تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح "......فادعوا الله بأوثق أعمالكم فقال... - الالبانيالشيخ : فحينما يقول أحدهم وهم في الغار  فادعوا الله بأوثق أعمالكم  يعني بأخلص عمل صالح فعلتموه وشعرتم بأنّكم فعلتموه و أنتم راغبون به فيما عند الله عز و...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح "......فادعوا الله بأوثق أعمالكم فقال أحدهم اللهم إن كنت تعلم أنه كانت لي امرأة تعجبني فطلبتها فأبت علي فجعلت لها جعلا فلما قربت نفسها تركتها فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان فكنت أحلب لهما في إنائهما فإذا أتيتهما وهما نائمان قمت حتى يستيقظا فإذا استيقظا شربا فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر وقال الثالث اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يوما فعمل لي نصف النهار فأعطيته أجرا فسخطه ولم يأخذه فوفرتها عليه حتى صار من ذلك المال ثم جاء يطلب أجره فقلت خذ هذا كله ولو شئت لم أعطيه إلا أجره الأول فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال الحجر وخرجوا يتماشون رواه ابن حبان في صحيحه ورواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث ابن عمر بنحوه وتقدم
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : فحينما يقول أحدهم وهم في الغار فادعوا الله بأوثق أعمالكم يعني بأخلص عمل صالح فعلتموه وشعرتم بأنّكم فعلتموه و أنتم راغبون به فيما عند الله عز و جلّ فإذن هذا الحديث فيه شرعية التوسل بالعمل الصالح و الآية السابقة فيها شرعية التوسّل باسم من أسماء الله تبارك و تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وهنا ادعوه بعمل صالح لكم و هناك توسل آخر مشروع ثابت في الكتاب و السّنّة ألا وهو توسل المسلم بدعاء أخيه الصالح يظن فيه الصلاح و يأمل أن يستجاب منه الدعاء فهذا أيضا مشروع و ما سوى ذلك من التوسّلات التي اشتهرت في القرون المتأخرة لتأخّرهم عن الكتاب و السّنّة علما و عملا فليس لها أصل إطلاقا و لم يقل بشيء منها أحد من الأئمة المجتهدين وقد فصّلت القول على هذه التوسلات المشروعة و غير المشروعة في رسالتي الخاصة في التوسل فيمكن الرجوع إليها لمن شاء التوسّع ، فقال أحدهم اللهم إن كنت تعلم أنه كانت لي امرأة تعجبني فطلبتها في حديث بن عمر أنها كانت قريبة له كان لي ابنت عم يقول هناك أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء وهذا أوضح من حديث تعجبني ، ما مبلغ هذا الإستحسان والعجب ؟ قال أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء و سيظهر أثر هذا الحب الشديد في خوفه من الله عز و جلّ حينما أمسك نفسه عنها ... فطلبتها فأبت علي فجعلت لها جعلا يعني تعويضا لتسليمها نفسها له فيعطيها مقابل ذلك مالا و كان هذا المال مائة دينار كما جاء في بعض طرق حديث بن عمر ... فلما قرّبت نفسها يقول هناك فلما وقعت بين رجليها قالت يا عبد الله اتق الله و لا تفتح الخاتم إلا بحقّه فقمت عنها هنا يقول فلما قربت نفسها تركتها هنا فيه إجمال هناك فيه تفصيل وهكذا يمكن استجماع القصة بأكمل وجه من مجموع الروايات التي وردت فيها قال هذا الداعي الأول فإن كنت يخاطب ربه فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا إن كنت تعلم أني أعرضت عن هذه الفتاة وزيادة عن ذلك أنني تركت لها المال الذي قدّمته إليها في سبيل أن أحضى منها بشهوتي فتركت ذلك كلّه يعني لوجهك و خوفا منك ولكنه يخشى أن يكون واهما في أن يكون ترك ذلك خوفا من الله ولذلك يقول فإن كنت اللهم تعلم إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر أي تزحزحت الصخرة التي كانت سدّت عليهم فم الغار بمقدار الثلث