تعليق الشيخ على أخطاء يقع فيها المؤذِّنون والأئمة .
الشيخ محمد ناصر الالباني
المؤذِّن : الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر ... .
...
الشيخ : الله أكبر الله أكبر ، هذه أول خطيئة حيث نصب الرَّاء ، فالتكبير الصحيح " الله أكبرُ الله أكبر " .
أنا قبل كل شيء أريد أن أصحِّح خطأً بدر مني ، حيث قلت : هذه أول خطيئة ، والصواب : أن أقول أول خطأ ؛ لأن الخطيئة هو الذنب الذي يقع من الإنسان قاصدًا له ، أما الخطأ فـ كلُّ بني آدم خطَّاء ، فأقول من الخطأ الشائع على ألسنة جماهير المؤذِّنين في كل البلاد الإسلامية - إلا ما شاء الله منها ، ومن شاء الله فيها ، وقليل ما هم - الذين يؤذِّنون أذانًا على وجه السنة ، لا أريد أن أتحدَّث الآن عن التلحين والتطريب والمدِّ الذي لا يجوز على أيِّ وجه من وجوه القراءات المتعدِّدة الوجوه ، وإنما أريد أن أتحدَّث عن هذا الخطأ الذي لفتُّ النظر إليه آنفًا ، وهو نصب الرَّاء في جملة : " الله أكبرَ " ، كثير من الناس إذا وصلوا الجملة الثانية بالأولى ، أو الأولى بالثانية ؛ حرَّكوا الراء بالفتحة ، فقالوا : " الله أكبرَ اللهَ أكبر " ، هذا لحنٌ لا وجه له في اللغة ، ولا في الرواية .
أما اللغة - فأنتم أهل اللغة ومنكم تعلَّمنا اللغة - ؛ فإن " أكبر " خبر " الله " ؛ فهو مرفوع ، فما الَّذي نصبه ؟ لا ناصب له إلا أن هناك حديثًا ، وهذا الحديث مشهور على ألسنة بعض الناس على أنه حديث ، والمشكلة في مثل هذا الحديث مشكلتان ، أولاهما أنه ليس بحديث ، والأخرى أنها جملة عريبة أُسيء فهمها ، ما هو هذا الحديث ؟ التكبير جزم ، قيل في بعض الكتب " قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : التكبير جزم ، وهذا لا أصل له عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إطلاقًا في أيِّ كتاب من كتب السنة ، إن قلتم الكتب الستة المشهورة أو الستين بقية الستة المغمورة ، أو الستمائة وما أكثر كتب الحديث ! فهذه الجملة لا ذكر لها في شيء من كتب الحديث مطلقًا ، بلاش تفصيل السنن والمسانيد والمعاجم والفوائد والأجزاء و و إلخ ، وإنما جاءت هذه الجملة قولًا عن إبراهيم بن يزيد النخعي ، هذا تابعي صغير مشهور بروايته عن بعض أصحاب ابن مسعود كعلقمة ويزيد بن الأسود وغيرهما ، إبراهيم بن يزيد النخعي هذا هو الذي قال : " التكبير جزم " .
