تتمة شرح حديث أبي هريرة : ( فَقَالَ أَحَدُهُم : اللَّهُمَّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أَنَّهُ كانَتِ امرَأَةٌ تُعجِبُنِي ، فَطَلَبْتُهَا ، فَأَبَتْ عَلَيَّ ، فَجَعَلْتُ لَهَا جُعلًا ، فَلَمَّا قَرَّبَتْ نَفسَهَا تَرَكتُهَا ) .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : فقال أحدهم : اللَّهُمَّ إِن كُنتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كانَتِ امرَأَةٌ تُعجِبُنِي ، فَطَلَبْتُهَا ، في حديث ابن عمر أنها كانت قريبة له ؛ كان لي ابنة عمٍّ ، يقول هناك : أحبَبْتُها كأشدِّ ما يحبُّ الرجالُ النساءَ . وهذا أوضح من حديث : تُعجِبُنِي ، ما مبلغ هذا الاستحسان والعجب ؟ قال : أحبَبْتُها كأشدِّ ما يحبُّ الرجالُ النساءَ . وسيظهر أثر هذا الحبِّ الشديد في خوفه من الله - عز وجل - حينما أمسَكَ نفسه عنها ، فَطَلَبْتُهَا ، فَأَبَتْ عَلَيَّ ، فَجَعَلْتُ لَهَا جُعلًا ؛ يعني تعويض لِتسليمها نفسها له ، فيُعطيها مقابل ذلك مالًا ، وكان هذا المال مئة دينار كما جاء في بعض طرق حديث ابن عمر . فَلَمَّا قَرَّبَتْ نَفسَهَا ، يقول هناك : فلما وقعْتُ بين رجلَيها قالت : يا عبدَ الله ، اتَّق الله ولا تفتَحِ الخاتمَ إلا بحقِّه ؛ فقمْتُ عنها . هنا يقول : فَلَمَّا قَرَّبَتْ نَفسَهَا تَرَكتُهَا . هنا فيه إجمال ، هناك فيه تفصيل ، وهكذا يمكن استجماع القصة بأكملِ وجهٍ من مجموع الروايات التي ورَدَتْ فيها .
قال هذا الداعي الأول : فَإِن كُنْتَ يخاطب ربَّه ، فَإِن كُنْتَ تَعلَمُ أَنِّي إِنَّما فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحمَتِكَ وَخَشيَةَ عَذَابِكَ ؛ فافرُجْ عَنَّا ؛ إن كنت تعلم أني أعرضْتُ عن هذه الفتاة ، وزيادة عن ذلك أنني تركتُ لها المال الذي قدَّمتُه إليها في سبيل أن أحظى منها بشهوتي ، فتركت ذلك كله ؛ يعني لوجهك وخوفًا منك ، ولكنه يخشى أن يكون واهمًا في أن يكون تَرَكَ ذلك خوفًا من الله ؛ ولذلك يقول : فَإِن كُنْتَ اللهم تَعلَمُ أَنِّي إِنَّما فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحمَتِكَ وَخَشيَةَ عَذَابِكَ ؛ فافرُجْ عَنَّا ، فَزَالَ ثُلُثُ الحَجَرِ أي : تزحزحت الصخرة التي كانت سدَّت عليهم فمَ الغار بمقدار الثلث المسافة التي فيها يمكِنُهم أن يخرجوا من الغار .
قال هذا الداعي الأول : فَإِن كُنْتَ يخاطب ربَّه ، فَإِن كُنْتَ تَعلَمُ أَنِّي إِنَّما فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحمَتِكَ وَخَشيَةَ عَذَابِكَ ؛ فافرُجْ عَنَّا ؛ إن كنت تعلم أني أعرضْتُ عن هذه الفتاة ، وزيادة عن ذلك أنني تركتُ لها المال الذي قدَّمتُه إليها في سبيل أن أحظى منها بشهوتي ، فتركت ذلك كله ؛ يعني لوجهك وخوفًا منك ، ولكنه يخشى أن يكون واهمًا في أن يكون تَرَكَ ذلك خوفًا من الله ؛ ولذلك يقول : فَإِن كُنْتَ اللهم تَعلَمُ أَنِّي إِنَّما فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحمَتِكَ وَخَشيَةَ عَذَابِكَ ؛ فافرُجْ عَنَّا ، فَزَالَ ثُلُثُ الحَجَرِ أي : تزحزحت الصخرة التي كانت سدَّت عليهم فمَ الغار بمقدار الثلث المسافة التي فيها يمكِنُهم أن يخرجوا من الغار .
الفتاوى المشابهة
- شرح حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : ( خَرَجَ... - الالباني
- شرح حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : ( خَرَجَ... - الالباني
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح قوله : ( وقال الثالث اللهم إن كنت تعلم أني... - الالباني
- تتمة شرح حديث أبي هريرة : ( وَقَالَ الثَّالِثُ... - الالباني
- تتمة شرح حديث أبي هريرة : ( وَقَالَ الثَّالِثُ... - الالباني
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله ص... - الالباني
- تتمة شرح "......فادعوا الله بأوثق أعمالكم فقال... - الالباني
- شرح قوله : ( فقال أحدهم اللهم إن كنت تعلم أنه... - الالباني
- تتمة شرح حديث أبي هريرة : ( فَقَالَ أَحَدُهُم... - الالباني
- تتمة شرح حديث أبي هريرة : ( فَقَالَ أَحَدُهُم... - الالباني