الشيخ: لا نعلم في هذا غير ما ذكره السائل نفسه ، ولكن يدعو الله - عز وجل - بقلب خاشع خالص ، فعسى الله - عز وجل - أن يستجيب له ، والرسول - عليه الصلاة والسلام - يقول في بعض الأحاديث - ولعله من الأحاديث الثابتة ، فإن ذاكرتي الآن غير مستحضرة لمرتبته - : "وإذا حسدت فلا تبغي" أي : خلِّي حسدك في نفسك ، ولا يحملنَّك هذا الحسد على الاعتداء والبغي على ذلك المحسود ؛ فإن مثل هذا الحسد يكون يعني وزره خفيفًا جدًّا على صاحبه ، فهو إذًا أمامه سبيلين :
السبيل الأول - وهو ما أشار إليه - : من أن يدعو الله - عز وجل - على النحو الذي وصفنا .
السبيل الثاني : أن يجاهد نفسه ؛ فلا يبغي بسبب حسده على المحسود ، ومن ذلك مثل ما اليوم تباحثنا مع بعض إخواننا ، أنُّو زيد من الناس عنده كتاب فيه علم مفيد ، فطلبه فلان ، فأبى أن يُعطيه إياه ، لا لأنه يخاف أن يستعصي به ، أو يخاف أن يمزِّقه ، وإنما حسدًا ، فهذا الحسد هو الذي فيه البغي ، وفيه الاعتداء ، وفيه منع الخير عن أخوه المسلم ، فمن كان يشعر في نفسه بشيء من هذا الحسد ؛ فليجاهد هواه ، وليعطِ مثل هذا الكتاب لهذا الطالب له ليتفقَّه فيه .
نعم .