فما معنى التكبير جزم ؟
فسَّروها بالاصطلاح النحوي ، الجزم هو السكون ، وبنوا على ذلك - بعد هذا الفهم الخطأ - بنوا على ذلك أن المجزوم إذا حُرِّك حُرِّك بأخفِّ الحركات وهي الفتحة ، خطأ بُني على خطأ ، الخطأ الأول : أنه ليس بحديث ، والخطأ الثاني : أنه لا يعني المعنى العرفي النحوي ، جزم يعني السكون ، وإذا كانت الرواية رواية الأذان كما نسمع في بعض البلاد " الله أكبرْ الله أكبرْ " وأراد بعضهم الوصل حرَّك الراء المجزومة بناء على ذاك الحديث الذي لا أصل له ، فقال : " الله أكبرَ الله أكبر " ، خطأ على خطأ ، ما المعنى الصحيح لهذه الجملة بعد أن عرفنا أنها لا تصح مرفوعة إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ معناها : التكبير جزم ؛ أي : خطفٌ ، أي : لا يمد كما نرى - أيضًا - ذلك من بعض المؤذنين والمبلِّغين وراء بعض الأئمة حيث يقول : " الله أكبار " ، هذا خطأ ، وإنما ينبغي أن يقول : " الله أكبر " ، هذا هو مقصد ابراهيم بن يزيد النخعي لقوله : " التكبير جزم " ؛ أي : خطف ، وقد جاء على وزان هذا حديث في " سنن الترمذي " عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : السلام حَذف هو بمعنى جزم ، وهذا مما - أيضًا - يُخلُّ به كثير من أئمة المساجد فيُوقعون بعض المقتدين بهم في المخالفة لأئمتهم ، لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وضع قاعدة للمقتدين فقال - عليه الصلاة والسلام - : إنما جُعل الإمام لِيُؤتم به ؛ فإذا كبَّر فكبروا إلى آخر الحديث ، فالشاهد أن بعض الأئمة حينما يسلم يمينًا ويسارًا يقول : " السلام عليكم ورحمة اللاْاْاْه " ، يمد السلام ، هذا خطأ ؛ لأنه قبل أن ينتهي هو من مدِّه لسلامه يكون جماهير المقتديين من خلفه قد فرغوا من سلامهم ، وهذا لا يجوز بطبيعة الحال ، لأن مقتضى الحديث السابق : إنما جعل الإمام لِيُؤتم به ؛ فإذا كبَّر فكبروا قولان للعلماء :
- إما أن تكبِّر بعيد شروع الإمام في التكبير .
- وإما أن تكبِّر بعد فراغ الإمام من التكبير .
أما أن تكبِّر أي : تنتهي من التكبير ، أو أن تنتهي من السلام قبل انتهاء الإمام من السلام ؛ فهذا نوع من مسابقة الإمام المنهي عنها ، والسبب في إيقاع المقتدين في مثل هذه المخالفة إنما هو إخلال الأئمة ببعض السُّنن إن لم نقل الواجبات ، من ذلك حذف السلام ، فلا ينبغي للإمام أن يُطيلَ نفسه بالسلام ، وإنما أن يحذف فيقول : " السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله " هكذا حذفًا وجزمًا وخطفًا ، وألحقوا بذلك ما شئتم من الألفاظ المترادفة التي تختلف ألفاظها ، وتتَّحد مراميها ومغازيها .
فخلاصة القول : أن الأذان الشرعي بعد أن تكلَّمنا فيما يتعلق بالناحية العربية أن التكبير جزم نقول : " الله أكبر " ، فإذا وصلنا حرَّكنا الراء بالضمة التي هي دلالة أن لفظة " أكبر " هو الخبر ، فما هو السنة ؟
هل السنة أن نفصل كل تكبير على حدة كما نسمع في بعض البلاد " الله أكبرْ الله أكبرْ " ؟ أم نصل التكبيرة الأولى بالأخرى ؟
الجواب - وهذا من فائدة السنة والحديث - : ما رواه الإمام مسلم في " صحيحه " من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه كان إذا صعد المنبر يوم الجمعة ، وأذَّن المؤذن بين يديه فقال - هكذا الحديث - فقال المؤذن : " الله أكبر الله أكبر " ، قال عمر مجيبًا : " الله أكبر الله أكبر " ، وهكذا ، فإذًا الفصل بين التكبيرة الأولى والأخرى إنما قام أولًا على حديث لا أصل له ؛ " التكبير جزم " ، وقام ثانيًا على مخالفة هذا الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم في " صحيحه " عن عمر - رضي الله تعالى عنه - .
...
الشيخ : الله أكبر الله أكبر ، هذه أول خطيئة حيث نصب الرَّاء ، فالتكبير الصحيح " الله أكبرُ الله أكبر " .
