التَّنبيه على أن فتح باب الاحتياط في الدين هو فتحٌ لباب كبير من الزِّيادة في الدين .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وفتح باب الاحتياط في الدين هو فتحٌ لباب كبير من الزيادة في الدين ، وهذا في الواقع له أمثلة كثيرة لبعض الأحكام الفقهية .
لعل الحاضرين يعلمون أن بعض المذاهب تُوجب على مَن صلى يوم الجمعة أن يصلِّيَها بعد الفراغ منها ظهرًا ، بعض المذاهب توجب هذا ، لكن مذاهب أخرى لا تُوجبه من باب ما يُوجبه المذهب الأول ؛ وهو أن الصلاة لم تصحَّ تلك فتُصلى هذه ، لكن هذا المذهب الآخر يقول : إن هناك شروط فيها خلاف إذا توفَّرت صحَّت الصلاة صلاة الجمعة ، وإن لم تتوفَّر لم تصح الصلاة ؛ فمن باب الاحتياط يحسن أن يُصلى بعد الجمعة صلاة الظهر .
هذا الاحتياط يؤدِّي بقائله إلى مخالفة ما هو معلوم من الدين بالضرورة ؛ أَلَا وهو أن الله - عز وجل - إنما فرض في كلِّ يوم وليلة خمس صلوات ، وإلى مخالفة نصٍّ آخر ؛ وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : لا صلاةَ في يوم مرَّتين ، فنحن نعلم أن المفروض يوم الجمعة هو صلاة الجمعة ، فإذا كانت صلاة الجمعة لا تصحُّ كصلاة الظهر ، أما أن يصلي مرَّتين مرة بنيَّة الجمعة ومرة بنيَّة الظهر ؛ فهذا خلاف هذا الحديث مع مخالفة ذلك المعلوم من الدين بالضرورة ، الحديث يقول : لا صلاة في يوم مرَّتين ؛ فهذا في الوقت الواحد وقت الظهر صلى صلاتين ؛ صلاة الجمعة ثم صلاة الظهر ؛ فلذلك لا يجوز أن يتقدَّم الإنسان على الحكم المَنصوص عليه في الشرع من باب الاحتياط أو من باب ما يقوله العامة : زيادة الخير خير ، لا خير بعدما شرعَ الله - عز وجل - على لسان نبيِّه - عليه السلام - من الخير .
الخلاصة : هذا الحديث في الوقت الذي ينهى المسلم أن يتقدَّمَ بين يدي رمضان بصوم يومٍ أو يومين يوضِّح أنه لا مانع من صيام ما كان معتادًا له قبل رمضان . إذا كان له عادة أن يصوم - مثلًا - ثلاثة أيام من كلِّ شهر ، فجاء رمضان فله أن يصوم هذه الثلاثة أيام ، له أن يصوم يومين ، له أن يصوم يوم واحد ؛ ما دام أنه لم يتقصَّد الصيام من أجل رمضان ؛ لأن رمضان محدود أيامه ، إنما صام تنفيذًا لتلك العادة المشروعة التي كان عليها .
إذًا هذا الحديث المتفق على صحَّته بين العلماء يشمل مباشرةً ما اختلفَ فيه العلماء من صوم يوم الشَّكِّ ، صوم يوم الشك منهم مَن يقول بشرعيَّته - أيضًا - احتياطًا ، ومنهم مَن يقول : لا يُشرع صيامه الحديث الذي سبق دليل ومؤيد لهذا القول الذي يقول بعدم شرعية صوم يوم الشك ؛ ذلك لأنه سيأتي في الأحاديث الصحيحة أن رمضان يثبت بالرؤية ؛ فإن لم يكن هناك رؤية ؛ فإتمام الشهر - أي : شهر شعبان - ثلاثين يومًا ؛ فلماذا يصوم الإنسان يوم الشك ؟
لعل الحاضرين يعلمون أن بعض المذاهب تُوجب على مَن صلى يوم الجمعة أن يصلِّيَها بعد الفراغ منها ظهرًا ، بعض المذاهب توجب هذا ، لكن مذاهب أخرى لا تُوجبه من باب ما يُوجبه المذهب الأول ؛ وهو أن الصلاة لم تصحَّ تلك فتُصلى هذه ، لكن هذا المذهب الآخر يقول : إن هناك شروط فيها خلاف إذا توفَّرت صحَّت الصلاة صلاة الجمعة ، وإن لم تتوفَّر لم تصح الصلاة ؛ فمن باب الاحتياط يحسن أن يُصلى بعد الجمعة صلاة الظهر .
