هنالك بعض الشخصيات اختُلِفَ فيها الرأي ؛ فنرجو من فضيلتكم ذكر بعض ما تعرفونه حول هذه الشخصيات باختصار : " جمال الدين الأفغاني " ، " محمد عبده " ، " محمد رشيد رضا " ، " المودودي " ، " سيد حسن البنا " ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : سؤال حول بعض الشخصيات ؟
الشيخ : حول بعض إيش ؟
السائل : الشخصيات المعاصرة .
الشيخ : إي .
السائل : نعم .
يقول : هنالك بعض الشخصيات التي اختلف فيها الرأي ، فنرجو من فضيلتكم ذكر بعض ما تعرفونه حول هذه الشخصيات باختصار ، " جمال الدين الأفغاني " ، " محمد عبده " ، " محمد رشيد رضا " ، " المودودي " ، " سيد حسن البنا " ؟
الشيخ : ولو أن خير هذه الشخصيات عندي هو " محمد رشيد رضا " - رحمه الله - ؛ لأني أعتقد أنه كان له اليد الطويلة والباع الواسع في نشر الدعوة السلفية بصورة عامَّة ، وإلفات نظر المسلمين كافة وطلاب العلم منهم خاصَّة إلى الاهتمام بالحديث النبوي من جهة ، وإلى محاولة تنقيته وتصفيته من جهة أخرى ، بمجلَّته التي كان يصدرها شهريًّا والتي كان أسماها بـ " مجلة المنار " ، وهذه نجد آثارها اليوم حتى في بعض البلاد البعيدة عنا كـ " الهند " و " باكستان " و " جاوا " و " سومطرة " ونحو ذلك ، وبالإضافة إلى ذلك كان سلفي المنهج والعقيدة ، ومع ذلك اشتغل بشيء من السياسة ، أو لعل الأصح أن نقول : تورَّط ؛ حيث اشتغل وتعامل في السياسة ضد الحكومة العثمانية حينما عَمِلَ القوميون العرب لمحاولة التخلُّص والاستقلال عن الدولة العثمانية ؛ حتى كان من جملة الأشخاص الذين حُكِمَ عليهم بالإعدام ، لعل هذا كان من أوهامه وأخطائه - رحمه الله - ، وإن كان يختلف هو عن الأشخاص الآخرين في عقيدته وفي خدمته للإسلام ، لكن أعتقد أن كل إنسان يتعاون مع أناس لا يشاركون في أعزِّ ما لديه من عقيدة فيكون خائبًا في سعيه ، وهذا ما أصاب الرجل في هذه الناحية السياسية ، ولولاها لَكان هو في القمة في الدعاة المصلحين على منهج السلف الصالح لولا انحراف بسيط فيما يتعلَّق ببعض الأحاديث الغيبية ، لعله تأثَّر فيها بشيخه " محمد عبده " ؛ فإنه كان يشك في صحة أحاديث المهدي ، بل وفي أحاديث عيسى - عليه الصلاة والسلام - ؛ فكان لا يؤمن بشيء اسمه نزول عيسى - عليه السلام - أو خروج المهدي في آخر الزمان .
كذلك كان في أول أمره من الناحية الفقهية عنده تسامح أو تساهل ، بالأحرى نقول : تساهل في التشبُّه بالكفار ، فكان لا يرى شيئًا في أن يلبس المسلم لباس الكفار وأن يلبس البرنيطة أو القبَّعة ، لكني لاحظت في آخر أعداد المجلة أنه رَجَعَ عن شيء من ذلك ، فأصبح يُفتي بضرورة المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا وعدم التشبُّه بأعدائنا ، وهذا ما يقتضيه فلسفة الملابس كما يعرف عند العلماء الغربيين ، فلولا هذه يعني الهُنَيهات هذه لَكان رجلًا يعني نادر مثله في هذا الزمان .
