الشيخ : لا بد له من أن يغتسل غسل الجنابة ، غسل الجنابة طبعًا يجب أن نلاحظ فيه أنه ليس كغسل الجمعة ؛ لأنُّو غسل الجمعة غسل نظافة ، أما غسل الجنابة غسل تعبُّدي ، هو كما قال - عليه السلام - لما جاءه سائل وسأله عن الغسل ؛ قال : "أما أنا فأفيضُ على رأسي ثلاث حثيات ، فإذا أنا طاهر" . فغسل الجنابة ما يحتاج إلى وقت كثير ، فإذا اغتسل وكان ناوي أن يصلي في المسجد ، ثم ذهب إلى المسجد ؛ فإن وجدهم في الصلاة فَبِهَا ونعمت ، إن وجدتهم مصلِّين فقد كُتِبت له أجورهم غير منقوص .
السائل : ولو يخشى خروج الوقت شيخنا ؟
الشيخ : كيف ؟
السائل : ولو استيقظ وتأخَّر في الغسل بينما يسخِّن الماء ويتمُّ غسله حتى خرج الوقت وطلعت الشمس ؟
الشيخ : إي نعم .
السائل : أيضًا عليه ... .
الشيخ : هو الأمر هنا كما قال الصِّدِّيق الأكبر أبو بكر - رضي الله عنه - حينما صلَّى في زمن خلافته بالناس صلاة الفجر وأطال فيها القراءة ، قالوا له : " يا أبا بكر ، لقد أطلْتَ القراءة حتى كادت الشمس تطلع . قال : إن طلعت لم تجِدْنا غافلين " . فهذا الذي أنت تتحدَّث عنه هو في طاعة الله ؛ فلذلك ما دام أنه في طاعة الله وإن طلعَتْ فلا يضرُّه ذلك .
السائل : أما هذه الأمور اللي يقولوها بعض الناس لو كان واحد ضيف ... .
الشيخ : ناكت هذا ... يعني هذا اللي يقول هيك مثل إذا - لا مؤاخذة - تضايق وبدو يطلع يقضي الحاجة ، أعطونا طريق منشان نقضي حاجته فبيستحي ، طيب ؛ أنت شو رح تساوي ؟ مثل ما بيساووا كل الناس ! شي بدها حياء ولَّا ؟! خاصَّة حياء بدو يضيِّع فريضة من فرائض الله وهو الغسل ؛ فما يجوز ، هذا وهم من أوهام الشائع بين الناس .