هذا الاحتياط يؤدِّي بقائله إلى مخالفة ما هو معلوم من الدين بالضرورة ؛ أَلَا وهو أن الله - عز وجل - إنما فرض في كلِّ يوم وليلة خمس صلوات ، وإلى مخالفة نصٍّ آخر ؛ وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : لا صلاةَ في يوم مرَّتين ، فنحن نعلم أن المفروض يوم الجمعة هو صلاة الجمعة ، فإذا كانت صلاة الجمعة لا تصحُّ كصلاة الظهر ، أما أن يصلي مرَّتين مرة بنيَّة الجمعة ومرة بنيَّة الظهر ؛ فهذا خلاف هذا الحديث مع مخالفة ذلك المعلوم من الدين بالضرورة ، الحديث يقول : لا صلاة في يوم مرَّتين ؛ فهذا في الوقت الواحد وقت الظهر صلى صلاتين ؛ صلاة الجمعة ثم صلاة الظهر ؛ فلذلك لا يجوز أن يتقدَّم الإنسان على الحكم المَنصوص عليه في الشرع من باب الاحتياط أو من باب ما يقوله العامة : زيادة الخير خير ، لا خير بعدما شرعَ الله - عز وجل - على لسان نبيِّه - عليه السلام - من الخير .
الخلاصة : هذا الحديث في الوقت الذي ينهى المسلم أن يتقدَّمَ بين يدي رمضان بصوم يومٍ أو يومين يوضِّح أنه لا مانع من صيام ما كان معتادًا له قبل رمضان . إذا كان له عادة أن يصوم - مثلًا - ثلاثة أيام من كلِّ شهر ، فجاء رمضان فله أن يصوم هذه الثلاثة أيام ، له أن يصوم يومين ، له أن يصوم يوم واحد ؛ ما دام أنه لم يتقصَّد الصيام من أجل رمضان ؛ لأن رمضان محدود أيامه ، إنما صام تنفيذًا لتلك العادة المشروعة التي كان عليها .
إذًا هذا الحديث المتفق على صحَّته بين العلماء يشمل مباشرةً ما اختلفَ فيه العلماء من صوم يوم الشَّكِّ ، صوم يوم الشك منهم مَن يقول بشرعيَّته - أيضًا - احتياطًا ، ومنهم مَن يقول : لا يُشرع صيامه الحديث الذي سبق دليل ومؤيد لهذا القول الذي يقول بعدم شرعية صوم يوم الشك ؛ ذلك لأنه سيأتي في الأحاديث الصحيحة أن رمضان يثبت بالرؤية ؛ فإن لم يكن هناك رؤية ؛ فإتمام الشهر - أي : شهر شعبان - ثلاثين يومًا ؛ فلماذا يصوم الإنسان يوم الشك ؟
الفتاوى المشابهة
- باب ذكر قراءة النبي صلى الله عليه وسلم سورة... - ابن عثيمين
- ما الحكم إذا نسي الإمام آية ثم فتح عليه مرتي... - ابن عثيمين
- حكم الفتح على الإمام في الصلاة - ابن باز
- ما معنى حديث الرسول صلى الله عليه و سلم ( لا... - ابن عثيمين
- ما هو الدين في االإسلام ؟ - الالباني
- الصلاة الاحتياطية - الفوزان
- حكم أداء صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة احتياطا - الفوزان
- شرح قول الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام " كتاب ا... - الالباني
- شرح أحاديث الصيام من " بلوغ المرام " ، قول رسو... - الالباني
- تنبيه الشيخ على مسألة فتح باب الاحتياط في الدي... - الالباني
- التَّنبيه على أن فتح باب الاحتياط في الدين هو... - الالباني