أما " محمد عبده " فهو بلا شك عالم أزهري ليس سلفي العقيدة والمنهج ، بل هو متأثِّر بعلم الكلام ، ورسالته في التوحيد أكبر دليل على ذلك ، لكنه ... من حيث إذا صح التعبير لحلحة الأزهر عن جموده وثبوته على التقليد للمذاهب ، هو أدخل فيه الاجتهاد والتبصُّر في الدين وعدم الجمود على التقليد ؛ فهو له فضل في هذا التجديد ، بالإضافة إلى أنه كان - أيضًا - له مشاركة كبيرة جدًّا في النواحي السياسية لصالح العالم الإسلامي ، وهو التلميذ الأول وهو الأفغاني في هذه الناحية ، لكن لا أعتقد أن مساعي الأفغاني لـ " محمد عبده " في سبيل إصلاح أوضاع المسلمين من الناحية السياسية بلا شك أنها فشلت ، وستفشل كل المساعي التي يقوم بها كلُّ الدعاة الإسلاميين في أيِّ بلاد الدنيا ما لم يقوموا على أساس ما أسمِّيه بـ " التصفية والتربية " ؛ يعني على أساس وضع القاعدة الأساسية لقيام المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية ، وذلك لا يكون أبدًا إلا بالإصلاح العلمي والتربوي معًا ؛ ولذلك فلا شك أن " الأفغاني " تلميذه " محمد عبده " ، وبالتالي " سيد رشيد رضا " أحيَوا الشعور بالعزة الإسلامية في المجتمع الإسلامي ، وحرَّكوا من النفوس ما كان راكدًا ، لكن ما وصلوا ولا يمكن أن يصلوا إلى ما كانوا يمهِّدون له بمجرَّد الحماس وإثارة النفوس دون محاولة إصلاح هذه النفوس وإصلاح القلوب بالعلم الصحيح والتربية الصحيحة ؛ علمًا بأنُّو التربية الصحيحة ونشر العلم الصحيح يحتاج إلى زمن مديد وتعاون مئات الأفراد من أهل العلم المخلصين للدعوة الإسلامية حتى تؤتي هذه الحركة ثمارها اليانعة .
أما " سيد قطب " و " حسن البنا " - رحمه الله - فلا أرى كبير فائدة من إطالة الكلام حولهما ، فلي ثلاثة أشرطة نحو ثلاثة ساعات في الكلام عنهما بكلِّ عدل وإنصاف ، لكني اختصارًا أقول أنُّو " حسن البنا " لا شك له جهوده المشكورة في جمع الشباب على الإسلام ، وإن كان إسلامًا يعني مش واضح في أذهان هؤلاء الشباب ، ولو وُضِّحت فيما بعد وهذا هو من المواقف التي لم يقُمْ بها الإخوان المسلمين حتى اليوم ، إي نعم ، كذلك " سيد قطب " ؛ فله يعني فضله في تحريك هذه النفوس وجلبها إلى الإسلام ، ولكنه تبيَّن له فيما بعد أن الطريق التي سَلَكَها الإخوان المسلمين ليست هي الطريقة المُثلى التي بها تتحقَّق الغاية المُثلى التي يرمي إليها كل مسلم في هذه الأرض ؛ ألا وهي تحقيق المجتمع الإسلامي وإقامة الحكومة الإسلامية .
