تم نسخ النصتم نسخ العنوان
معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ومَن لَم... - الالبانيالشيخ : ويظهر أثر هذا الدعاء النافع للمؤمنين الدعاء الذي دعا به رسولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على الكافرين بخلاف ذلك كله ؛ حيث قال - عليه الصلا...
العالم
طريقة البحث
معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ومَن لَم يُؤمِن بِكَ ، ولَم يشهَدْ أنِّي رسولُك ؛ فلا تُحَبِّبْ إليه لِقاءَكَ ، ولا تُسَهِّلْ عليه قضاءَك ، وأكثِرْ لَه مِنَ الدنيا ) ، وذكر مسألة : هل كل دعوة دعا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُستجاب له فيها ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ويظهر أثر هذا الدعاء النافع للمؤمنين الدعاء الذي دعا به رسولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على الكافرين بخلاف ذلك كله ؛ حيث قال - عليه الصلاة والسلام - : ومَن لَم يُؤمِن بِكَ ، ولَم يشهَدْ أنِّي رسولُك ؛ فلا تُحَبِّبْ إليه لِقاءَكَ ، ولا تُسَهِّلْ عليه قضاءَك ، وأكثِرْ لَه مِنَ الدنيا .
وكأنَّ هذا الدعاء من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هو من الأدعية التي استجابَ الله - عز وجل - دعاءه - عليه السلام - ؛ لأنه = -- ... -- = لأنه ليس من الضروري أن كلَّ دعوةٍ يدعو بها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن تكون هذه الدعوة مستجابة ؛ خلاف ما يقوم في أذهان بعض الناس ممَّن يعالجون الأحكام الشرعية بأهوائهم ، أو على الأقل بعواطفهم . ليس كلُّ دعوة يدعو بها الرسول - عليه السلام - من الضروري أن يستجيبَها الله له ، وإن كان الأمر الغالب هو كذلك ؛ ولذلك قال - عليه الصلاة والسلام - - وهذا من فضله ورحمته ورأفته بأمَّته - قال : إن لكل نبيٍّ دعوةً مستجابةً ، وإني خبَّأتُ دعوتي شفاعةً لأمَّتي يوم القيامة ؛ فهي نائلة - إن شاء الله - كلَّ مَن ماتَ وهو يشهد أن لا إله إلا الله . فهذه الدعوة مستجابة يقينًا ؛ ولذلك فرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عرف كيف يُحسِنُ استعمالها ، وعرف أين يضَعُها الموضع اللَّائق بها ، فقال : خبَّأتُ دعوَتِي شفاعةً لأمتي يوم القيامة . أما سائر الدعوات فقد تُستجاب وقد لا تُستجاب ، ومن الأدعية المشهورة التي لم يستجِبْها ربنا - تبارك وتعالى - لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم - لحكمةٍ يعلمها أنه دعا أن لا يجعل بأس أمَّته بينهم شديدًا ، فلم يُقبَلْ ذلك منه - عليه السلام - .
أقول : الظاهر أن هذا الدعاء - الذي هو موضع درسنا الليلة - ممَّا استجابه الله - عز وجل - لنبيِّه ؛ لأن معناه في كلٍّ من الفقرتين ؛ الفقرة الأولى المتعلقة بالمؤمن ، والفقرة الأخرى المتعلقة بالكافر ، معنى هذه ومعنى هذه متجلٍّ في المؤمن وفي الكافر ، وهذا - كما قلنا - بالنسبة للفقرة الأولى أمر غالبي ، أما فيما يتعلق بالكافر ربنا - عز وجل - قد ذَكَرَ في كتابه ما يمكن اعتباره تأييدًا أو شرحًا لجملةٍ في هذا الحديث ؛ ألا وهو قوله - تبارك وتعالى - : وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ، هذا الضَّنك الذي يعيشه الكافر وأجلى ما تجلَّى هذا الضَّنك إنما هو في هذا العصر الحاضر الذي كان من المفروض أن ينالَ الكافر فيه حظوَتَه من المتعة والراحة ؛ بسبب ما قُيِّضَ له من وسائل من مخترعات وابتكارات تسهِّل له ذلك ، ولكنَّ ذلك كله انقلب عليه بسبب كفره ؛ ولذلك قال - عليه السلام - : ومن لم يؤمِنْ بك ، ولم يصدِّق به - عليه السلام - فلا تسهِّل عليه قضاءك ؛ فهو لا يرضى بقضائه مهما كانت صعوبته قليلة ، ويأخذ ويشتم ويضطرب و و ، وحياته كلها تنكرب ، هذا ظاهر جدًّا ؛ فهو مصداق الآية السابقة أوَّلًا ، ولهذا الحديث الصحيح ثانيًا .
ومَن لَم يُؤمِن بِكَ ، ولَم يشهَدْ أنِّي رسولُك ؛ فلا تُحَبِّبْ إليه لِقاءَكَ كما قال - تعالى - : وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ بخلاف المؤمن كما هو معروف في سيرة السلف الصالح .
فلا تُحَبِّبْ إليه لِقاءَكَ ، ولا تُسَهِّلْ عليه قضاءَك فهو ضيِّق دائمًا .
وأكثِرْ لَه مِنَ الدنيا ، وهل أكثر من هذه الدنيا التي ترونها اليوم عند الكفار ؟!

Webiste