ؛ إذا جاز هذا فيما مضى ؛ فإنه ينبغي أن ينتهي هذا الحال في مثل عصرنا الحاضر .
حيث تكالبت أمم الكفر على المسلمين ، ومزَّقتهم شرَّ ممزَّق ، وحطَّمت أديانهم وأخلاقهم ، وهتكت أعراضهم ، واستولت على بلادهم ، ونهبت ثرواتهم وخيراتهم وحيث ضاعت دولة الإسلام ، وتعطَّل الحكم بالشرع إلا في القليل النادر من شؤون الحياة ، وحورِبت شريعة الجهاد . وحيث كثُرت البدع والضلالات والمبادئ والشعارات ، وتفرَّقت الأمة الواحدة إلى أمم شتَّى وعقائد متباينة ، وخَفَتَ صوت الحق أو كاد وحيث صارت الأمة الإسلامية تعيش وضعًا فريدًا من التمزُّق والتشتُّت والضياع والانحراف لم يسبق والله أعلم أن مرَّت به عبر تاريخها الطويل . وفي مثل هذه الظروف العصيبة الحرجة يصبح من الواجب على الطائفة المنصورة أن تجهر بعقيدتها ومنهجها ، وتعلنها بكل وسيلة ، وتوضحها غاية الوضوح ، وترفع الراية بقوةٍ حيث كانت وبهذا تكون بلغت رسالة ربها ، وأقامت الحجة على الناس كافة ، وهذه أيضًا خطوة مهمة نحو تعارف أفراد الطائفة المنصورة وفئاتها ، إذ لا يمكن قبول دعوى كلِّ مدَّع حتى يكون عمله وواقعه يشهد بأنه ملتزِم بمنهج أهل السنة ، مباعِدٌ للمنكر والبدعة
الشيخ: أيوه
خشان: فالتعارف الحق إنما يكون في طريق العمل والدعوة والجهاد حط والدعوة الجهاد أو والدعوة للجهاد بس يمكن تكون مقطوعة، واللقاء الحق هو في نفس الميدان ، وفي محكِّ الصراع والمواجهة يَبينُ المحِقُّ من المدَّعي فلا بدَّ إذًا من تعارف أفراد الطائفة المنصورة وجماعاتها وفئاتها وتآلفها وتقاربها ؛ بحيث لا تستمر مجرَّد مجموعات صغيرة مستضعَفة مبعثَرة الجهود في وسط تجمُّعات بدعيَّة كثيرة منظَّمة معتزَّة متكاتفة .الثانية ضرورة تحقيق معنى الانتساب للطائفة المنصورة ؛ بمعرفة حدود ما أنزل الله على رسوله ، وتعلُّم العلم الشرعي المبني على الدليل من الكتاب والسنة في مجال الاعتقاد والأحكام والسلوك ، والاستعداد الدائم لتجاوز الأخطاء وتصحيحها ، والتخلِّي عن كل ما ينافي حقيقة هذا الانتساب الشريف ؛ من الآراء والأقوال والأخلاق وغيرها .وهذا لا يتمُّ إلا في جوٍ من الفرح والغِبْطة بالنقد الصحيح ، وترك أسلوب التزكية المطلقة للأقوال والأعمال والأشخاص والجماعات ، والسعي الدائم لتعديل المناهج والمسالك على وفق الحق الذي تقتضيه شريعة الله ويدل عليه النص من القرآن والسنة ، ووضع المسائل والقضايا في موقعها الصحيح الذي تقتضيه الحكمة التي هي الشرع والعقل كما سبق ؛ فلا تُغْفَل القضايا الأساسية الكبيرة بسبب الانشغال ببعض الفروع ، ولا تُضَخَّم بعض المسائل الفرعية على حساب القضايا الجوهرية "
الشيخ : في وقفة هنا . تحتاج إلى دراسة مر معك الشرع والعقل ؟
السائل : نعم .
الشيخ : ما بدها هون وقفة ؟
السائل : بدها وقفة لكن فيما أظن أنه هو على حسب المنهج الذي يقول فيه شيخ الإسلام ابن تيمية موافقة العقل يعني صحيح المنقول إلى صريح المعقول لا يخالف يعني في شيء من هذا ، في أصل منهجه هو هكذا ، لا تعارض بين الشرع هو الحكم إليه هو الذي يحكم العقل
الشيخ : طيب لماذا ذكر العقل هنا ؟ .
السائل : لأنه يوافق الشرع ولا يخالفه ، ممكن على حال تشوف إذا كان فيّ شيء متقدم .
الشيخ : إذا حذفنا كلمة العقل أصح ولا إذا أبقيانها ؟ .
السائل : ممكن إذا حتى لا يفهم أحد منها حذفها ، حتى لا يفهم أحد أن العقل فيه مخالفة الشرع ويمكن أن يكون أولى .
الشيخ : طيب وإذا كان ؟
السائل : إذا كان يفهم أنهم متلازمان ولا يخالف أحدهما الآخر فإبقاء هذا لا مانع فيه أن العقل لا ينافي الشرع والشرع لا ينافي العقل فلا مانع من بقائها .