لقد نُشِرَ أخيرًا ... يمكن العدد الثالث من " المسلمون " التي صدرت حديثًا في السعودية نُشِرَ تقرير لـ " سيد قطب " - رحمه الله - وهو في السجن يعني كأنه صار فردًا من أفراد السلفيين ؛ فهو يدعو إلى ما ندعو نحن إليه من نحو خمسين سنة إلى العلم والعمل به ، ويصرِّح بأنه من الخطأ أن تشتغل الجماعات الإسلامية بالأخبار السياسية ومطالبة الحكومات الإسلامية بإقامة حكم الله في الأرض ، يعتبر هذا خطأ ؛ لأن الحكم هذا لا يكون إلا كما قال أحد دعاتهم : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقَمْ لكم في أرضكم " . ومما يُؤسف إلى اليوم نجد في الإخوان المسلمين أعداد بالغة كثيرة يُعادون الدعوة السلفية أوَّلًا لجهلهم لها ، وثانيًا لتعصُّبهم لجماعتهم ، وإن كان هناك - والحمد لله - فيه أفراد كثيرون تبيَّنت لهم حقيقة الدعوة السلفية ، وهم يمشون بها رويدًا رويدًا كما ذكر " سيد قطب " - رحمه الله - في تقريره المشار إليه آنفًا .
فـ " حسن البنا " له يعني سعي مشكور في تجميع المسلمين على الإسلام الذي ذكرنا ، و " سيد قطب " فيما بعد انضَمَّ إليهم وساعد في ذلك ، لكن الذي أراه ولا أزال أطالب به أنَّ واجب الإخوان المسلمين في كل بلاد الدنيا أن يتمُّوا الخطَّ الذي بدأ أن يسلكه " الحسن البنا " ، " الحسن البنا " دعا إلى أنُّو دعوتهم قائمة على الكتاب والسنة ، لكن يجب - كما يقولون اليوم - وضع النقاط على الحروف ، وين الكتاب والسنة في صفوف الإخوان المسلمين ؟ لا ترى له أثرًا إلا أثرًا اقتبسوه من الآخرين ، وهم السلفيون وأمثالهم !
تسجِّل الآن ؟
ولا أريد أن أتوسَّع في الجواب عن هذا السؤال بأكثر مما سبق لسببين اثنين : السبب الأول : أنني أُحيل في التفصيل إلى تلك الأشرطة التي سبقت الإشارة إليها . والسبب الآخر : أنني لا أريد أن أتكلَّم بكلام خشية أن يُستَغَلَّ مجدَّدًا كما استُغِلَّ ذلك الكلام على وضوحه وتجرُّده وإنصافه ؛ حيث بتروه بترًا وأخذوا منه مقتطفات وأقاموا عليها ردودًا بالباطل ، ونشروها في " مجلة المجتمع الكويتية " ، ولم يكفِ هذا ، بل قام بعد ذلك أحد كبارهم هنا وهو الدكتور " عبد الله عزَّام " مع أنه يُظهر لنا احترامًا بالغًا ، وكان يحضر جلساتنا واجتماعاتنا ، ويهتمُّ بتقييد رؤوس أقلام مما يسمع منَّا ؛ هذا الشخص مع علمه يقينًا أنني لا أكفِّر " السيد قطب " ، بل أنا أقدِّره وأحترمه ، وهذا مما جرى به البحث صريح في هذا بيني وبينه ؛ مع ذلك دَفَعَه أصحابه كما صرَّح لي فيما بعد أن يكتب ردًّا على " الألباني " في تكفيره " السيد قطب " في نفس المجلة في ثلاث مقالات في ثلاث أعداد متتابعة ، وهو يعلم أني لا أكفِّره ، وإنما أقول بأن له كلمات فيها أو ينطوي تحتها القول بوحدة الوجود لا أكثر ، فقالوا هذا يعني أنه يكفِّر " سيد قطب " ، وأنا الذي ترضَّيت عنه أو ترحَّمت عليه في بعض كتاباتي أذكر منها مقدمة " مختصر العلو " ؛ فلذلك أقتصر على الجواب السابق فيما مضى ، والحمد لله رب العالمين .
السائل : جزاكم الله خير .
الشيخ : وإياكم .
الشيخ : حول بعض إيش ؟
السائل : الشخصيات المعاصرة .
الشيخ : إي .
السائل : نعم .
