تفسير قوله تعالى: (من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره)
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
[تفسير قوله تعالى: (من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره)]
قال تعالى: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ [عبس:١٨] استفهام تقرير لما يأتي بعده في قوله: مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ [عبس:١٩] أي: أنت أيها الإنسان! كيف تكفر بالبعث؟ من أي شيء خلقت؟! ألم تخلق من العدم؟ لم تكن شيئاً مذكوراً من قبل فوجدت وصرت إنساناً، فكيف تكفر بالبعث؟ ولهذا قال: مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ [عبس:١٩] والنطفة هي في الأصل: الماء القليل، والمراد به هنا ماء الرجل الدافق الذي يخرج من بين الصلب والترائب، يلقيه الرجل في رحم المرأة فتحمل مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ [عبس:١٩] أي: جعله مقدراً أطواراً، نطفة، ثم علقة، ثم مضغة كما جاء في الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الصادق المصدوق، فقال: (إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) .
فهو مقدر في بطن أمه، من الذي يقدره هذا التقدير؟ من الذي يوصل إليه ما ينمو به من الدم الذي يتصل به بواسطة السرة إلا الله عز وجل؟ ولهذا قال: فَقَدَّرَهُ [عبس:١٩] .
قال تعالى: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ [عبس:١٨] استفهام تقرير لما يأتي بعده في قوله: مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ [عبس:١٩] أي: أنت أيها الإنسان! كيف تكفر بالبعث؟ من أي شيء خلقت؟! ألم تخلق من العدم؟ لم تكن شيئاً مذكوراً من قبل فوجدت وصرت إنساناً، فكيف تكفر بالبعث؟ ولهذا قال: مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ [عبس:١٩] والنطفة هي في الأصل: الماء القليل، والمراد به هنا ماء الرجل الدافق الذي يخرج من بين الصلب والترائب، يلقيه الرجل في رحم المرأة فتحمل مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ [عبس:١٩] أي: جعله مقدراً أطواراً، نطفة، ثم علقة، ثم مضغة كما جاء في الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الصادق المصدوق، فقال: (إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) .
فهو مقدر في بطن أمه، من الذي يقدره هذا التقدير؟ من الذي يوصل إليه ما ينمو به من الدم الذي يتصل به بواسطة السرة إلا الله عز وجل؟ ولهذا قال: فَقَدَّرَهُ [عبس:١٩] .
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى : ( إنا خلقنا الإنسان من نطف... - ابن عثيمين
- إسقاط النطفة قبل الأربعين - اللجنة الدائمة
- معنى قوله:" إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين... - ابن عثيمين
- ما معنى الخلق الذي أثبته الله لغيره كما في ا... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (والله خلقكم وما تعملون) - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : [ قتل الإنسان ما أكفر... - ابن عثيمين
- ما معنى الأثر الذي أخرجه البخاري في الأدب المف... - الالباني
- تفسير قول الله تعالى : << و الله خلق كل دآبة... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (خلق الإنسان من علق) - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (من أي شيء خلقه من نطفة خل... - ابن عثيمين