قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديِّين من بعدي ) ، ثم جاء في حديث آخر عند الترمذي قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( اقتدوا باللذين من بعدي ؛ أبي بكر وعمر ) ؛ فلماذا عمَّم في الحديث الأول وخصَّص في الحديث الآخر ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : فضيلة الشيخ - حفظك الله - ، يقول السائل : قال - صلى الله عليه وسلم - : عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، ثم جاء في حديث آخر عند الترمذي قوله - صلى الله عليه وسلم - : اقتدوا باللذين من بعدي ؛ أبي بكر وعمر ؛ فلماذا عمَّم في الحديث الأول وخصَّص في الحديث السابق ؛ نرجو التوضيح ، وجزاك الله خيرًا ؟
الشيخ : لا تخالف بين الحديثين ؛ لأن الأقلَّ لا يخالف الأكثر ، نحن ذكَّرناكم بالحديث الأول تفرُّق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ؛ إحداها هي الفرقة الناجية ، وعلامتها أن تكون متمسِّكة بما كان عليه رسول الله وأصحابه ؛ فشمل الصحابة ، ثم ذكرنا لكم الحديث الثاني : عليكم بسنَّتني وسنة الخلفاء الراشدين فدخل هؤلاء في أصحابي ، وهم أفضلهم ، ثم جاء هذا الحديث الذي سأل عنه السائل ففيه أن هؤلاء - أيضًا - لهم مكانة خاصَّة من بين الصحابة من بعد الخلفاء الراشدين ، فصار مجموع من خُصِّصوا بالذِّكر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في هذا الحديث وذاك ستَّة ، وهم من أصحابه - عليه السلام - الذين ذُكِروا في الحديث الأول ، أما التخصيص بالذكر ؛ فلا شك أنَّ ذلك أسلوب عربي معروف عند أهل العربية ؛ أن تخصيص الشيء بالذِّكر يعني تنبيه السامعين على خصوصيَّة لهذا الشيء المُخصَّص ؛ فحينما ذكر سنَّته وقَرَنَ معهم الخلفاء الأربعة ؛ ففي ذلك تنبيه قوي إلى فضيلة الخلفاء الراشدين ، فلا غرابة أنهم كانوا من العشرة المبشَّرين بالجنة ، ثم لما خصَّص ابن مسعود ومَن معه في التنبيه على أنهما لهم - أيضًا - مكانة في الصحبة وفي العلم بمَا كان عليه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ، هذا أسلوب معروف .
كما نعود لنقول : لماذا خصَّص الصحابة في ذاك الحديث من بين القرون التي تأتي بعد الصحابة ، وقد شملهم جميعًا في الحديث الصحيح ، بل المتواتر : خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ففي هذا الحديث ذكر ثلاثة قرون ، في حديث الفِرَق ذكر القرن الأول ، لماذا خصَّهم بالذكر ؟ لأنهم أفضل القرون التالية ، وهكذا ؛ فتخصيص الشَّخص أو الجماعة أو أي شيء أو أي حكم بالذكر يدلُّ على أن له عناية خاصَّة في الشرع ، من أشهر الأمثلة التي تقرِّب إليكم هذا الذي نقول قول الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - : الحجُّ عرفة ، الحج عرفة مَن لم يكن عارفًا بهذا الأسلوب الذي لَفَتُّ النظر إليه آنفًا يُفهم أن الإنسان إذا وقف بعرفات فلا ... الحج ، فليس عليه طواف ، ولا عليه سعي ؛ لأن الرسول حَصَرَ الحج في الوقوف بعرفة ، والأمر ليس كذلك ، إذًا لماذا ذكر الرسول الحجَّ دون سائر الأركان والفرائض ؟ قالوا : ذلك تنبيه منه - عليه الصلاة والسلام - لأن الوقوف بعرفة هو من أعظم أركان الحج ، ولا يصح الحج إلا بالوقوف في عرفة .
