السائل : أنا جالس معك .

الشيخ : ماشاء الله .

السائل : وكنت تدرس وخلال الدرس حضر شيء عندي فلما أنت رأيت الحركة بديت ... ثم خرج ، فأنا قلت للإخوان ... ... رحمة الله عليه في فتح الباري في باب السحر الذي ... ابن حجر بخصوص فك المربوط عند الكهان هل يعمم على جميع أنواع السحر ؟

الشيخ : والله أنا ما فهمت بارك الله فيك ولا أريد أن أزعجك ، جاء في فتح الباري ماذا ؟

السائل : في باب فك السحر .

الشيخ : فك السحر .

السائل : ونقل " عن سعيد ابن المسيب رحمة الله عليه أنه عندما سئل : هل يذهب بالمربوط إلى الكهان قال : لا بأس إنما حرم الله الضار وليس النافع " هل يعمم على جميع السحر ولا فقط الربط ؟

الشيخ : أولًا : الذهاب الكهان هذا لا يجوز ، ولكن لعل سعيد بن السيب يعني بالكهان ليس أولئك الذين يتصلون بالجن يتخذون قرينًا من الجن ويعتمدون على أخبارهم التي يغلب عليها الكذب كما هو معلوم في الحديث الصحيح وإنما ، أقول لعل ، وإنما يعني بالكهان أولئك الذين يتعاطون نوعًا من المعالجات مما يسمى بالطب العربي ، أما أن يستعان بالكاهن على اعتبار أنه كاهن له اتصال بالجان فهذا لا يجوز ، لأنك تعلم قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : مَن أتى كاهنًا فصدَّقَه بما يقول ؛ فقد كفر بما أنزل على محمد وتعلم - أيضًا - أن النبي - صلى الله عليه وآله سلم - : نهى عن الدواء الخبيث فهذا الكاهن إذا وصف لك دواءً ... بمن تظن سحرك ... ذلك فهذا ما أظنه سعيد بن السيب يجيزه .

السائل : ولكن عندما سئل أن السحر قد حرمه الله فقال : " إنما حرم الله الضار " يعني أن الكاهن فيما ينفع الناس هذا المفهوم لا بأس .

الشيخ : لكن الكاهن ينفع الناس بماذا ؟

السائل : محاربة الجن بالجن .

الشيخ : إي لا ، لا يجوز ، هل الغاية تبرر الوسيلة ؟ الجواب لا ، بداهة ، إلا على مذهب واحد ، هو مذهب أبي نواس الذي يقول : " وداوني بالتي كانت هي الداء " ؛ ولذلك قدمت لك آنفًا نهي الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الدواء الخبيث ، هذا حديث والحديث الأشهر من هذا هو أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سُئِل من بعض اليمانيين الذين يعيشون في بلاد باردة من اليمن أنهم يتداوون بالخمر ؛ فهل يجوز لهم ذلك ؟ قال : إنها داء وليس بدواء ؛ فإذًا " وداوني بالتي كانت هي الداء " ، هذا ما يجوز إلا على مذهب أبي نواس ، فإذًا إتيان الكهان لا يجوز بأي وجه من الوجوه ابدأ من هنا سعيد بن المسيَّب أو المسيِّب الكهان في مثل كهان آخر الزمان الذين اتخذوا الدجل مهنة على الناس .

السائل : لكن الكاهن هو الكاهن .

الشيخ : نعم .

السائل : الكاهن هو دجال في زمن ابن المسيب وفي زمننا .

الشيخ : نعم لكن في دجل أكثر من دجل ، ثم إذا قلنا بأن الدجل واحد هل يغلب على ظنِّك أن سيد التابعين يفتي بمثل هذه الفتوى .

السائل : نقله ابن حجر .

الشيخ : وما ينقله ابن حجر هو تنزيل من حكيم حميد ؟ لا .

السائل : أنا فهمت أن ابن حجر ذهب إلى هذا القول .

الشيخ : ذهب إلى عدم ، إلى هذا القول .

السائل : لعلي فهمت هذا .

الشيخ : الخطب سهل جدًّا ، آسعيد بن المسيب أفقه وأعلم أم ابن حجر ؟

السائل : سعيد .

الشيخ : طيب ، فإذا قلنا في سعيد ما قلناه نقوله من باب أولى ما قلناه في ذاك نقوله في هذا ، المهم - بارك الله فيك - أن المسلم لا ينسى القاعدة وهي : فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ، فأنا قبل كل شيء أستبعد جدًّا جدًا جدًّا أن سعيد ابن المسيب يفتي بمثل هذه الفتوى بما نعرف من علمه وفقهه ويكفي أنه سيد التابعين . ثانيًا : هذا الاستبعاد ينشأ من ناحيتين اثنتين : الناحية الأولى : أنني أعرف بممارستي للرويات سواء ما كان منها أحاديث نبوية أو آثار سلفية أن العلماء والمحدثين ومنهم ابن حجر العسقلاني لا يهتمون بنقل الآثار السلفية إسنادًا كما يهتمون بنقل الأحاديث النبوية .