الرَّدُّ على بعض الإشكالات التي تُوهم تحريم مسِّ المصحف .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : أما ما يُورد في هذه المناسبة من بعض الشبهات والإشكالات فليست بأشياء قوية ، منها - مثلًا - الاحتجاج ببعض الآية الكريمة : لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ في المنع للجنب والحائض من مسِّ القرآن ، فهذه غفلة عن أنَّ الآية لا تريد التحدُّث عن مثل هذا الحكم وبالنسبة للبشر ، وإنما سيقت لتتحدَّث عن أمِّ القرآن ، أصلِه الذي هو اللوح المحفوظ الذي منه نزل هذا القرآن الذي بين أيدينا ، فقوله - تبارك وتعالى - : لَا يَمَسُّهُ راجع إلى الكتاب المكنون ، حيث قال - عز وجل - : إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ .
فهذا الكتاب المكنون هو الذي لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ، وقرآننا لا يُوصف بأنه مكنون ، بل هو ظاهر مبين ، وإنما أمُّه الذي هو في اللوح المحفوظ فهذا هو الذي لا يمسُّه إلا المطهرون ؛ ولذلك كان المقصود بالمطهَّرون هم الملائكة المقرَّبون وليسوا البشر ؛ لأسباب كثيرة منها سياق الآية : كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ، هذا الكتاب المكنون لا تناله أيدي الشياطين ، وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ، وكذلك جاء في سورة عبس كتفسير لهذه الآية الكريمة : لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ حتى قال الإمام " مالك " - رحمه الله - في كتابه " الموطأ " : " أحسن ما سمعت في تفسير هذه الآية : لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ أنها كالتي في سورة عبس : كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ " ؛ هؤلاء السفرة الكرام البَرَرة هم المطهَّرون في الآية السابقة .
وأشياء أخرى كنا استَفَدْناها من " ابن القيم " - رحمه الله - في كتابه " أقسام القرآن " ممَّا يدل على أن المطهَّرون هم الملائكة وليسوا البشر ؛ لأن البشر الصالح منهم فضلًا عن الطالح ليس مطهَّرًا ، وإنما هو متطهِّر ، وفرق في اللغة العربية بين المطهَّر وبين المتطهِّر ، فالمطهَّر هو المطهَّر خلقةً ، والمتطهِّر هو الذي تلوَّث ثم تطهَّر ؛ لذلك قال - تعالى - : فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ؛ أي : مسجد قباء الذي كان للأنصار وأثنى الله عليهم ، فمَدَحَهم بقوله - عز وجل - : فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا .
كذلك قوله - تعالى - : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ، ما قال يحب المطهَّرين ؛ لأنُّو هذا ليس فيه فضل ، شيء خلقه الله - عز وجل - مطهَّرًا هذا لا يمدح ، لكن الشيء الذي خلقه قابلًا للتلوُّث وللتطهُّر فيتطهَّر ؛ فهؤلاء الذين يثنى عليهم ، فالآية إذًا : لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ليس لها علاقة بهذا الموضوع إطلاقًا ، إنما هي تتحدث عن أمِّ هذا القرآن الذي هو في اللوح المحفوظ ، وأن الملائكة هي الذي تنزَّلت به على الرسول - عليه الصلاة والسلام - ولم تتنزَّل به الشياطين .
فهذا الكتاب المكنون هو الذي لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ، وقرآننا لا يُوصف بأنه مكنون ، بل هو ظاهر مبين ، وإنما أمُّه الذي هو في اللوح المحفوظ فهذا هو الذي لا يمسُّه إلا المطهرون ؛ ولذلك كان المقصود بالمطهَّرون هم الملائكة المقرَّبون وليسوا البشر ؛ لأسباب كثيرة منها سياق الآية : كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ، هذا الكتاب المكنون لا تناله أيدي الشياطين ، وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ، وكذلك جاء في سورة عبس كتفسير لهذه الآية الكريمة : لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ حتى قال الإمام " مالك " - رحمه الله - في كتابه " الموطأ " : " أحسن ما سمعت في تفسير هذه الآية : لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ أنها كالتي في سورة عبس : كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ " ؛ هؤلاء السفرة الكرام البَرَرة هم المطهَّرون في الآية السابقة .
وأشياء أخرى كنا استَفَدْناها من " ابن القيم " - رحمه الله - في كتابه " أقسام القرآن " ممَّا يدل على أن المطهَّرون هم الملائكة وليسوا البشر ؛ لأن البشر الصالح منهم فضلًا عن الطالح ليس مطهَّرًا ، وإنما هو متطهِّر ، وفرق في اللغة العربية بين المطهَّر وبين المتطهِّر ، فالمطهَّر هو المطهَّر خلقةً ، والمتطهِّر هو الذي تلوَّث ثم تطهَّر ؛ لذلك قال - تعالى - : فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ؛ أي : مسجد قباء الذي كان للأنصار وأثنى الله عليهم ، فمَدَحَهم بقوله - عز وجل - : فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا .
كذلك قوله - تعالى - : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ، ما قال يحب المطهَّرين ؛ لأنُّو هذا ليس فيه فضل ، شيء خلقه الله - عز وجل - مطهَّرًا هذا لا يمدح ، لكن الشيء الذي خلقه قابلًا للتلوُّث وللتطهُّر فيتطهَّر ؛ فهؤلاء الذين يثنى عليهم ، فالآية إذًا : لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ليس لها علاقة بهذا الموضوع إطلاقًا ، إنما هي تتحدث عن أمِّ هذا القرآن الذي هو في اللوح المحفوظ ، وأن الملائكة هي الذي تنزَّلت به على الرسول - عليه الصلاة والسلام - ولم تتنزَّل به الشياطين .
الفتاوى المشابهة
- حكم مس المصحف بغير وضوء - ابن باز
- الرد على محمود الإستانبولي في رأيه بجواز... - اللجنة الدائمة
- ما هو المقصود من الآية ( لا يمسه إلا المطهَّر... - الالباني
- الكلام على قوله (( لا يمسه إلا المطهرون )). - الالباني
- ما المراد بقوله تعالى : (( لا يسمه إلا المطهرو... - الالباني
- ما معنى قوله تعالى: " لا يمسه إلى المطهرون "... - ابن عثيمين
- مس المصحف من غير المتوضئ - اللجنة الدائمة
- معنى قوله تعالى: (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهّ... - ابن باز
- ما المراد بقوله - تعالى - : (( لَا يَمَسُّهُ إ... - الالباني
- رد الشيخ على بعض الإشكالات التي توهم تحريم مس... - الالباني
- الرَّدُّ على بعض الإشكالات التي تُوهم تحريم مس... - الالباني