غيره ؟
الشيخ : لا تخالف بين الحديثين ؛ لأن الأقلَّ لا يخالف الأكثر ، نحن ذكَّرناكم بالحديث الأول تفرُّق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ؛ إحداها هي الفرقة الناجية ، وعلامتها أن تكون متمسِّكة بما كان عليه رسول الله وأصحابه ؛ فشمل الصحابة ، ثم ذكرنا لكم الحديث الثاني : عليكم بسنَّتني وسنة الخلفاء الراشدين فدخل هؤلاء في أصحابي ، وهم أفضلهم ، ثم جاء هذا الحديث الذي سأل عنه السائل ففيه أن هؤلاء - أيضًا - لهم مكانة خاصَّة من بين الصحابة من بعد الخلفاء الراشدين ، فصار مجموع من خُصِّصوا بالذِّكر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في هذا الحديث وذاك ستَّة ، وهم من أصحابه - عليه السلام - الذين ذُكِروا في الحديث الأول ، أما التخصيص بالذكر ؛ فلا شك أنَّ ذلك أسلوب عربي معروف عند أهل العربية ؛ أن تخصيص الشيء بالذِّكر يعني تنبيه السامعين على خصوصيَّة لهذا الشيء المُخصَّص ؛ فحينما ذكر سنَّته وقَرَنَ معهم الخلفاء الأربعة ؛ ففي ذلك تنبيه قوي إلى فضيلة الخلفاء الراشدين ، فلا غرابة أنهم كانوا من العشرة المبشَّرين بالجنة ، ثم لما خصَّص ابن مسعود ومَن معه في التنبيه على أنهما لهم - أيضًا - مكانة في الصحبة وفي العلم بمَا كان عليه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ، هذا أسلوب معروف .
كما نعود لنقول : لماذا خصَّص الصحابة في ذاك الحديث من بين القرون التي تأتي بعد الصحابة ، وقد شملهم جميعًا في الحديث الصحيح ، بل المتواتر : خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ففي هذا الحديث ذكر ثلاثة قرون ، في حديث الفِرَق ذكر القرن الأول ، لماذا خصَّهم بالذكر ؟ لأنهم أفضل القرون التالية ، وهكذا ؛ فتخصيص الشَّخص أو الجماعة أو أي شيء أو أي حكم بالذكر يدلُّ على أن له عناية خاصَّة في الشرع ، من أشهر الأمثلة التي تقرِّب إليكم هذا الذي نقول قول الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - : الحجُّ عرفة ، الحج عرفة مَن لم يكن عارفًا بهذا الأسلوب الذي لَفَتُّ النظر إليه آنفًا يُفهم أن الإنسان إذا وقف بعرفات فلا ... الحج ، فليس عليه طواف ، ولا عليه سعي ؛ لأن الرسول حَصَرَ الحج في الوقوف بعرفة ، والأمر ليس كذلك ، إذًا لماذا ذكر الرسول الحجَّ دون سائر الأركان والفرائض ؟ قالوا : ذلك تنبيه منه - عليه الصلاة والسلام - لأن الوقوف بعرفة هو من أعظم أركان الحج ، ولا يصح الحج إلا بالوقوف في عرفة .
غيره ؟
الفتاوى المشابهة
- حكم اتباع سنة الخلفاء الراشدين - ابن عثيمين
- معنى حديث فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين - الفوزان
- .شرح قول المصنف : واتباع وصية رسول الله صلى... - ابن عثيمين
- كيف يمكن حصر اتباع سنة الخلافاء الراشدين في ال... - الالباني
- حديث : "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشديين ا... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف: " الباب الأول فيما يجب على ا... - ابن عثيمين
- ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وسنة... - الالباني
- شرح حديث ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين )... - الالباني
- كيف يمكن حصر اتباع سنَّة الخلافاء الراشدين في... - الالباني
- لماذا عمم صلى الله عليه وسلم في حديث ( عليكم ب... - الالباني
- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( عليكم... - الالباني