يقول : هنالك بعض الشخصيات التي اختلف فيها الرأي ، فنرجو من فضيلتكم ذكر بعض ما تعرفونه حول هذه الشخصيات باختصار ، " جمال الدين الأفغاني " ، " محمد عبده " ، " محمد رشيد رضا " ، " المودودي " ، " سيد حسن البنا " ؟
الشيخ : ولو أن خير هذه الشخصيات عندي هو " محمد رشيد رضا " - رحمه الله - ؛ لأني أعتقد أنه كان له اليد الطويلة والباع الواسع في نشر الدعوة السلفية بصورة عامَّة ، وإلفات نظر المسلمين كافة وطلاب العلم منهم خاصَّة إلى الاهتمام بالحديث النبوي من جهة ، وإلى محاولة تنقيته وتصفيته من جهة أخرى ، بمجلَّته التي كان يصدرها شهريًّا والتي كان أسماها بـ " مجلة المنار " ، وهذه نجد آثارها اليوم حتى في بعض البلاد البعيدة عنا كـ " الهند " و " باكستان " و " جاوا " و " سومطرة " ونحو ذلك ، وبالإضافة إلى ذلك كان سلفي المنهج والعقيدة ، ومع ذلك اشتغل بشيء من السياسة ، أو لعل الأصح أن نقول : تورَّط ؛ حيث اشتغل وتعامل في السياسة ضد الحكومة العثمانية حينما عَمِلَ القوميون العرب لمحاولة التخلُّص والاستقلال عن الدولة العثمانية ؛ حتى كان من جملة الأشخاص الذين حُكِمَ عليهم بالإعدام ، لعل هذا كان من أوهامه وأخطائه - رحمه الله - ، وإن كان يختلف هو عن الأشخاص الآخرين في عقيدته وفي خدمته للإسلام ، لكن أعتقد أن كل إنسان يتعاون مع أناس لا يشاركون في أعزِّ ما لديه من عقيدة فيكون خائبًا في سعيه ، وهذا ما أصاب الرجل في هذه الناحية السياسية ، ولولاها لَكان هو في القمة في الدعاة المصلحين على منهج السلف الصالح لولا انحراف بسيط فيما يتعلَّق ببعض الأحاديث الغيبية ، لعله تأثَّر فيها بشيخه " محمد عبده " ؛ فإنه كان يشك في صحة أحاديث المهدي ، بل وفي أحاديث عيسى - عليه الصلاة والسلام - ؛ فكان لا يؤمن بشيء اسمه نزول عيسى - عليه السلام - أو خروج المهدي في آخر الزمان .
كذلك كان في أول أمره من الناحية الفقهية عنده تسامح أو تساهل ، بالأحرى نقول : تساهل في التشبُّه بالكفار ، فكان لا يرى شيئًا في أن يلبس المسلم لباس الكفار وأن يلبس البرنيطة أو القبَّعة ، لكني لاحظت في آخر أعداد المجلة أنه رَجَعَ عن شيء من ذلك ، فأصبح يُفتي بضرورة المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا وعدم التشبُّه بأعدائنا ، وهذا ما يقتضيه فلسفة الملابس كما يعرف عند العلماء الغربيين ، فلولا هذه يعني الهُنَيهات هذه لَكان رجلًا يعني نادر مثله في هذا الزمان .