الشيخ : لا يجوز أن يقرر العقل خاصة بالكتابة العصرية اليوم ؛ لأنه الذي قائم في ذهنك مش قائم في ذهن كل من يقرأ الكتاب فهو لا يكتب لأمثالنا نحن يكتب لعامة الناس يكتب للمبتدئين في طلب العلم يكتب لكن ليس عندهم علم إطلاقًا ولا سمعوا بكتاب وبموضوع موافقة العقل الشرع أو الشرع العقل تأليف ابن تيمية ولذلك حط لي إشارة فيّ قلم رصاص ؟ .
أبو ليلى : لو تجيب فلوماستر أحسن . بعدين
الشيخ : طيب حط بالقلم العادي أداة استفهام وخط فوق العقل .
أبو ليلى : بصراحة من يعتقد هذا الكلام فبيقول أنك موافق على هذا الكلام .
الشيخ : إيش ؟ .
أبو ليلى : اللي يقرأ هذه العبارة من يعتقد بهذا ويقول : إنك تقر هذا الكلام .
السائل : والنقطة التي أشار إليها الشيخ الملاحظة إنه يقع في يد العامة ونحن نفهم هذا وهو لا يفهمه يعني يخشى من عدم فهم العامة .
الشيخ : الحقيقة أنا أخشى أكثر من هيك .
السائل : منه هو ؟ .
الشيخ : لكان ؟
السائل : لا أنا في هذه ما أخشى منه .
الشيخ : أنا أخشى .
السائل : أنت تخشى أنا لا أخشى ههه .
الشيخ : يعني ذكر أمثلة و لي أمثلة ولا شك فإذًا ... حسبها... .
السائل : يقول " فلا تغفل القضايا الأساسية الكبيرة بسبب الانشغال ببعض الفروع ولا تضخم بعض المسائل الفرعية على حساب القضايا الجوهرية ، ولا تهمل الفروع أيضًا بحجة أنها فروع ، فالأصول والفروع كلها من الدين . ولكن يجب وضع كل شيءٍ في موضعه ، والعناية بكل شيء بحسبه ، وقد قيل للإمام مالك ها هنا مسألة صغيرة يسيرة فقال ليس في الدين شيء يسير ؛ إن الله تعالى يقول : إنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقيلاً ، ولا بدَّ من أن يتنادى علماء السنة - وهم رؤوس الطائفة المنصورة وزعماؤها - إلى تحديد معالم منهجٍ يضبط مسيرة هذه الطائفة ، ويحدِّدوا الأصول والمنطلقات التي يجب أن تلتزم بها ، ويرتب الأولويَّات التي يجب أن يُبدَأ بها ، ويوضِّح واجبات هذه الطائفة في كل ظرفٍ من الظروف ؛ بحيث يضمن هذا المنهج نظرةً متكاملةً للأمور ، ومنطلقًا سليمًا ، وخطوات مناسبة متسلسلة "
الشيخ : حط لي إشارة هنا تنظيم الأولويات هذا أمر مستحيل وهذه لغة الإخوان المسلمين .
السائل : " بحيث يضمن هذا المنهج نظرةً متكاملةً للأمور ، ومنطلقًا سليمًا ، وخطوات مناسبة متسلسلة ، مع الاستعداد الدائم للمراجعة والتصحيح ، وسعة الصدر للأمور التي تحتمل الخلاف ، ويكون ميدان الاجتهاد فيها واسعًا ؛ بحيث لا تكون سببًا للخصومة والتنافر والفرقة
الثالثة: التعاون الوثيق بين فئات هذه الطائفة في جميع مجالات عملها ودعوتها وجهادها ، وتنسيق الجهود ؛ بحيث يكمل بعضها بعضًا ، ولا تتناقض ، أو تتعارض والتعـاون واجب شرعـي ؛ لقوله تعـالى : وتَعَاوَنُوا عَلى الِبرِّ والتَّقْوَى ، وهو ثمرة من ثمار الخطوتين السابقتين
فبالتعارف بين فئات الطائفة المنصورة في ميدان الدعوة والجهاد تبدأ أولى خطوات التعاون والتعاضد والتناصح . وبتوحيد المنهج الذي تسير عليه وتصحيحه على مقتضى الدليل الشرعي تجتمع القلوب وتزول أسباب الخلاف التي ينفذ منها الشيطان وجنوده من الإنس والجن لزرع الفرقة والشتات بين المؤمنين . ويكلَّل هذا وهذا بالتآزر والتعاون والتناصر ؛ لتجتمع قدرات هذه الطائفة وتتوحَّد في مواجهة الغربة المتمثلة في التحدِّيات الكبيرة التي يزخر بها العصر ، ولتتنـاوب فئاتها في القيام بفروض الكفاية التي اضطلعت بها ، وشرَّفها الله بتحمُّل القيام بها من بين المسلمين ، فتقوم كل فئةٍ بما تعجز عنه الأخرى .
