ما منهج ابن حبان في الجرح والتعديل ؟ وهل يُعوَّل على منهجه ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : بسم الله ، ما منهج ابن حبان في الجرح والتعديل ؟ وهل يُعوَّل على جرحه وتعديله ؟
الشيخ : ابن حبان - رحمه الله - لا شكَّ أنه من كبار حفَّاظ الحديث ، ومن علماء الجرح والتعديل ، ولكن له شيء من التشدُّد والتساهل فيما يبدو للباحثين في تجريحه وفي تعديله ، أما تساهله في التعديل فأشهر من أن يُذكر ، فإنه من قاعدته أن يُوثِّق الرجلَ الراوِيَ وهو مجهول عند جماهير المحدِّثين ؛ لأنه بنى التوثيق على قاعدة فقهيَّة وليست قاعدة حديثيَّة ؛ أي : كل من كان مسلمًا من الرواة ؛ فهو عدل ، فلذلك نراه يُوثِّق من يُصرِّح بأنه لا يعرفه ، ويُبالغ أحيانًا في البيان - بيان الجهالة - فيقول : " لا أعرفه ولا أعرف أباه " ؛ فكيف إذًا هو يُعدِّله ؟ لأنه مسلم .
لكن علماء الحديث يقولون في تعريف الحديث الصحيح : " ما رواه عدل ضابط " ، فإن ثبتت عدالة الراوي بمجرَّد رواية شخص عنه ؛ فكيف ثبت حفظه وضبطه ؟ هذا ما لا يمكن الوصول إليه ؛ لأن ضبط الراوي إنما يتبيَّن بما إذا كان كثير الحديث ، وتُعرض أحاديثه على أحاديث الثِّقات فتُوافقها ولا تُخالفها ؛ حينذاك يثبت ضبطه وحفظه ، ويمكن - والحالة هذه - أن يُقال فيه إنه ثقة ، فتثبت عدالة الراوي برواية جماعة عنه من الثقات ، ولا يظهر فيما رواه هؤلاء الثقات عنه في رواياته شيء من الضبط ، من الإخلال بالضبط ، أو شيء من سوء الحفظ .
فإذا كان من شرط الحديث الصحيح - بلا خلاف بين علماء الحديث - أن يكون عدلًا ضابطًا ، فما جرى عليه ابن حبان من توثيق الراوي بمجرَّد رواية راوٍ واحد عنه ، وذلك مما يحمله على الاعتراف بأنَّ هذا الراوي مجهول ، وإن روى عنه هذا الواحد ، فإذًا إذا كان مجهول العين فهو مجهول الضبط والحفظ ، فاعتُبر من أجل ذلك أنه متساهل في التوثيق .
أما تشدده في التضعيف فهو يُقابل تساهله في التوثيق ، فإنه في كثير من الأحيان يرى بعض الحفَّاظ كالذهبي والعسقلاني وغيرهما أنه يشتد أحيانًا في تضعيف - لا نقول مثلًا الثقات ، وإن كان له شيء من هذا - ؛ ولكنه يشتدُّ في تضعيف الراوي الصدوق بمجرَّد أنه كان يُخطئ في رواياته ، فيتَّهمه بأنه يروي الموضوعات عن الثقات أو الأثبات .
ولهذا فينبغي لطالب العلم أن يأخذ توثيق ابن حبان وتضعيفه للرواة مأخذَ الحذر والتحفُّظ ، فلا يسارع إلى الاعتماد عليه إلا بعد أن يرى موقف العلماء الذين سبقوه أو الذين جاؤوا من بعده ؛ هل تابعوه أو وافقوه في ذلك أم لا ؟
فابن حبان إذًا هو متساهل في التوثيق أحيانًا ، ومتشدِّد في التضعيف أحيانًا أخرى .
هذا ما يمكن ذكره بهذه المناسبة .
تفضل .