أما " محمد عبده " فهو بلا شك عالم أزهري ليس سلفي العقيدة والمنهج ، بل هو متأثِّر بعلم الكلام ، ورسالته في التوحيد أكبر دليل على ذلك ، لكنه ... من حيث إذا صح التعبير لحلحة الأزهر عن جموده وثبوته على التقليد للمذاهب ، هو أدخل فيه الاجتهاد والتبصُّر في الدين وعدم الجمود على التقليد ؛ فهو له فضل في هذا التجديد ، بالإضافة إلى أنه كان - أيضًا - له مشاركة كبيرة جدًّا في النواحي السياسية لصالح العالم الإسلامي ، وهو التلميذ الأول وهو الأفغاني في هذه الناحية ، لكن لا أعتقد أن مساعي الأفغاني لـ " محمد عبده " في سبيل إصلاح أوضاع المسلمين من الناحية السياسية بلا شك أنها فشلت ، وستفشل كل المساعي التي يقوم بها كلُّ الدعاة الإسلاميين في أيِّ بلاد الدنيا ما لم يقوموا على أساس ما أسمِّيه بـ " التصفية والتربية " ؛ يعني على أساس وضع القاعدة الأساسية لقيام المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية ، وذلك لا يكون أبدًا إلا بالإصلاح العلمي والتربوي معًا ؛ ولذلك فلا شك أن " الأفغاني " تلميذه " محمد عبده " ، وبالتالي " سيد رشيد رضا " أحيَوا الشعور بالعزة الإسلامية في المجتمع الإسلامي ، وحرَّكوا من النفوس ما كان راكدًا ، لكن ما وصلوا ولا يمكن أن يصلوا إلى ما كانوا يمهِّدون له بمجرَّد الحماس وإثارة النفوس دون محاولة إصلاح هذه النفوس وإصلاح القلوب بالعلم الصحيح والتربية الصحيحة ؛ علمًا بأنُّو التربية الصحيحة ونشر العلم الصحيح يحتاج إلى زمن مديد وتعاون مئات الأفراد من أهل العلم المخلصين للدعوة الإسلامية حتى تؤتي هذه الحركة ثمارها اليانعة .
أما " سيد قطب " و " حسن البنا " - رحمه الله - فلا أرى كبير فائدة من إطالة الكلام حولهما ، فلي ثلاثة أشرطة نحو ثلاثة ساعات في الكلام عنهما بكلِّ عدل وإنصاف ، لكني اختصارًا أقول أنُّو " حسن البنا " لا شك له جهوده المشكورة في جمع الشباب على الإسلام ، وإن كان إسلامًا يعني مش واضح في أذهان هؤلاء الشباب ، ولو وُضِّحت فيما بعد وهذا هو من المواقف التي لم يقُمْ بها الإخوان المسلمين حتى اليوم ، إي نعم ، كذلك " سيد قطب " ؛ فله يعني فضله في تحريك هذه النفوس وجلبها إلى الإسلام ، ولكنه تبيَّن له فيما بعد أن الطريق التي سَلَكَها الإخوان المسلمين ليست هي الطريقة المُثلى التي بها تتحقَّق الغاية المُثلى التي يرمي إليها كل مسلم في هذه الأرض ؛ ألا وهي تحقيق المجتمع الإسلامي وإقامة الحكومة الإسلامية .
لقد نُشِرَ أخيرًا ... يمكن العدد الثالث من " المسلمون " التي صدرت حديثًا في السعودية نُشِرَ تقرير لـ " سيد قطب " - رحمه الله - وهو في السجن يعني كأنه صار فردًا من أفراد السلفيين ؛ فهو يدعو إلى ما ندعو نحن إليه من نحو خمسين سنة إلى العلم والعمل به ، ويصرِّح بأنه من الخطأ أن تشتغل الجماعات الإسلامية بالأخبار السياسية ومطالبة الحكومات الإسلامية بإقامة حكم الله في الأرض ، يعتبر هذا خطأ ؛ لأن الحكم هذا لا يكون إلا كما قال أحد دعاتهم : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقَمْ لكم في أرضكم " . ومما يُؤسف إلى اليوم نجد في الإخوان المسلمين أعداد بالغة كثيرة يُعادون الدعوة السلفية أوَّلًا لجهلهم لها ، وثانيًا لتعصُّبهم لجماعتهم ، وإن كان هناك - والحمد لله - فيه أفراد كثيرون تبيَّنت لهم حقيقة الدعوة السلفية ، وهم يمشون بها رويدًا رويدًا كما ذكر " سيد قطب " - رحمه الله - في تقريره المشار إليه آنفًا .