إذ قد تملك إحدى الفئات المال ، وتملك أخرى الرجال ، وتملك ثالثة السبق في العلم والفقه ، وتملك رابعة السبق في التخطيط وهكذا ؛ فقد يتهيأ لفئة من ملاءمة الظروف للقيام بفرض من فروض الكفاية ما لم يتهيأ لغيرها . فالتعاون والتناصر يجعل الطائفة المنصورة أقوى في إمكانياتها وقدراتها ، وأقدر على الاستفادة من الفرص المتنوعة التي تختلف بين مكان وآخر وزمان وآخر ، وأكثر دقةُ في توزيع المهمات والواجبات . ففي مكان تتوفَّر الإمكانيات العلمية ، وفي آخر الإمكانيات الإعلامية ، وفي ثالث الإمكانيات الجهادية ، وفي رابع الإمكانيات التربوية وهكذا .والطائفة التي أخذت على عاتقها القيام بالجهاد ومتطلباته ، وأداء فروض الكفاية عن المسلمين كافة حتى حين تَخَلَّوا عنها لا بدَّ أن ترتقي بنفسها ؛ لتكون جديرة بالعبء الذي اضطلعت به ، والمهمة التي وضعت نفسها لها . وإذا تصدَّت الطائفة المنصورة لهذه الواجبات ؛ اكتشفت نفسها ، وعرف بعضها بعضًا ، وبان المجاهدون الحقيقيُّون من المتسمين بالجهاد الإسلامي ، وهم يقاتلون على راية قومية ، أو عصبية جاهلية ، أو فكرة علمانية ، أو يقاتلون من أجل الحصول على المكانة والجاه ، وحجز المواقع البارزة في ذلك الميدان " .
الشيخ : اشعل النور اشعل النور .
السائل : " وما أكثر هذا الصنف الذي يتسلَّق على أكتاف الآخرين ، وبه تستطيع الطائفة أن تبدأ طريقها الحقيقي في إعادة الحكم الإسلامي في الأرض التي فقِد منها ، ومن ثَم الانتقال بالجهاد من الدفاع إلى الهجوم وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ أنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ * الَّذينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ في الأرْضِ أقاموا الصَّلاةَ وآتَوُا الزَّكاةَ وأَمَرُوا بالمَعْرُوفِ ونَهَوْا عَنِ المُنْكرِ وللهِ عاقِبَةُ الأمورِ بعد يقول: إنَّ مما يؤسف له أشد الأسف أنه في الوقت الذي يمتلك فيه عدوُّنا أفتك الأسلحة وأمضاها سواء الأسلحة التدميرية أو الأسلحة الإعلامية و يتسلَّط فيها على المسلمين ؛ بالتَّصفيات الجسدية حينًا ، وبالتدمير الأخلاقي والإيماني أحيانًا كثيرة ؛ عبر عشرات الوسائل بل عبر ملايين الإذاعات ومحطَّات التلفزة والبث والصحف والمطبوعات والكتب ومراكز الدراسات والنشر على حين لا تملك الدعوة الإسلامية من ذلك شيئًا ألبتَّة ،
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
خشان: اللهم إلا النـزر اليسير ، الذي لا يكاد يتمكَّن من مخاطبة أقل القليل من المسلمين فضلاً عن غيرهم ، ولا يملك من وسائل التأثير والجاذبية شيئًا يذكر وعلى رغم هذا وذاك ؛ لا يزال المسلمون أعني من يهتمُّ للإسلام منهم غارقين في خلافات محتدمة حول مسائل ليست من أصول الدين وقواعده العظام ، وليست من مواطن الإجماع الذي لا يجوز خرقه ؛ بل وليست من مسائل الحياة العملية المؤثرة في حاضر أو مستقبل .فيا تُرى ! متى يفيق المسلمون من رقدتهم الطويلة ؟ ! ومتى يبدؤون عملاً جادًّا لدينهم ودعوتهم ؟ ! ومتى يعرفون عدوَّهم من صديقهم ؟ ! ومتى يوجِّهون هذه السِّـهام المصـوَّبة إلى صدورهم أنفسهم ؛ متى يوجِّهونها إلى صدور عدوِّهم ؟! "
وحين ننظر واقع المسلمين اليوم ؛ نجد أنهم قد وصلوا إلى حال من التردِّي والانحطاط والذلَّة لم يَسبق لها نظير في تاريخهم ، وسلِّط عليهم من البلاء ما تتحيَّر أمامه العقول ، وذلك لترك الجهاد الذي هو العاصم بإذن الله دون استحكام الغربة وتفاقمها .فقد ترك المسلمون الجهاد الشرعي الذي يُراد به قتالُ أعداء الله ، وإخضاعُهم لحكم الإسلام ، وفَرْضُ الجزية والصَّغار عليهم ؛ منذ أزمنة بعيدة . ثم وقَّع حكامهم وثيقة الأمم المتحدة ،
الشيخ: هذا الكلام..الآن
خشان: أكمل؟
الشيخ: آه
خشان: التي تعدُّ الجهاد الإسلامي نوعًا من استعمال القوة ضدّ السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي للدول
الشيخ: لسه ما وصلنا ل..
