تتمة شرح حديث أبي هريرة : ( وَقالَ الآخَرُ : اللَّهُمَّ إِن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كانَ لِي وَالِدَانِ ، فَكُنْتُ أَحلُبُ لَهُمَا في إِنَائِهِمَا ، فَإِذَا أَتَيْتُهُمَا وَهُمَا نَائِمَانِ قمْتُ حَتَّى يَستَيقِظَا ، فَإِذَا استَيقَظَا شَرِبَا ) .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وَقالَ الآخَرُ : اللَّهُمَّ إِن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كانَ لِي وَالِدَانِ ، فَكُنْتُ أَحلُبُ لَهُمَا في إِنَائِهِمَا ، فَإِذَا أَتَيْتُهُمَا وَهُمَا نَائِمَانِ قمْتُ حَتَّى يَستَيقِظَا ، فَإِذَا استَيقَظَا شَرِبَا يصف هنا مدى خدمتِه لأبويه مهما تطلَّب ذلك صبرًا منه حتى كان يأتي بالإناء الذي فيه الحليب ، فإذا وجدَهما نائمَين لا يوقظهما محافظةً على راحتهما ونومهما ، وإنما يظلُّ قائمًا حتى يستيقظا فيجمع بين الراحة في النوم والشُّرب من الحليب .
في حديث ابن عمر يفصِّل هذه الفقرة من هذا الحديث يقول : فنأى بي ذاتَ يومٍ الشجر أي : خرج في طلب المرعى والكلأ والحشيش ، فأبعَدَ عن القرية كثيرًا على خلاف عادته ، فما رجع وإلا وقد أمسى ، قال : فحلبْتُ كما كنت أحلبُ ، وجئت بالحلاب ، فوجدتهما قد نامَا ؛ فهذا وصف دقيق جدًّا لحالته النفسية بين حقِّ أبويه وحقِّ أولاده ، قال : فوجَدْتُهما قد ناما ، فقمْتُ عند رؤوسِهما أخشى أن أوقِظَهما من نومهما ، والصِّبية يتضاغَون من الجوع عند قدميَّ ، فهو متردِّد بين إيقاظهم منشان يبدأ من أجل يبدأ بإسقائهما قبل الصبيان ، وفي هذا إزعاجٌ لهم إذا ما أيقظهم ، ومن جهة أخرى الصِّبية يصيحون جوعًا ؛ فكأنه يقول : ماذا أفعل ؟ أوقِظُهما ؟ لا ، لازم يتقدَّموا على الأولاد ، أترك الأولاد ؟ الأولاد يصيحون ويبكون ، قال في حديث ابن عمر : فلم يزَلْ ذلك دَأبي ودأبهم حتَّى طَلَعَ الفجر ، هذا هو الجهاد في سبيل إرضاء الوالدين ؛ يقول في تضرُّعه وفي مناجاته لربِّه : اللَّهُمَّ إِن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كانَ لِي وَالِدَانِ ، فَكُنْتُ أَحْلُبُ لَهُمَا في إِنَائِهِمَا ، فَإِذَا أَتَيْتُهُمَا وَهُمَا نَائِمَانِ قمْتُ حَتَّى يَستَيقِظَا ، فَإِذَا استَيقَظَا شَرِبَا ، فَإِن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحمَتِكَ وَخَشيَةَ عَذَابِكَ ؛ فافرُجْ عَنَّا ، فَزَالَ ثُلُثُ الحَجَرِ يعني الثاني .
في حديث ابن عمر يفصِّل هذه الفقرة من هذا الحديث يقول : فنأى بي ذاتَ يومٍ الشجر أي : خرج في طلب المرعى والكلأ والحشيش ، فأبعَدَ عن القرية كثيرًا على خلاف عادته ، فما رجع وإلا وقد أمسى ، قال : فحلبْتُ كما كنت أحلبُ ، وجئت بالحلاب ، فوجدتهما قد نامَا ؛ فهذا وصف دقيق جدًّا لحالته النفسية بين حقِّ أبويه وحقِّ أولاده ، قال : فوجَدْتُهما قد ناما ، فقمْتُ عند رؤوسِهما أخشى أن أوقِظَهما من نومهما ، والصِّبية يتضاغَون من الجوع عند قدميَّ ، فهو متردِّد بين إيقاظهم منشان يبدأ من أجل يبدأ بإسقائهما قبل الصبيان ، وفي هذا إزعاجٌ لهم إذا ما أيقظهم ، ومن جهة أخرى الصِّبية يصيحون جوعًا ؛ فكأنه يقول : ماذا أفعل ؟ أوقِظُهما ؟ لا ، لازم يتقدَّموا على الأولاد ، أترك الأولاد ؟ الأولاد يصيحون ويبكون ، قال في حديث ابن عمر : فلم يزَلْ ذلك دَأبي ودأبهم حتَّى طَلَعَ الفجر ، هذا هو الجهاد في سبيل إرضاء الوالدين ؛ يقول في تضرُّعه وفي مناجاته لربِّه : اللَّهُمَّ إِن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كانَ لِي وَالِدَانِ ، فَكُنْتُ أَحْلُبُ لَهُمَا في إِنَائِهِمَا ، فَإِذَا أَتَيْتُهُمَا وَهُمَا نَائِمَانِ قمْتُ حَتَّى يَستَيقِظَا ، فَإِذَا استَيقَظَا شَرِبَا ، فَإِن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحمَتِكَ وَخَشيَةَ عَذَابِكَ ؛ فافرُجْ عَنَّا ، فَزَالَ ثُلُثُ الحَجَرِ يعني الثاني .
الفتاوى المشابهة
- حكم من نام في رمضان وهو جنب واستيقظ بعد الشروق - ابن باز
- تتمة فوائد حديث ( إذا استيقظ أحدكم من نومه ف... - ابن عثيمين
- من استيقظ عند أذان الفجر ثم نام ولم يصل هل يجو... - الالباني
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شخص نائم استيقظ بعد طلوع الفجر ، نظر في الساعة... - الالباني
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله ص... - الالباني
- وقت الصلاة في حق النائم إذا استيقظ - ابن عثيمين
- تتمة شرح "......فادعوا الله بأوثق أعمالكم فقال... - الالباني
- شرح قوله : ( وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه... - الالباني
- تتمة شرح حديث أبي هريرة : ( وَقالَ الآخَرُ : ا... - الالباني
- تتمة شرح حديث أبي هريرة : ( وَقالَ الآخَرُ : ا... - الالباني