ذكر بعض الآيات التي أشكلت على بعض الصحابة .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وقد يستغرب البعض حين أقول : إنه لا يستطيع أحدٌ أن ينفردَ أو أن يستقلَّ بفهم القرآن ولو كان أعربَ العرب وأفهَمَهم وألسنَهم وأكثرَهم بيانًا ، ومَن يكون أعربَ وأفهَمَ للغة العربية من أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الذين أُنزِلَ القرآن بلغتهم ؟ ومع ذلك فقد أشكلت عليهم بعض الآيات لم يفهَمُوها فتوجَّهوا إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بسؤاله عنها ، من ذلك ما أخرَجَه الإمام البخاري في " صحيحه " والإمام أحمد في " مسنده " عن عبد الله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لمَّا تَلَا على أصحابه قوله - تبارك وتعالى - : الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ "" وأولئك هم المهتدون "" ، شقَّت هذه الآية على أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كما شقَّ عليهم آيات أخرى ، لا لأنَّهم لم يفهموها كهذه ، وإنما لِمَا كان فيها من حُكمٍ فيه شيء من الشدة ، لست الآن في صدد ذلك ، وإنما أنا في صدد بيان ما أشكَلَ عليهم من هذه الآية الكريمة : الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ . قالوا : يا رسول الله ، وأيُّنا لم يظلم ؟!
وأيُّنا لم يظلم ؟! يعنون بذلك أنهم فَهِمُوا الظُّلم في هذه الآية الكريمة أنها تعني أيَّ ظلم كان ؛ سواء كان ظلم العبد لنفسه ، أو كان ظلم العبد لصاحبه أو لأهله أو نحو ذلك ، فبيَّنَ لهم الرسول - عليه السلام - أن الأمر ليس كما تبادر لأذهانهم ، وأن الظُّلم هنا إنما هو الظُّلم الأكبر وهو الإشراك بالله - عز وجل - ، وذكَّرَهم بقول العبد الصالح لقمان إذا قال لابنه : يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ، لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وإذا كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهم العرب الأقحاح أشكَلَ عليهم هذا اللفظ من هذه الآية الكريمة ، ولم يَزُلِ الإشكال عنهم إلا ببيان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ هذا هو الذي أشار الله - عز وجل - في الآية السابقة : وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ .
وأيُّنا لم يظلم ؟! يعنون بذلك أنهم فَهِمُوا الظُّلم في هذه الآية الكريمة أنها تعني أيَّ ظلم كان ؛ سواء كان ظلم العبد لنفسه ، أو كان ظلم العبد لصاحبه أو لأهله أو نحو ذلك ، فبيَّنَ لهم الرسول - عليه السلام - أن الأمر ليس كما تبادر لأذهانهم ، وأن الظُّلم هنا إنما هو الظُّلم الأكبر وهو الإشراك بالله - عز وجل - ، وذكَّرَهم بقول العبد الصالح لقمان إذا قال لابنه : يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ، لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وإذا كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهم العرب الأقحاح أشكَلَ عليهم هذا اللفظ من هذه الآية الكريمة ، ولم يَزُلِ الإشكال عنهم إلا ببيان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ هذا هو الذي أشار الله - عز وجل - في الآية السابقة : وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ .
الفتاوى المشابهة
- ما معنى قوله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ ع... - ابن باز
- باب : " باب الظلم ظلمات " شرح حديث جابر بن عبد... - الالباني
- هل يمكن تفسير القرآن الكريم باللغة العربية فقط ؟ - الالباني
- شرح قوله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن... - الالباني
- شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن... - الالباني
- تتمة الكلام عن سؤال هل يجوز تفسير القرآن بالاع... - الالباني
- هل ذكر الرسول صلى الله عليه و سلم بشكل جماعي... - ابن عثيمين
- ما المراد بالظلم في قول الله تبارك وتعالى : ((... - الالباني
- حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة ح قال و حدثن... - ابن عثيمين
- ذكر الشيخ لبعض الآيات التي أشكلت على بعض الصحا... - الالباني
- ذكر بعض الآيات التي أشكلت على بعض الصحابة . - الالباني