المسافة التي فيها يمكنهم أن يخرجوا من الغار وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان فكنت أحلب لهما في إنائهما فإذا أتيتهما وهما نائمان قمت حتى يستيقظا فإذا استيقظا شربا يصف هنا مدى خدمته لأبويه مهما تطلب ذلك صبرا منه حتى كان يأتي بالإناء الذي فيه الحليب فإذا وجدهما نائمين لا يوقظهما محافظة على راحتهما و نومهما و إنما يظل قائما حتى يستيقظا فيجمع بين راحتهما في النوم و الشرب من الحليب ، في حديث بن عمر يفصّل هذه الفقرة من هذا الحديث يقول فنأى بي ذات يوم الشجر أي خرج في طلب المرعى و الكلأ و الحشيش فأبعد عن القرية كثيرا على خلاف عادته فما رجع و إلا وقد أمسى قال فحلبت كما كنت أحلب و جئت بالحلاب فوجدتهما قد ناما فهذا وصف دقيق جدّا لحالته النفسية بين حقّ أبويه و حق أولاده قال فوجدتهما قد ناما فقمت عند رؤوسهما أخشى أن أوقظهما من نومهما و الصبية يتضاغون من الجوع عند قدميّ فهو متردد بين إيقاظهم من أجل أن يبدأ بإسقائهما قبل الصبيان وفي هذا إزعاج لهما إذا ما أيقظهما ومن جهة أخرى الصبية يصيحون جوعا فكأنه يقول ماذا أفعل أوقظهما ؟ لا ، لازم يتقدموا على الأولاد ، أترك الأولاد ؟ الأولاد يصيحون و يبكون قال في حديث بن عمر فلم يزل ذلك دأبي و دأبهم حتى طلع الفجر هذا هو الجهاد في سبيل إرضاء الوالدين يقول في تضرّعه وفي مناجاته لربّه اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدين فكنت أحلب لهما في إنائهما فإذا أتيتهما وهما نائمان قمت حتى يستيقظا فإذا استيقظا شربا فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر يعني الثاني و قال الثالث اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يوما فعمل إلى نصف النهار في هذا الحديث فائدة هناك في حديث بن عمر ليس فيه بيان مقدار العمل هنا فيه تحديد أنه عمل إلى نصف النهار فأعطيته أجرا فسخطه ولم يأخذه فوفرتها عليه حتى صارت ذلك المال هنا أيضا إيجاز و اختصار حتى صارت ذلك المال ماهو هذا المال ؟ جاء بيانه في حديث بن عمر أنه قال فلم أزل أزرعه يعني أجر ذلك الرجل الذي كان فرقا من أرز وعاء صغير اسمه الفرق كان أجره هذا الفرق من أرز فلما لم يقبل هذا العامل هذا الأجر وانصرف مغضبا قال هذا السيد صاحب الأرض فلم أزل أزرعه أي ذلك الفرق من الأرز حتى جمعت منه بقرا و رعائها هذا الذي وفّره الرجل من ذلك الفرق وفّر و تجمّع عنده بقر و رعيان لهم فيقول في حديث بن عمر ثم جاءني فقال يا عبد الله أعطني حقّي و حقّه الفرق من أرز فقلت له انظر إلى تلك البقر اذهب فخذها قال يا عبد الله لا تستهزئ بي إنما لي عندك فرق من أرز أنت تقول لي خذ ... من البقر قال اذهب فخذها فإنما تلك البقر من ذاك الفرق يقول هنا في دعائه فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فقبل ذلك يقول فقلت خذ هذا كله ولو شئت لم أعطه إلا أجره الأول هذه نقطة مهمة جدا الرجل ترك عنده أجره الذي هو فرق من أرز و لم يتّفق معه ... مع بركة الله عز و جل في هذا المال فرجع يطلب حقّه ما هو الحق ؟ فرق من أرز يقول أعطيت كل الذي وفّرت من هذا الفرق و لو شئت لم أعطه إلا حقّه أي هذا الفرق أي إنه قادر على أن لا يعطيه ما وفّره إياه في هذه المدّة الطويلة ولكنه رأى من كرم نفسه أن يقدّم له كل الذي حصل من ذلك المال الأول فيقول فإن كنت اللهم تعلم أني فعلت ذلك هناك يقول ابتغاء مرضاتك هنا يقول رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال الحجر وخرجوا يتماشون رواه بن حبان في صحيحه بهذا اللفظ وفيه كما رأيتم بعض الفوائد التي لم تذكر في حديث بن عمر و في الدرس الآتي إن شاء الله أحاديث أخرى في هذا الباب فنكتفي بهذا المقدار و الحمد لله رب العالمين .

Webiste