خشان: نعم. وهو أمر يتنافى مع مقاصد الأمم المتحدة ، ولا بدَّ من فض المنازعات الدولية بالوسائل السلمية ، على وجه لا يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر ! وأصبح العالم يتحدَّث عن النظام الدولي الجديد ذي القطب الآحادي ، عالم هيمنة الرجل الغربي ، واستعماره للشعوب ، ونهبـه لخيراتها وثرواتها ، وفرضه ألوان الانحلال الذي يسود مجتمعاته باسم الديمقراطية وحرية الفرد ! وليست المأساة في توقيع هذه الوثيقة الظالمة ، الآثمة ، المنافية لشرع الله ، المصادمة للحكمة التي من أجلها بُعِث الأنبياء وأُنْزِلت الكتب وقُرِّرت الشرائع ؛ ليست المأساة في هذا التوقيع فحسب ؛ بل المأساة الكبرى في إذعان الأمم الإسلامية من بين سائر الشعوب والطوائف والأديان لهذه الشريعة الكافرة ، والتزامهم بها ، وترديدهم لها آناء الليل وأطراف النهار ، وتخلِّيهم عن شريعة الله التي تعدُّ الإيمان بالجهاد والقيام به واجبًا يقاتَل الممتنعون من فعله حتى يلتزموا به . يقول انظر فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية مجلد ثمانية وعشرين أربعمائة وثمانية وستين حيث حكى الإجماع على أن الممتنع عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة ؛ يجب قتاله حتى يكون الدين كله لله كمن يمتنع من تحريم الربا ، أو يقول إنَّا لا نجاهد الكفار مع المسلمين يقول على حين نجد هذه الهيئة الدولية عجزت عن زحزحة إسرائيل عن إصبع واحد مما احتلته من أرض الإسلام .
وأدهى من ذلك وأمرّ أنَّ جميع الأمم الإسلامية في عامتها قد بُليت بألوان من الضعف والهزيمة والذل والصغار ، جعلتها عرضةً لهجمات الأعداء الذين يتداعَوْن عليها من أنحاء الأرض ، وصارت تفقد في كل يوم جزءًا من بلادها ؛ بل ومن ذاتها ، حيث تلحق فئامٌ من هذه الأمة بغير المسلمين ، وتعبد فئام منها الأوثان . ومن كان هذا حاله لا يُنْتَظَر منه أن يقوم بجهاد الأعداء وتطلُّبهم في ديارهم ؛ كيف والعدو يغزوهم في عقر دارهم ، فلا يستطيعون له دفعًا ؟ فهذا كله مصداق ما أخبر به المبلِّغ عن الله محمد صلى الله عليه وسلم ؛ كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا تبايعتُم بالعينة ، وأخذتُم أذناب البقر ، ورضيتُم بالزَّرع ، وتركتُم الجهاد ؛ سلَّط الله عليكم ذلاًّ لا ينـزعه حتى ترجعوا إلى دينِكم فها هم المسلمون في جملتهم قد بايعوا قد تبايعوا بالربا ، وأقرُّوه ، وعدُّوه شرعًا لا يجوز المساس به ، واشتغلوا بالدنيا والحرث والزرع والتجارة ، وتركوا الجهاد في سبيل الله ، فعاينوا النتيجة الموعودة ، والتي لخَّصها النبي صلى الله عليه وسلم بعبارةٍ دقيقةٍ عميقة الدلالة ، وهي سلَّط الله عليكم ذلاًّ ، و كذلك أخبر صلى الله عليه وسلم عن هذا المعنى بأسلوب آخر حين قال في حديث أبي أمامة كما تقدَّم: من لم يغز ، أويجهِّز غازيًا ، أو يخلف غازيًا في أهله بخير أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة
الشيخ: اللخ أكبر
خشا: فها هي القوارع تتوالى على الأمة منذ تركت الجهاد ، وها هي تتلقَّى كل يومٍ ضربة جديدة من أعدائها المعلَنين والمستخفين " وأخبر عنها في حديث ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن تَداعى...
الشيخ : معلَنين أو معلِنين ؟ .
السائل : من أعدائها المعلَنين ، معلنين يعني هم علانيةً يعني .
الشيخ : هم يا أخي معلِنين .
السائل : ها هو يشكلها بالفتح ، يعني يجوز أن تقول : معلِنين ، معلِنين لحربنا .
الشيخ : يواش يواش نعم ومعلَنين ؟ .
السائل : معلَنين بالنسبة لنا هم معلَنون يعني علانيةً ليسوا مستخفين عنا .
الشيخ : مين اللي أعلنوا ؟ .
السائل : هم أعلنوا أنفسهم
الشيخ: إذن معلِنين
خشان: فهم بالنسبة لنا معلَنين .
الشيخ : يا أخي بس أيهما أدق ؟ يجوز هم أخفياء وأعلنوا من غيرهم وليس هذا هو المقصود ، إذا كانوا أخفياء وكانوا معلَنين فهم معلنُون وإذا كانوا هم أعلنوا أنفسهم فهناك آخرون أخفوا أنفسهم فلا بد من أن يكون ... .
