شرح حديث : مَن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : ( هم الذين يُصلِحُون ما أفسد الناس من سُنَّتي من بعدي ) ، مع مواصلة الكلام على الموضوع المتقدِّم .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : الحديث الثاني : سُئل أيضًا الرسول - عليه السلام - : مَن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : هم الذين يُصلِحُون ما أفسد الناس من سُنَّتي من بعدي . هذه - أيضًا - غربة جلية واضحة ... كل الغرباء هذه طبيعتهم ؛ يدعون إلى إحياء السنة وإماتة البدعة في وقتٍ انقلبت فيه الحقائق فصارت السنة بدعةً والبدعة سنةً ، فإذا قيل للناس : هذه بدعة ؛ قالوا : يا غيرة الله !! أنكر الصلاة على الرسول ، أنكر ذكر الله ، أنكر الكرامات ، أنكر أنكر ، وهو لا ينكر شيئًا من الحقائق أبدًا ، وإنما ينكر أوهامًا وأفكارًا تبنَّاها الناس على مرور الزمن حتى أصبحت جزءًا من العقيدة عندهم ؛ ولذلك يستنكرون أشدَّ الاستنكار على أولئك الغرباء الذين يقولون : هذه هي السنة ؛ فعليكم بها ، وما أنتم عليه هي البدعة فانتهوا عنها . هم الذين يُصلِحُون ما أفسد الناس من سُنَّتي من بعدي .
والرواية الثالثة والأخيرة ، وهي تنطبق على بعض الناس ليس على كلهم من هؤلاء الغرباء ؛ ألا وهو قوله - عليه السلام - : هم النُّزَّاع من القبائل ، النُّزَّاع جمع نازع ، والنازع هو الذي تركَ وطنه ، يُقال : فلان نزع من وطنه ؛ أي : هاجر منه ، لكن هجرته من وطنه كانت في سبيل مرضاة ربِّه - عز وجل - ، وذلك حينما يجد نفسه في مجتمع لا يتمكَّن فيه من العمل بالسنة والدعوة إليها ، فيُهاجر كما هاجر المهاجرون الأوَّلون من مكة إلى المدينة لِيتمكَّنوا من القيام بالشعائر الإسلامية ، والتاريخ لا بد أن يعيد نفسه كما يُقال ، فكذلك يقول الرسول - عليه السلام - في آخر الزمان أن الغرباء منهم النُّزَّاع من القبائل ؛ يتركون بلادهم وأوطانهم إلى بلاد أخرى يتمكَّنون فيها من القيام بشريعة الإسلام على الوجه الصحيح القائم على الكتاب والسنة ؛ فإذًا هؤلاء هم الغرباء ، وذلك هو أجر هؤلاء الغرباء ، لهم طوبى في الجنة ، طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ .
والرواية الثالثة والأخيرة ، وهي تنطبق على بعض الناس ليس على كلهم من هؤلاء الغرباء ؛ ألا وهو قوله - عليه السلام - : هم النُّزَّاع من القبائل ، النُّزَّاع جمع نازع ، والنازع هو الذي تركَ وطنه ، يُقال : فلان نزع من وطنه ؛ أي : هاجر منه ، لكن هجرته من وطنه كانت في سبيل مرضاة ربِّه - عز وجل - ، وذلك حينما يجد نفسه في مجتمع لا يتمكَّن فيه من العمل بالسنة والدعوة إليها ، فيُهاجر كما هاجر المهاجرون الأوَّلون من مكة إلى المدينة لِيتمكَّنوا من القيام بالشعائر الإسلامية ، والتاريخ لا بد أن يعيد نفسه كما يُقال ، فكذلك يقول الرسول - عليه السلام - في آخر الزمان أن الغرباء منهم النُّزَّاع من القبائل ؛ يتركون بلادهم وأوطانهم إلى بلاد أخرى يتمكَّنون فيها من القيام بشريعة الإسلام على الوجه الصحيح القائم على الكتاب والسنة ؛ فإذًا هؤلاء هم الغرباء ، وذلك هو أجر هؤلاء الغرباء ، لهم طوبى في الجنة ، طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ .
الفتاوى المشابهة
- ما حكم القيام للقادم ؟ مع شرح لحديث ( .. طوبى... - الالباني
- تفسير الشيخ الألباني معنى قوله صلى الله عليه و... - الالباني
- كلام الشيخ على غربة الدين وشرحه لحديث ( بدأ ال... - الالباني
- الكلام على حديث الغرباء وبيان درجته - الالباني
- الغرباء الوارد ذكرهم في الحديث " فطوبى للغرب... - ابن عثيمين
- حديث الغرباء ، والناس ثلاثة ، أكثرهم عصاة لله . - الالباني
- هل يمكن القول بأن المسجد إذا بُنِيَ على السنة... - الالباني
- كلمة للشيخ الألباني عن معنى حديث : ( فطوبى للغ... - الالباني
- من هم الغرباء المذكورون في حديث ( بدأ الأسلا... - الالباني
- شرح حديث : ( من هم الغرباء يا رسول الله قال هم... - الالباني
- شرح حديث : مَن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : (... - الالباني