السائل : يقول السائل : يرحمك الله ونفع الله بعلمك ، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : بين السماء الدنيا والتي تليها خمس مئة عام ، وبين كلِّ سماء خمس مئة عام ، وبين السماء السابعة والكرسي خمس مئة عام ، وبين الكرسي والماء خمس مئة عام ، والعرش فوق الماء ، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم ، قال : أخرجه ابن المهدي .

الشيخ : ابن منده ؟

السائل : قال : أخرجه ابن المهدي الحمَّاد بن سلمة عن عاصم بن زر ، عن عبد الله ؛ قال : ما مدى صحة هذا الحديث ؟

الشيخ : الذي أعرفه أن هذا الحديث رُوي عن غير ابن مسعود وبإسناد ضعيف ، أما هذا الذي يذكره السائل فيقول : أخرجه ابن المهدي ، لا يوجد في الرواة مَن يُسمَّى ابن المهدي ، يوجد عبد الرحمن بن مهدي ، وهو من شيوخ الإمام أحمد - رحمه الله - ، لكن لا يُقال : أخرجه ابن المهدي ؛ فضلًا عن أنه لا يُقال ابن المهدي بالتعريف المهدي ؛ لأن عبد الرحمن بن مهدي إن كان يعني كاتب هذه الورقة هو عبد الرحمن بن مهدي ؛ ليس له كتاب ابن مهدي حتَّى يُقال : أخرجه ابن مهدي .
وهنا أذكِّر في الفرق بين قول مَن يقول : رواه ابن مهدي ، وأخرجه ابن مهدي ؛ الفرق أنَّ كلَّ مَن أخرج حديثًا فقد رواه ، وليس كلُّ مَن روى حديثًا أخرجه ؛ لأن هذا اصطلاح عند المحدِّثين يقولون : أخرجه فلان يعني من مجموعة أحاديثه التي كانت مجموعةً في قصاصات من الورق أو كراريس من الورق ، ثم أخرج أحاديث معيَّنة ووضعها في كتاب ، أخرجه من المجموعة التي عنده وروى الحديث في كتاب من كتبه ، أما من كان راويًا من رواة الحديث وليس له مصنَّف أو مؤلَّف ؛ فلا يجوز أن يُقال فيه : أخرجه ، خلِّينا نرتفع إلى عبد الله بن مسعود هنا ؛ لا يصح أن نقول : أخرجه عبد الله بن مسعود ، وإنما نقول رواه عبد الله بن مسعود وأنت نازل ، رواه عن عبد الله بن مسعود عاصم بن زر ؛ فلا يُقال : أخرجه عاصم بن زر ، لكن يُقال : رواه عاصم بن زر ، وهكذا وأنت نازل حتى يأتي إلى عبد الرحمن بن مهدي ، ليس لعبد الرحمن هذا كتاب ؛ فلا يصح أن يُقال : أخرجه ابن مهدي ، يمكن أن يُقال : رواه ابن مهدي أو أخرجه فلان عن ابن مهدي ؛ هذا من حيث التَّنبيه على الفرق بين أخرجه وبين رواه ، أما الحديث هذا هذا لا يحضرني حال إسناده ، فلو عزاه إلى كتاب كان أولى لعلَّنا نتمكَّن من مراجعته .