السائل : على كل حال هو قصد أنهم معلَنون ولذلك شكلها هو بالفتحة " وأخبر عنه فيّ حديث ثواب رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك أن تَداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكَلَة على قصعتها ، قال: قلنا : يا رسول الله ! أمن قلَّة بنا يومئذٍ ؟ قال: أنتم يومئذ كثير ، ولكن تكونون غثاء كغـثاء السيل ، يُنْتَزَع المهابةُ من قلوب عدوِّكم ، ويُجْعَل في قلوبكم الوهن قال: قلنا: وما الوهن ؟ قال: حب الحياة ، وكراهية الموت ، و كما نجد مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم في واقع الأمة في الأزمنة المتأخرة في الإخلاد إلى الدنيا ، وترك الجهاد ، والرضى بالزرع ، والتبايع بالربا ، وتسليط الأعداء ، ونزع المهابة منها ، وإصابتها بالوهن الذي هو حب الدنيا وكراهية الموت ؛ نجد أيضًا مصداق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من دوام الجهاد ، واستمراره ، وبقاء طائفة من أمته يقاتلون على الدين ظاهرين .فقد ظل بعض المخلصين يقاتلون أعداء الله من المستعمرين الفرنسيين والبريطانيين والطليان وغيرهم من أمم الكفر ، ثم يقاتلون اليهود في بلاد الشام وغيرها . ولا زال المسلمون يقاتلون الكفار في الفلبين وأفغانستان وأريتيريا وغيرها ، وهؤلاء وأولئك هم الذين حاولوا دفع الغربة عن هذه الشعيرة العظيمة ؛ شعيرة الجهاد ومن بين هؤلاء وأولئك مَن هو مستمسك في الجملة بالأصول العامة التي يلتقي عليها أهل السنة والجماعة ؛ غير حائد عنها ، ولا محرف ، ولا مبدِّل فلا تكاد راية الجهاد تترنَّح في يد قومٍ ؛ إلا تلقَّفها قوم آخرون ؛ مصداقًا لقوله تعالى: يَا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتدَّ مِنْكُمْ عَنْ دينهِ فَسَوْفَ يَأتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ أذِلَّة عَلى المُؤمِنينَ أَعزَّة على الكافِرِينَ يُجاهِدونَ في سَبيل اللهِ ولا يَخافونَ لَوْمَةَ لائِم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية حول هذه الآيات وما قبلها من سورة المائدة يقول: فالمخاطَبون بالنهي عن موالاة اليهود والنصارى هم المخاطبون بآية الرِّدَّة ، ومعلوم أن هذا يتناول جميع قرون الأمة ، وهو سبحانه لما نهى عن موالاة الكفار ، وبيَّنَ أنَّ مَن تولاَّهُم من المخاطَبين فإنه منهم ؛ بيَّن أن مَن تولاهم وارتدَّ عن دين الإسلام لا يضرُّ الإسلام شيئًا ؛ بل سيأتي الله بقوم يحبُّهم ويحبُّونه ، فيتولَّون المؤمِنين دون الكفار ، ويجاهدون في سبيل الله ؛ لا يخافون لومة لائم ؛ كما قال في أول الأمر: فإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤلاءِ فَقَدْ وكَّلْنا بِها قَوْمًا لَيْسوا بِها بِكَافِرينَ . فهؤلاء الذين لم يدخلوا في الإسلام ، وأولئك الذين خرجوا منه بعد الدخول فيه ؛ لا يضرُّون الإسلام شيئًا ؛ بل يقيم الله مَن يؤمن بما جاء به رسوله وينصرُ دينَه إلى قيام الساعة " هذا طبعًا الفتاوى الجزء ثمانية وعشرين أو ثمتنية عشر" فهذه سنة الله في المرتدِّين عن الدين أو عن بعض شرائعه ؛ كالجهاد في سبيل الله أن يأتي الله بدلهم بقوم يحبُّهم ويحبُّونه ، أذلَّة على المؤمنين ، أعزَّة على الكافرين ، يجاهدون في سبيل الله ، ولا يخافون لومة لائم . و كذلك قال سبحانه في الناكلين عن الإنفاق في سبيل الله وهو نوع من الجهاد: ها أَنْتُمْ هؤلاءِ تُدْعَوْنَ لتُنْفِقُوا في سَبيلِ الله فمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ ومَنْ يَبْخَلْ فإنَّما يَبْخَلُ عَن نَفْسه واللهُ الغَنيُّ وأنتُمُ الفقراءُ وإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أمْثالَكُمْ . يقول ابن تيمية رحمه الله: بيـَّن الله سبحانه أنَّه من تولَّى عنه بترك الجهاد بنفسه ؛ أبدل الله به من يقوم بذلك ، ومَن تولَّى عنه بإنفاق ماله ؛ أبدل الله به من يقوم بذلك . ومقتضى هذا الوعد وذاك أن لا يزال في الأمة مؤمنون ، مجاهدون ، باذلون ، صابرون في سبيل الله ، لا يخافون لومة لائم ، إلى قيام الساعة وهؤلاء هم الموصوفون بالغربة ، والموسومـون بالطائفة المنصورة ، المسـارعون لدفع الغـربة بالجهاد ، الحـائزون على الفضل العظيم الموعود للغرباء .
فخبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
الشيخ: ليش رفعت "ورسوله"؟
خشان: فخبر الله ورسولِه أستغفر الله. من وجه. متحقِّق في هذا الوقت من وجهين أولًا من وجه نكول الأمة عن الجهاد وابتلائها بالعواقب الوخيمة المترتبة على ذلك . يقول: فخبر الله ورسولِه أستغفر الله. من وجه. متحقِّق في هذا الوقت من وجهين أولًا من وجه نكول الأمة عن الجهاد وابتلائها بالعواقب الوخيمة المترتبة على ذلك . ثانيًا ومن وجه إتيان الله عزَّ وجلَّ بقوم يجاهدون في سبيله ، ولا يخافون لومة لائم ، وبقاء الجهاد واستمراره ودوامه ، وبقاء الطائفة المنصورة الغريبة التي تقيم هذا الجهاد "
بعدين يقول: " قضايا في مسألة الجهاد , وحتى تستطيع هذه الطائفة المجاهدة في هذا العصر أن تستكمل نقصها ، وتقوم بواجبها كاملاً ، وخاصَّة في الجهاد وإحيائه ، وتستنـزل نصر الله عز وجل ومدده العاجل ؛ فإنه لا بدَّ لها أن تضع نُصْبَ عينيها القضايا التالية الأولى أنه إذا جاز في وقت من الأوقات أن تكون الطائفة المنصورة فئاتٍ شتَّى لا يجمعها إلا المنهج الذي تسير عليه وتلتزم به ، وأن تكون متفرقةً في بلدان متباعدة ، لا يعرف بعضها بعضًا ؛ إذا جاز هذا فيما مضى ؛ فإنه ينبغي أن ينتهي هذا الحال في مثل عصرنا الحاضر .
حيث تكالبت أمم الكفر على المسلمين ، ومزَّقتهم شرَّ ممزَّق ، وحطَّمت أديانهم وأخلاقهم ، وهتكت أعراضهم ، واستولت على بلادهم ، ونهبت ثرواتهم وخيراتهم وحيث ضاعت دولة الإسلام ، وتعطَّل الحكم بالشرع إلا في القليل النادر من شؤون الحياة ، وحورِبت شريعة الجهاد . وحيث كثُرت البدع والضلالات والمبادئ والشعارات ، وتفرَّقت الأمة الواحدة إلى أمم شتَّى وعقائد متباينة ، وخَفَتَ صوت الحق أو كاد وحيث صارت الأمة الإسلامية تعيش وضعًا فريدًا من التمزُّق والتشتُّت والضياع والانحراف لم يسبق والله أعلم أن مرَّت به عبر تاريخها الطويل . وفي مثل هذه الظروف العصيبة الحرجة يصبح من الواجب على الطائفة المنصورة أن تجهر بعقيدتها ومنهجها ، وتعلنها بكل وسيلة ، وتوضحها غاية الوضوح ، وترفع الراية بقوةٍ حيث كانت وبهذا تكون بلغت رسالة ربها ، وأقامت الحجة على الناس كافة ، وهذه أيضًا خطوة مهمة نحو تعارف أفراد الطائفة المنصورة وفئاتها ، إذ لا يمكن قبول دعوى كلِّ مدَّع حتى يكون عمله وواقعه يشهد بأنه ملتزِم بمنهج أهل السنة ، مباعِدٌ للمنكر والبدعة
الشيخ: أيوه
خشان: فالتعارف الحق إنما يكون في طريق العمل والدعوة والجهاد حط والدعوة الجهاد أو والدعوة للجهاد بس يمكن تكون مقطوعة، واللقاء الحق هو في نفس الميدان ، وفي محكِّ الصراع والمواجهة يَبينُ المحِقُّ من المدَّعي فلا بدَّ إذًا من تعارف أفراد الطائفة المنصورة وجماعاتها وفئاتها وتآلفها وتقاربها ؛ بحيث لا تستمر مجرَّد مجموعات صغيرة مستضعَفة مبعثَرة الجهود في وسط تجمُّعات بدعيَّة كثيرة منظَّمة معتزَّة متكاتفة .الثانية ضرورة تحقيق معنى الانتساب للطائفة المنصورة ؛ بمعرفة حدود ما أنزل الله على رسوله ، وتعلُّم العلم الشرعي المبني على الدليل من الكتاب والسنة في مجال الاعتقاد والأحكام والسلوك ، والاستعداد الدائم لتجاوز الأخطاء وتصحيحها ، والتخلِّي عن كل ما ينافي حقيقة هذا الانتساب الشريف ؛ من الآراء والأقوال والأخلاق وغيرها .وهذا لا يتمُّ إلا في جوٍ من الفرح والغِبْطة بالنقد الصحيح ، وترك أسلوب التزكية المطلقة للأقوال والأعمال والأشخاص والجماعات ، والسعي الدائم لتعديل المناهج والمسالك على وفق الحق الذي تقتضيه شريعة الله ويدل عليه النص من القرآن والسنة ، ووضع المسائل والقضايا في موقعها الصحيح الذي تقتضيه الحكمة التي هي الشرع والعقل كما سبق ؛ فلا تُغْفَل القضايا الأساسية الكبيرة بسبب الانشغال ببعض الفروع ، ولا تُضَخَّم بعض المسائل الفرعية على حساب القضايا الجوهرية "
الشيخ : في وقفة هنا . تحتاج إلى دراسة مر معك الشرع والعقل ؟
السائل : نعم .
الشيخ : ما بدها هون وقفة ؟
السائل : بدها وقفة لكن فيما أظن أنه هو على حسب المنهج الذي يقول فيه شيخ الإسلام ابن تيمية موافقة العقل يعني صحيح المنقول إلى صريح المعقول لا يخالف يعني في شيء من هذا ، في أصل منهجه هو هكذا ، لا تعارض بين الشرع هو الحكم إليه هو الذي يحكم العقل
الشيخ : طيب لماذا ذكر العقل هنا ؟ .
السائل : لأنه يوافق الشرع ولا يخالفه ، ممكن على حال تشوف إذا كان فيّ شيء متقدم .