فـ " حسن البنا " له يعني سعي مشكور في تجميع المسلمين على الإسلام الذي ذكرنا ، و " سيد قطب " فيما بعد انضَمَّ إليهم وساعد في ذلك ، لكن الذي أراه ولا أزال أطالب به أنَّ واجب الإخوان المسلمين في كل بلاد الدنيا أن يتمُّوا الخطَّ الذي بدأ أن يسلكه " الحسن البنا " ، " الحسن البنا " دعا إلى أنُّو دعوتهم قائمة على الكتاب والسنة ، لكن يجب - كما يقولون اليوم - وضع النقاط على الحروف ، وين الكتاب والسنة في صفوف الإخوان المسلمين ؟ لا ترى له أثرًا إلا أثرًا اقتبسوه من الآخرين ، وهم السلفيون وأمثالهم !
تسجِّل الآن ؟
ولا أريد أن أتوسَّع في الجواب عن هذا السؤال بأكثر مما سبق لسببين اثنين : السبب الأول : أنني أُحيل في التفصيل إلى تلك الأشرطة التي سبقت الإشارة إليها . والسبب الآخر : أنني لا أريد أن أتكلَّم بكلام خشية أن يُستَغَلَّ مجدَّدًا كما استُغِلَّ ذلك الكلام على وضوحه وتجرُّده وإنصافه ؛ حيث بتروه بترًا وأخذوا منه مقتطفات وأقاموا عليها ردودًا بالباطل ، ونشروها في " مجلة المجتمع الكويتية " ، ولم يكفِ هذا ، بل قام بعد ذلك أحد كبارهم هنا وهو الدكتور " عبد الله عزَّام " مع أنه يُظهر لنا احترامًا بالغًا ، وكان يحضر جلساتنا واجتماعاتنا ، ويهتمُّ بتقييد رؤوس أقلام مما يسمع منَّا ؛ هذا الشخص مع علمه يقينًا أنني لا أكفِّر " السيد قطب " ، بل أنا أقدِّره وأحترمه ، وهذا مما جرى به البحث صريح في هذا بيني وبينه ؛ مع ذلك دَفَعَه أصحابه كما صرَّح لي فيما بعد أن يكتب ردًّا على " الألباني " في تكفيره " السيد قطب " في نفس المجلة في ثلاث مقالات في ثلاث أعداد متتابعة ، وهو يعلم أني لا أكفِّره ، وإنما أقول بأن له كلمات فيها أو ينطوي تحتها القول بوحدة الوجود لا أكثر ، فقالوا هذا يعني أنه يكفِّر " سيد قطب " ، وأنا الذي ترضَّيت عنه أو ترحَّمت عليه في بعض كتاباتي أذكر منها مقدمة " مختصر العلو " ؛ فلذلك أقتصر على الجواب السابق فيما مضى ، والحمد لله رب العالمين .
السائل : جزاكم الله خير .
الشيخ : وإياكم .
الفتاوى المشابهة
- شيخنا ، معروف هو موقفكم من الجماعات الحزبية مث... - الالباني
- بيان الشيخ لما وقع فيه سيد قطب من القول بوحدة... - الالباني
- الكلام على رد الشيخ ربيع على سيد قطب. - الالباني
- بيان ما وقع فيه " سيد قطب " من القول بوحدة الو... - الالباني
- ذكر الشيخ - رحمه الله تعالى - أن " عبد الله عز... - الالباني
- ما رأيكم في سيد قطب .؟ وما رأيكم في كتبه وقد... - ابن عثيمين
- كلمة حق في سيد قطب . - الالباني
- هل ترون أن سيد قطب أفضل من حسن البنا ؟ - الالباني
- ما التقويم العلمي لحسن البنا والسيد قطب .؟ - الالباني
- ماذا تعرفون عن هؤلاء الشخصيات محمد رشيد رضا وم... - الالباني
- هنالك بعض الشخصيات اختُلِفَ فيها الرأي ؛ فنرجو... - الالباني