السائل : في - مثلًا - اللي يقول الفروغ هذا ما فيه شيء ؛ بيقول لك : إحنا لو أنا في منطقة غير تجارية أو في منطقة ما عليها طلب ما نطلب فروغية ، نطلب لأنُّو المنطقة فيها حركة كثيرة منفعة كثيرة ، فنطلب هذا الكلام من هذا الباب يعني .

الشيخ : هذا الكلام - بارك الله فيك - لا معنى تحته ، هل هذا الكلام يجيب عمَّا بيَّنته آنفًا ؟ يعني هذا المكان في منطقة تجارية ؛ هل لا يرد عليه ما قلته آنفًا ؟ نحن نقول لهذا المالك لهذا المكان في أرقى منطقة تجارية : الفروغيَّة التي تطلبها مقابل ماذا ؟ ما فيش فرق يعني كون المكان كون الدكان في مكان تجاري ومركز تجاري هام أو من أطراف البلد ما في فرق يعني ، نحن نريد أن نفهم لماذا هذه الفروغيَّة ؟ بعض الناس يقولون كلام قد يكون معقول بعض الشيء ، ولكن لا يبرِّر ارتكاب هذا الحرام ؛ يقولوا أنُّو اليوم المستأجرين عم بيتصرَّفوا بالمؤجَّر كما لو كانوا إيش ؟ مالكين ، وهذا له وجاهة هذا الكلام قلناه آنفًا أنُّو اليوم الناس لا يتعاملون بالأحكام الشرعية ، من هذه الأحكام الشرعية المؤمنون عند شروطهم ، هذا المكان يجب أن يكون إيجاره واستئجاره بشروط واضحة ؛ لأن البيان يطرد الشيطان ، والمؤمنون عند شروطهم .
يجب أن يُنَصَّ - مثلًا - أنُّو هذا المكان أجرته السنوية كذا ، ويُجدَّد هذا العقد كل سنة ، كل سنتين ، كل خمس سنوات ، إلى آخره ؛ هذا لا يفعلونه اليوم ؛ ولذلك المستأجر أصبح كأنه مالك ، وقعت عندنا حوادث في سوريا يعني مكان ممكن أصغر من هذا المكان نحن فيه أخذ فروغية المستأجر ملايين . المستأجر أخذ ملايين ، يمكن ما كسب هالملايين كلها طيلة حياته هاللي كان مستأجر فيه هذا العقار ، بأنو حق أخذ هذا المال ؟ بالباطل ، يأكلون أموال الناس بالباطل .
فالشاهد نحن نقول ... بينهما شرطًا شرعيًّا ، فيمكن أن يُؤخذ ما يسمَّى اليوم بالفروغية رهن ، رهن مش فروغية تحلُّ له حلالًا زلالًا كما لو كانت أجرة ، الرهن هذا عندنا لما بيجي وقت الإفراغ المتفقين عليه وما أنت بتخرج هذا أنا باخذوا مقابل الضَّرر الذي سيلحقني بسبب إخلالك بالوفاء بالشرط الذي اتَّفقنا عليه .

سائل آخر : السلام عليكم ورحمة الله .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
وهذا في الواقع بيذكِّرنا أنُّو ما من مشكلة تقع في الدنيا وإلا ولها حلَّان ، حل شرعي وحل غير شرعي ، فالناس يريدون الآن حلولًا غير شرعية ، ترى ما نستطيع أن نجد حلولًا شرعية ؟ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، لكن الناس ابتعدوا عن الشرع من الناحيتين ، الناحية العلمية ومن الناحية العملية ، فكثيرًا ما نعلم الشرع ثم نحيد عنه ، وأوضح مثال تشبُّه الرجال بالنساء وتشبُّه النساء بالرجال ؛ هذا أمر ما أحد يجهله ، لكنه مع ذلك عمَّ وطمَّ ، لكن هناك مسائل ما يعرفها حتى بعض الخاصة فضلًا عن العامة ؛ هذا شو سببه ؟ الابتعاد عن دراسة العلم الشرعي ، فإذًا نحن واقعون في مشكلتَين ؛ في الجهل بالعلم الصحيح ، والعمل ؛ ترك العمل بالعلم الصحيح ، وكلٌّ منهما مرُّ .
هذا جواب ذاك السؤال .