حكم الشهادة على الكافر أنه من أهل النار
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فضيلة الشيخ: ذكرتم أن من مات على الكفر ولم يقل يوماً من الأيام: لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ أنه كافر، لكن لا نشهد له بأنه مخلد في النار، وهذا يشكل علينا؟
لا يشكل عليك بارك الله فيك! سألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن جدعان؛ وكان يطعم الطعام ويقري الضيف، ويفعل ويفعل من الحسنات، هل ينفعه ذلك في الآخرة؟ فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إنه لا ينفعه.
وكذلك الرجلان اللذان جاءا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبراه: أن أمهما كانت تصل الرحم، وتقري الضيف، وتفعل وتفعل، أينفعها ذلك؟ قال: لا.
فالإحسان لا ينفع الكافر في الآخرة، بل إذا شاء الله عز وجل أن ينفعه بإحسانه آتاه ثوابه في الدنيا، أما في الآخرة فما للكافرين فيها من نصيب.
أما الشهادة بالكفر ففي الدنيا نشهد على أن هذا الرجل الكافر الذي يعلن الكفر ويعتز به نشهد أنه كافر، ونشهد أنه مات على الكفر ما لم يظهر لنا أنه تاب، لكن النار لا نشهد بها له؛ لأن هذا عمل غيبي، قد يكون في آخر لحظة آمن، ما ندري، ولكن هل إذا لم نشهد له هل ينفعه ذلك ويمنعه من النار؟ لا ينفعه، هو إذا كان في النار فهو في النار سواء شهدنا أم لم نشهد، إذاً لا فائدة من أن نقول: هو في النار أو ليس في النار، إنما أحكام الدنيا نحكم بأنه كافر حتى لو قيل: إنه يحسن، وإنه يفعل ويفعل، فهذا لا ينفعه، لاسيما إذا كان يفعل باسم دين غير دين الإسلام، فتجده مثلاً: يحسن على الناس والصليب معلق في صدره، وما معنى هذا؟ هل هو يحسن من أجل أن يدعو الناس إلى النصرانية ويقول: هذا فعل النصارى، أو يحسن لله؟ ظاهر الحال الأول، وأنه في إحسانه هذا إنما يقصد تأليه النصارى، فالحمد لله نحن إذا قلنا: إنه مات على الكفر لا نترحم عليه ولا نسأل الله له المغفرة، يكفي، أما أن نقول: إنه في النار أو في غير النار، فلا، ولهذا كان من طريق أهل السنة والجماعة: أنهم لا يشهدون لمعينٍ بجنة ولا نار إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم.
الآن مثلاً: نحن نشهد بأن كل مؤمن في الجنة أليس كذلك؟ بلى، لكن هل يمكن أن نشهد لفلان الذي مات على الإسلام نعرف أنه مات ربما وهو يصلي، هل نقول: هو في الجنة؟ لا، لكن نرجو أن يكون من أهل الجنة.
لكن إنساناً مات على الكفر، نشهد أنه كافر، لكن ما نشهد أنه في النار، وماذا تفيد شهادتنا أو عدم شهادتنا له، هو إن كان في النار فهو في النار سواء شهدنا أم لم نشهد.
السائل: إذا سبق الشهادة لله لهذا الرجل الذي مات على الكفر، فهل معنى ذلك أن يتوب إلى الله ويستغفر لله.
الشيخ: ربما في آخر لحظة ما نعرف، ما نعرف على كل حال: ما الفائدة الآن يعني: لماذا نلح أن نقول: هذا الرجل في النار، ليس له داعٍ.
السائل: يا شيخ! ما ورد أثر أنه إذا مررتم على قبر الكافر؟ الجواب: هذا خاص بأهل الفترة من قريش؛ لأن أهل الفترة من قريش وإن كانوا قد يكون ما أنذر آباؤهم من قبل كما قال تعالى: مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ [القصص:٤٦] لكن الرسول شهد بأنهم من أهل النار.
لا يشكل عليك بارك الله فيك! سألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن جدعان؛ وكان يطعم الطعام ويقري الضيف، ويفعل ويفعل من الحسنات، هل ينفعه ذلك في الآخرة؟ فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إنه لا ينفعه.
وكذلك الرجلان اللذان جاءا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبراه: أن أمهما كانت تصل الرحم، وتقري الضيف، وتفعل وتفعل، أينفعها ذلك؟ قال: لا.