أنا قبل كل شيء أريد أن أصحِّح خطأً بدر مني ، حيث قلت : هذه أول خطيئة ، والصواب : أن أقول أول خطأ ؛ لأن الخطيئة هو الذنب الذي يقع من الإنسان قاصدًا له ، أما الخطأ فـ كلُّ بني آدم خطَّاء ، فأقول من الخطأ الشائع على ألسنة جماهير المؤذِّنين في كل البلاد الإسلامية - إلا ما شاء الله منها ، ومن شاء الله فيها ، وقليل ما هم - الذين يؤذِّنون أذانًا على وجه السنة ، لا أريد أن أتحدَّث الآن عن التلحين والتطريب والمدِّ الذي لا يجوز على أيِّ وجه من وجوه القراءات المتعدِّدة الوجوه ، وإنما أريد أن أتحدَّث عن هذا الخطأ الذي لفتُّ النظر إليه آنفًا ، وهو نصب الرَّاء في جملة : " الله أكبرَ " ، كثير من الناس إذا وصلوا الجملة الثانية بالأولى ، أو الأولى بالثانية ؛ حرَّكوا الراء بالفتحة ، فقالوا : " الله أكبرَ اللهَ أكبر " ، هذا لحنٌ لا وجه له في اللغة ، ولا في الرواية .
أما اللغة - فأنتم أهل اللغة ومنكم تعلَّمنا اللغة - ؛ فإن " أكبر " خبر " الله " ؛ فهو مرفوع ، فما الَّذي نصبه ؟ لا ناصب له إلا أن هناك حديثًا ، وهذا الحديث مشهور على ألسنة بعض الناس على أنه حديث ، والمشكلة في مثل هذا الحديث مشكلتان ، أولاهما أنه ليس بحديث ، والأخرى أنها جملة عريبة أُسيء فهمها ، ما هو هذا الحديث ؟ التكبير جزم ، قيل في بعض الكتب " قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : التكبير جزم ، وهذا لا أصل له عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إطلاقًا في أيِّ كتاب من كتب السنة ، إن قلتم الكتب الستة المشهورة أو الستين بقية الستة المغمورة ، أو الستمائة وما أكثر كتب الحديث ! فهذه الجملة لا ذكر لها في شيء من كتب الحديث مطلقًا ، بلاش تفصيل السنن والمسانيد والمعاجم والفوائد والأجزاء و و إلخ ، وإنما جاءت هذه الجملة قولًا عن إبراهيم بن يزيد النخعي ، هذا تابعي صغير مشهور بروايته عن بعض أصحاب ابن مسعود كعلقمة ويزيد بن الأسود وغيرهما ، إبراهيم بن يزيد النخعي هذا هو الذي قال : " التكبير جزم " .
فما معنى التكبير جزم ؟
فسَّروها بالاصطلاح النحوي ، الجزم هو السكون ، وبنوا على ذلك - بعد هذا الفهم الخطأ - بنوا على ذلك أن المجزوم إذا حُرِّك حُرِّك بأخفِّ الحركات وهي الفتحة ، خطأ بُني على خطأ ، الخطأ الأول : أنه ليس بحديث ، والخطأ الثاني : أنه لا يعني المعنى العرفي النحوي ، جزم يعني السكون ، وإذا كانت الرواية رواية الأذان كما نسمع في بعض البلاد " الله أكبرْ الله أكبرْ " وأراد بعضهم الوصل حرَّك الراء المجزومة بناء على ذاك الحديث الذي لا أصل له ، فقال : " الله أكبرَ الله أكبر " ، خطأ على خطأ ، ما المعنى الصحيح لهذه الجملة بعد أن عرفنا أنها لا تصح مرفوعة إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ معناها : التكبير جزم ؛ أي : خطفٌ ، أي : لا يمد كما نرى - أيضًا - ذلك من بعض المؤذنين والمبلِّغين وراء بعض الأئمة حيث يقول : " الله أكبار " ، هذا خطأ ، وإنما ينبغي أن يقول : " الله أكبر " ، هذا هو مقصد ابراهيم بن يزيد النخعي لقوله : " التكبير جزم " ؛ أي : خطف ، وقد جاء على وزان هذا حديث في " سنن الترمذي " عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : السلام حَذف هو بمعنى جزم ، وهذا مما - أيضًا - يُخلُّ به كثير من أئمة المساجد فيُوقعون بعض المقتدين بهم في المخالفة لأئمتهم ، لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وضع قاعدة للمقتدين فقال - عليه الصلاة والسلام - : إنما جُعل الإمام لِيُؤتم به ؛ فإذا كبَّر فكبروا إلى آخر الحديث ، فالشاهد أن بعض الأئمة حينما يسلم يمينًا ويسارًا يقول : " السلام عليكم ورحمة اللاْاْاْه " ، يمد السلام ، هذا خطأ ؛ لأنه قبل أن ينتهي هو من مدِّه لسلامه يكون جماهير المقتديين من خلفه قد فرغوا من سلامهم ، وهذا لا يجوز بطبيعة الحال ، لأن مقتضى الحديث السابق : إنما جعل الإمام لِيُؤتم به ؛ فإذا كبَّر فكبروا قولان للعلماء :
- إما أن تكبِّر بعيد شروع الإمام في التكبير .
