تم نسخ النصتم نسخ العنوان
يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( الدنيا... - الالبانيالسائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :  الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه ؛ عالمًا أو متعلمًا  ... قبل ...
العالم
طريقة البحث
يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه ؛ عالمًا أو متعلمًا ) ، هنا إشكال فأحاديث أخرى أن المؤمن ليس لعَّانًا .
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه ؛ عالمًا أو متعلمًا ... قبل قليل ، ثم مجموع الأحاديث معروف أنه ليس باللَّعَّان ... ؟

الشيخ : الحديث ثابت بدون زيادة : عالمًا أو متعلِّمًا ؛ فهي زيادة ضعيفة ، أما الإشكال أن المؤمن ليس لعَّانًا لا يرد ههنا إطلاقًا ؛ ذلك لأن قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : المؤمن ليس بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان فلا يعني أن المؤمن لا يلعن من يستحقُّ اللعنة ، ومن باب أولى لا يعني أن الرسول - عليه السلام - الذي إذا يعني لعن وضع اللعنة في محلِّها أنه لا يلعن ؛ فلذلك فنحن نجد في غير ما حديث صحيح أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أقرَّ اللعنَ ، بل ونطق به في غير مناسبة من المناسبات ، من أشهر هذه الأحاديث - مثلًا - فيما يخطر في بالي الآن :
ما أخرجه البخاري في " صحيحه " من حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - : " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لعن المترجِّلين - عفوًا - لعن المتشبِّهين من الرجال بالنساء ، والمتشبِّهات من النساء بالرجال " ، هذا لعن منه - عليه السلام - .
وكذلك قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : صنفان من الناس لم أرَهما بعد ، رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مائلات مُميلات ، رؤوسهنَّ كأسنمة البخت ، لا يدخلن الجنة ولا يجَدْنَ ريحها ، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ، هذا حديث مسلم .
وفي حديث الطبراني من وجه آخر : كاسيات عاريات ، مائلات مُميلات ، رؤوسهنَّ كأسنمة البخت ، العنوهنَّ ؛ فإنهنَّ ملعونات ؛ لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإنَّ ريحها لَتوجد من مسيرة كذا وكذا .
كذلك قوله - عليه السلام - في عديد من الأحاديث : ملعون من أتى امرأةً من دبرها .
حديث آخر : ملعون من ذبحَ لغير الله ، ملعون من غيَّر تخوم الأرض .
وأخيرًا : القصة وهي أن رجلًا شكى جارًا له إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فأمره - عليه الصلاة والسلام - بأن يُخرِجَ متاع داره ويجعله في قارعة الطريق ، ففعل الرجل ، فكان الناس إذا مرُّوا به ورأوا هذا المنظر الرهيب الذي لم يعتادوا عليه قالوا له : ما بالك ؟ فلان جاري ظلمني ، فما يكون منهم إلا أن يقولوا : قاتله الله ، لعنه الله ؛ فكان هذا وحده كافيًا لردع هذا الظالم عن ظلمه ، ولذلك بادر وانطلق إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قائلًا : يا رسول الله ، مُرْ جاري بأن يُعيدَ متاعه إلى داره ؛ فقد لعنني الناس . فقال - عليه الصلاة والسلام - : لقد لعنك مَن في السماء قبل أن يلعنك مَن في الأرض .
فإذًا اللعنُ المنهيُّ عنه ليس هو مطلق الذَّمِّ في اللعن ، وإنما اللعن لغير مَن لا يستحقُّ اللعن أولًا ، وثانيًا وهذا أدب أن المسلم إذا تعثَّر فلا يقل لعن الله الشيطان ، وإنما ليقل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فإن هذا أنكى لابليس ، بينما إذا قال : لعنه الله يرفع رأسه ويقول : أنا فعلت وفعلت ، فهذا أدب خارج عن موضوعنا السابق ، أما اللعن لمن يستحقُّ اللعن فهذا أمر جائز في الشرع ، وما دعاء الرسول - عليه السلام - في قنوت النازلة : اللهم العَنْ رعلًا وذكوان ، وما أدري قبائل أخرى ذكرها إلا هو من هذا القبيل الذي هو ينصبُّ على من يستحقُّ اللعن من الكافرين أو الظالمين ، وحسبنا قوله - تعالى - : ألا لعنة الله على الكافرين .
هذا ما عندي جوابًا عن ذاك السؤال .

Webiste