الشيخ : إذا حذفنا كلمة العقل أصح ولا إذا أبقيانها ؟ .
السائل : ممكن إذا حتى لا يفهم أحد منها حذفها ، حتى لا يفهم أحد أن العقل فيه مخالفة الشرع ويمكن أن يكون أولى .
الشيخ : طيب وإذا كان ؟
السائل : إذا كان يفهم أنهم متلازمان ولا يخالف أحدهما الآخر فإبقاء هذا لا مانع فيه أن العقل لا ينافي الشرع والشرع لا ينافي العقل فلا مانع من بقائها .
الشيخ : لا يجوز أن يقرر العقل خاصة بالكتابة العصرية اليوم ؛ لأنه الذي قائم في ذهنك مش قائم في ذهن كل من يقرأ الكتاب فهو لا يكتب لأمثالنا نحن يكتب لعامة الناس يكتب للمبتدئين في طلب العلم يكتب لكن ليس عندهم علم إطلاقًا ولا سمعوا بكتاب وبموضوع موافقة العقل الشرع أو الشرع العقل تأليف ابن تيمية ولذلك حط لي إشارة فيّ قلم رصاص ؟ .
أبو ليلى : لو تجيب فلوماستر أحسن . بعدين
الشيخ : طيب حط بالقلم العادي أداة استفهام وخط فوق العقل .
أبو ليلى : بصراحة من يعتقد هذا الكلام فبيقول أنك موافق على هذا الكلام .
الشيخ : إيش ؟ .
أبو ليلى : اللي يقرأ هذه العبارة من يعتقد بهذا ويقول : إنك تقر هذا الكلام .
السائل : والنقطة التي أشار إليها الشيخ الملاحظة إنه يقع في يد العامة ونحن نفهم هذا وهو لا يفهمه يعني يخشى من عدم فهم العامة .
الشيخ : الحقيقة أنا أخشى أكثر من هيك .
السائل : منه هو ؟ .
الشيخ : لكان ؟
السائل : لا أنا في هذه ما أخشى منه .
الشيخ : أنا أخشى .
السائل : أنت تخشى أنا لا أخشى ههه .
الشيخ : يعني ذكر أمثلة و لي أمثلة ولا شك فإذًا ... حسبها... .
السائل : يقول " فلا تغفل القضايا الأساسية الكبيرة بسبب الانشغال ببعض الفروع ولا تضخم بعض المسائل الفرعية على حساب القضايا الجوهرية ، ولا تهمل الفروع أيضًا بحجة أنها فروع ، فالأصول والفروع كلها من الدين . ولكن يجب وضع كل شيءٍ في موضعه ، والعناية بكل شيء بحسبه ، وقد قيل للإمام مالك ها هنا مسألة صغيرة يسيرة فقال ليس في الدين شيء يسير ؛ إن الله تعالى يقول : إنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقيلاً ، ولا بدَّ من أن يتنادى علماء السنة - وهم رؤوس الطائفة المنصورة وزعماؤها - إلى تحديد معالم منهجٍ يضبط مسيرة هذه الطائفة ، ويحدِّدوا الأصول والمنطلقات التي يجب أن تلتزم بها ، ويرتب الأولويَّات التي يجب أن يُبدَأ بها ، ويوضِّح واجبات هذه الطائفة في كل ظرفٍ من الظروف ؛ بحيث يضمن هذا المنهج نظرةً متكاملةً للأمور ، ومنطلقًا سليمًا ، وخطوات مناسبة متسلسلة "
الشيخ : حط لي إشارة هنا تنظيم الأولويات هذا أمر مستحيل وهذه لغة الإخوان المسلمين .
السائل : " بحيث يضمن هذا المنهج نظرةً متكاملةً للأمور ، ومنطلقًا سليمًا ، وخطوات مناسبة متسلسلة ، مع الاستعداد الدائم للمراجعة والتصحيح ، وسعة الصدر للأمور التي تحتمل الخلاف ، ويكون ميدان الاجتهاد فيها واسعًا ؛ بحيث لا تكون سببًا للخصومة والتنافر والفرقة
الثالثة: التعاون الوثيق بين فئات هذه الطائفة في جميع مجالات عملها ودعوتها وجهادها ، وتنسيق الجهود ؛ بحيث يكمل بعضها بعضًا ، ولا تتناقض ، أو تتعارض والتعـاون واجب شرعـي ؛ لقوله تعـالى : وتَعَاوَنُوا عَلى الِبرِّ والتَّقْوَى ، وهو ثمرة من ثمار الخطوتين السابقتين
فبالتعارف بين فئات الطائفة المنصورة في ميدان الدعوة والجهاد تبدأ أولى خطوات التعاون والتعاضد والتناصح . وبتوحيد المنهج الذي تسير عليه وتصحيحه على مقتضى الدليل الشرعي تجتمع القلوب وتزول أسباب الخلاف التي ينفذ منها الشيطان وجنوده من الإنس والجن لزرع الفرقة والشتات بين المؤمنين . ويكلَّل هذا وهذا بالتآزر والتعاون والتناصر ؛ لتجتمع قدرات هذه الطائفة وتتوحَّد في مواجهة الغربة المتمثلة في التحدِّيات الكبيرة التي يزخر بها العصر ، ولتتنـاوب فئاتها في القيام بفروض الكفاية التي اضطلعت بها ، وشرَّفها الله بتحمُّل القيام بها من بين المسلمين ، فتقوم كل فئةٍ بما تعجز عنه الأخرى .