- وإما أن تكبِّر بعد فراغ الإمام من التكبير .
أما أن تكبِّر أي : تنتهي من التكبير ، أو أن تنتهي من السلام قبل انتهاء الإمام من السلام ؛ فهذا نوع من مسابقة الإمام المنهي عنها ، والسبب في إيقاع المقتدين في مثل هذه المخالفة إنما هو إخلال الأئمة ببعض السُّنن إن لم نقل الواجبات ، من ذلك حذف السلام ، فلا ينبغي للإمام أن يُطيلَ نفسه بالسلام ، وإنما أن يحذف فيقول : " السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله " هكذا حذفًا وجزمًا وخطفًا ، وألحقوا بذلك ما شئتم من الألفاظ المترادفة التي تختلف ألفاظها ، وتتَّحد مراميها ومغازيها .
فخلاصة القول : أن الأذان الشرعي بعد أن تكلَّمنا فيما يتعلق بالناحية العربية أن التكبير جزم نقول : " الله أكبر " ، فإذا وصلنا حرَّكنا الراء بالضمة التي هي دلالة أن لفظة " أكبر " هو الخبر ، فما هو السنة ؟
هل السنة أن نفصل كل تكبير على حدة كما نسمع في بعض البلاد " الله أكبرْ الله أكبرْ " ؟ أم نصل التكبيرة الأولى بالأخرى ؟
الجواب - وهذا من فائدة السنة والحديث - : ما رواه الإمام مسلم في " صحيحه " من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه كان إذا صعد المنبر يوم الجمعة ، وأذَّن المؤذن بين يديه فقال - هكذا الحديث - فقال المؤذن : " الله أكبر الله أكبر " ، قال عمر مجيبًا : " الله أكبر الله أكبر " ، وهكذا ، فإذًا الفصل بين التكبيرة الأولى والأخرى إنما قام أولًا على حديث لا أصل له ؛ " التكبير جزم " ، وقام ثانيًا على مخالفة هذا الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم في " صحيحه " عن عمر - رضي الله تعالى عنه - .
الفتاوى المشابهة
- ما حكم الفصل بين التكبيرة الأولى والتكبيرة الث... - الالباني
- الرد على من استدل بـحديث لا أصل له - الالباني
- هل تُقضى إجابة المؤذن لمن كان منشغلًا بشيء ولم... - الالباني
- انشغل رجل عن إجابة المؤذن ثم أدرك المؤذن يقول... - الالباني
- هل يقال بعد سماع المؤذن : اللهم رب هذه الدعوة... - الالباني
- هل يقال بعد سماع المؤذن : ( اللهمَّ ربَّ هذه ا... - الالباني
- عندما أقام المؤذن الصلاة و لم يجد الإمام موج... - ابن عثيمين
- جاء في الأثر ( التكبير جزم ) هل صح مرفوعاً .؟... - الالباني
- الرد على من استدل بـحديث لاأصل له " التكبير جز... - الالباني
- تنبيه الشيخ على أخطاء يقع فيها المؤذنون والأئمة . - الالباني
- تعليق الشيخ على أخطاء يقع فيها المؤذِّنون والأ... - الالباني