الشيخ : ابن حبان - رحمه الله - لا شكَّ أنه من كبار حفَّاظ الحديث ، ومن علماء الجرح والتعديل ، ولكن له شيء من التشدُّد والتساهل فيما يبدو للباحثين في تجريحه وفي تعديله ، أما تساهله في التعديل فأشهر من أن يُذكر ، فإنه من قاعدته أن يُوثِّق الرجلَ الراوِيَ وهو مجهول عند جماهير المحدِّثين ؛ لأنه بنى التوثيق على قاعدة فقهيَّة وليست قاعدة حديثيَّة ؛ أي : كل من كان مسلمًا من الرواة ؛ فهو عدل ، فلذلك نراه يُوثِّق من يُصرِّح بأنه لا يعرفه ، ويُبالغ أحيانًا في البيان - بيان الجهالة - فيقول : " لا أعرفه ولا أعرف أباه " ؛ فكيف إذًا هو يُعدِّله ؟ لأنه مسلم .
لكن علماء الحديث يقولون في تعريف الحديث الصحيح : " ما رواه عدل ضابط " ، فإن ثبتت عدالة الراوي بمجرَّد رواية شخص عنه ؛ فكيف ثبت حفظه وضبطه ؟ هذا ما لا يمكن الوصول إليه ؛ لأن ضبط الراوي إنما يتبيَّن بما إذا كان كثير الحديث ، وتُعرض أحاديثه على أحاديث الثِّقات فتُوافقها ولا تُخالفها ؛ حينذاك يثبت ضبطه وحفظه ، ويمكن - والحالة هذه - أن يُقال فيه إنه ثقة ، فتثبت عدالة الراوي برواية جماعة عنه من الثقات ، ولا يظهر فيما رواه هؤلاء الثقات عنه في رواياته شيء من الضبط ، من الإخلال بالضبط ، أو شيء من سوء الحفظ .
فإذا كان من شرط الحديث الصحيح - بلا خلاف بين علماء الحديث - أن يكون عدلًا ضابطًا ، فما جرى عليه ابن حبان من توثيق الراوي بمجرَّد رواية راوٍ واحد عنه ، وذلك مما يحمله على الاعتراف بأنَّ هذا الراوي مجهول ، وإن روى عنه هذا الواحد ، فإذًا إذا كان مجهول العين فهو مجهول الضبط والحفظ ، فاعتُبر من أجل ذلك أنه متساهل في التوثيق .
أما تشدده في التضعيف فهو يُقابل تساهله في التوثيق ، فإنه في كثير من الأحيان يرى بعض الحفَّاظ كالذهبي والعسقلاني وغيرهما أنه يشتد أحيانًا في تضعيف - لا نقول مثلًا الثقات ، وإن كان له شيء من هذا - ؛ ولكنه يشتدُّ في تضعيف الراوي الصدوق بمجرَّد أنه كان يُخطئ في رواياته ، فيتَّهمه بأنه يروي الموضوعات عن الثقات أو الأثبات .
ولهذا فينبغي لطالب العلم أن يأخذ توثيق ابن حبان وتضعيفه للرواة مأخذَ الحذر والتحفُّظ ، فلا يسارع إلى الاعتماد عليه إلا بعد أن يرى موقف العلماء الذين سبقوه أو الذين جاؤوا من بعده ؛ هل تابعوه أو وافقوه في ذلك أم لا ؟
فابن حبان إذًا هو متساهل في التوثيق أحيانًا ، ومتشدِّد في التضعيف أحيانًا أخرى .
هذا ما يمكن ذكره بهذه المناسبة .
تفضل .
الفتاوى المشابهة
- ما هو منهجكم في الحكم على الرجال ؟ - الالباني
- هل توثيق إبن حبان للمجهولين كتوثيق غيره وتجريحه.؟ - الالباني
- الكلام على كتاب الثقات ( لابن حبان ) وما قيل ف... - الالباني
- كثيراً ما نسمع العلماء يقولون الجرح مقدم على ا... - الالباني
- هل يعتد بتوثيق ابن حبان.؟ - الالباني
- تابع لاختلاف قول الإمام الواحد في الراوي جرحاً... - الالباني
- هل يُقدَّم الجرح على التعديل والتوثيق على التض... - الالباني
- الراوي الذي لم يَرِدْ فيه توثيق ولا تعديل . - الالباني
- ما منهج ابن حبان في الجرح والتعديل؟، وهل يعول... - الالباني
- ما منهج ابن حبان في الجرح والتعديل ؟ وهل يُعوّ... - الالباني
- ما منهج ابن حبان في الجرح والتعديل ؟ وهل يُعوّ... - الالباني