فالإحسان لا ينفع الكافر في الآخرة، بل إذا شاء الله عز وجل أن ينفعه بإحسانه آتاه ثوابه في الدنيا، أما في الآخرة فما للكافرين فيها من نصيب.
أما الشهادة بالكفر ففي الدنيا نشهد على أن هذا الرجل الكافر الذي يعلن الكفر ويعتز به نشهد أنه كافر، ونشهد أنه مات على الكفر ما لم يظهر لنا أنه تاب، لكن النار لا نشهد بها له؛ لأن هذا عمل غيبي، قد يكون في آخر لحظة آمن، ما ندري، ولكن هل إذا لم نشهد له هل ينفعه ذلك ويمنعه من النار؟ لا ينفعه، هو إذا كان في النار فهو في النار سواء شهدنا أم لم نشهد، إذاً لا فائدة من أن نقول: هو في النار أو ليس في النار، إنما أحكام الدنيا نحكم بأنه كافر حتى لو قيل: إنه يحسن، وإنه يفعل ويفعل، فهذا لا ينفعه، لاسيما إذا كان يفعل باسم دين غير دين الإسلام، فتجده مثلاً: يحسن على الناس والصليب معلق في صدره، وما معنى هذا؟ هل هو يحسن من أجل أن يدعو الناس إلى النصرانية ويقول: هذا فعل النصارى، أو يحسن لله؟ ظاهر الحال الأول، وأنه في إحسانه هذا إنما يقصد تأليه النصارى، فالحمد لله نحن إذا قلنا: إنه مات على الكفر لا نترحم عليه ولا نسأل الله له المغفرة، يكفي، أما أن نقول: إنه في النار أو في غير النار، فلا، ولهذا كان من طريق أهل السنة والجماعة: أنهم لا يشهدون لمعينٍ بجنة ولا نار إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم.
الآن مثلاً: نحن نشهد بأن كل مؤمن في الجنة أليس كذلك؟ بلى، لكن هل يمكن أن نشهد لفلان الذي مات على الإسلام نعرف أنه مات ربما وهو يصلي، هل نقول: هو في الجنة؟ لا، لكن نرجو أن يكون من أهل الجنة.
لكن إنساناً مات على الكفر، نشهد أنه كافر، لكن ما نشهد أنه في النار، وماذا تفيد شهادتنا أو عدم شهادتنا له، هو إن كان في النار فهو في النار سواء شهدنا أم لم نشهد.
السائل: إذا سبق الشهادة لله لهذا الرجل الذي مات على الكفر، فهل معنى ذلك أن يتوب إلى الله ويستغفر لله.
الشيخ: ربما في آخر لحظة ما نعرف، ما نعرف على كل حال: ما الفائدة الآن يعني: لماذا نلح أن نقول: هذا الرجل في النار، ليس له داعٍ.
السائل: يا شيخ! ما ورد أثر أنه إذا مررتم على قبر الكافر؟ الجواب: هذا خاص بأهل الفترة من قريش؛ لأن أهل الفترة من قريش وإن كانوا قد يكون ما أنذر آباؤهم من قبل كما قال تعالى: مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ [القصص:٤٦] لكن الرسول شهد بأنهم من أهل النار.
الفتاوى المشابهة
- هل يجزم على اليهودي والنصراني إذا مات على كف... - ابن عثيمين
- إذا مات إنسان على الكفر وهو من دولة غربية هل... - ابن عثيمين
- هل ديانا كافرة في الدنيا و الآخرة ؟ - ابن عثيمين
- هل يُحكم على الكافر المُعَيَّن بالنار؟ - ابن باز
- هل الأثر ( إذا مررتم على قبر الكافر ... ) في... - ابن عثيمين
- هل يُحكم بالنار لمن لا يصلي؟ - ابن باز
- هل نشهد على أعيان الكفار بأنهم مخلدون في الن... - ابن عثيمين
- قال المصنف رحمه الله تعالى : ومن الشهادة بال... - ابن عثيمين
- تتمة الكلام عن : هل نشهد على أعيان الكفار بأ... - ابن عثيمين
- إذا مات الكافر على كفره هل يجوز الحكم عليه ب... - ابن عثيمين
- حكم الشهادة على الكافر أنه من أهل النار - ابن عثيمين