إذ قد تملك إحدى الفئات المال ، وتملك أخرى الرجال ، وتملك ثالثة السبق في العلم والفقه ، وتملك رابعة السبق في التخطيط وهكذا ؛ فقد يتهيأ لفئة من ملاءمة الظروف للقيام بفرض من فروض الكفاية ما لم يتهيأ لغيرها . فالتعاون والتناصر يجعل الطائفة المنصورة أقوى في إمكانياتها وقدراتها ، وأقدر على الاستفادة من الفرص المتنوعة التي تختلف بين مكان وآخر وزمان وآخر ، وأكثر دقةُ في توزيع المهمات والواجبات . ففي مكان تتوفَّر الإمكانيات العلمية ، وفي آخر الإمكانيات الإعلامية ، وفي ثالث الإمكانيات الجهادية ، وفي رابع الإمكانيات التربوية وهكذا .والطائفة التي أخذت على عاتقها القيام بالجهاد ومتطلباته ، وأداء فروض الكفاية عن المسلمين كافة حتى حين تَخَلَّوا عنها لا بدَّ أن ترتقي بنفسها ؛ لتكون جديرة بالعبء الذي اضطلعت به ، والمهمة التي وضعت نفسها لها . وإذا تصدَّت الطائفة المنصورة لهذه الواجبات ؛ اكتشفت نفسها ، وعرف بعضها بعضًا ، وبان المجاهدون الحقيقيُّون من المتسمين بالجهاد الإسلامي ، وهم يقاتلون على راية قومية ، أو عصبية جاهلية ، أو فكرة علمانية ، أو يقاتلون من أجل الحصول على المكانة والجاه ، وحجز المواقع البارزة في ذلك الميدان " .
الشيخ : اشعل النور اشعل النور .
السائل : " وما أكثر هذا الصنف الذي يتسلَّق على أكتاف الآخرين ، وبه تستطيع الطائفة أن تبدأ طريقها الحقيقي في إعادة الحكم الإسلامي في الأرض التي فقِد منها ، ومن ثَم الانتقال بالجهاد من الدفاع إلى الهجوم وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ أنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ * الَّذينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ في الأرْضِ أقاموا الصَّلاةَ وآتَوُا الزَّكاةَ وأَمَرُوا بالمَعْرُوفِ ونَهَوْا عَنِ المُنْكرِ وللهِ عاقِبَةُ الأمورِ بعد يقول: إنَّ مما يؤسف له أشد الأسف أنه في الوقت الذي يمتلك فيه عدوُّنا أفتك الأسلحة وأمضاها سواء الأسلحة التدميرية أو الأسلحة الإعلامية و يتسلَّط فيها على المسلمين ؛ بالتَّصفيات الجسدية حينًا ، وبالتدمير الأخلاقي والإيماني أحيانًا كثيرة ؛ عبر عشرات الوسائل بل عبر ملايين الإذاعات ومحطَّات التلفزة والبث والصحف والمطبوعات والكتب ومراكز الدراسات والنشر على حين لا تملك الدعوة الإسلامية من ذلك شيئًا ألبتَّة ،
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
خشان: اللهم إلا النـزر اليسير ، الذي لا يكاد يتمكَّن من مخاطبة أقل القليل من المسلمين فضلاً عن غيرهم ، ولا يملك من وسائل التأثير والجاذبية شيئًا يذكر وعلى رغم هذا وذاك ؛ لا يزال المسلمون أعني من يهتمُّ للإسلام منهم غارقين في خلافات محتدمة حول مسائل ليست من أصول الدين وقواعده العظام ، وليست من مواطن الإجماع الذي لا يجوز خرقه ؛ بل وليست من مسائل الحياة العملية المؤثرة في حاضر أو مستقبل .فيا تُرى ! متى يفيق المسلمون من رقدتهم الطويلة ؟ ! ومتى يبدؤون عملاً جادًّا لدينهم ودعوتهم ؟ ! ومتى يعرفون عدوَّهم من صديقهم ؟ ! ومتى يوجِّهون هذه السِّـهام المصـوَّبة إلى صدورهم أنفسهم ؛ متى يوجِّهونها إلى صدور عدوِّهم ؟! "
الفتاوى المشابهة
- ما حكم الجهاد في هذا الوقت ؟ - ابن عثيمين
- الجمع بين حديث غربة الدين والطائفة المنصورة - ابن باز
- ما هي شروط الجهاد وواجباته ؟ - الالباني
- سئل عن الجهاد ؟ - الالباني
- كيف يكون الجهاد في مصر إذا كان الجهاد فرض عين... - الالباني
- جهاد الدفع وجهاد الطلب . - الالباني
- قراءة في كتاب لسلمان العودة في فصل - الالباني
- تعليق الشيخ على قراءة علي خشان لفصل " جهاد الط... - الالباني
- تعليق الشيخ على قراءة علي خشان لفصل " جهاد الط... - الالباني
- قراءة في كتاب لسلمان العودة في فصل " جهاد الطا... - الالباني
- استئناف القراءة من كتاب سلمان العودة عند فصل (... - الالباني