تفسير قوله تعالى: (والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم)
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
[تفسير قوله تعالى: (والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم)]
قال تعالى: وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ [الحديد:١٩] (الشهداء) جمع شهيد، والمراد بهم: من قتلوا في سبيل الله، والقتال في سبيل الله: أن يقاتل الإنسان عدو الله لتكون كلمة الله هي العليا، هذا هو القتال في سبيل الله، قال ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين سُئل: (الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل ليرى مكانه أي ذلك في سبيل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) (يقاتل شجاعة) معناها يحب القتال فهو شجاع كالصياد يحب أن يصيد، الصياد الذي يهوى الصيد تجده يحب هذا، ويخرج ويتجشم المصاعب ليصيد الصيد، وإذا صادها صارت عنده أرخص من كل شيء.
فهذا يقال فيه شجاعة؛ لأنه شجاع يحب أن يقاتل.
(ويقاتل حمية) أي: عصبية لقومه.
(ويقاتل ليرى مكانه) : أي: رياءً، كما جاء في اللفظ الآخر (ويقاتل رياء) قال صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) من قاتل ليسترد أرضه المغصوبة فقتاله من باب الحمية، إلا إذا قاتل يريد أن يستردها ليقيم عليها شعائر الإسلام فهذا في سبيل الله، وأما من قاتل؛ لأن هذه أرضه ويريد أن ترد عليه فهذه حمية، ليس له أجر الشهداء إذا قتل.
هؤلاء شهداء (لهم أجرهم عند ربهم) أي: ثوابهم العظيم، كما قال تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران:١٦٩-١٧١] .
قال تعالى: وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ [الحديد:١٩] ولما ذكر عز وجل أصحاب اليمين وثوابهم ذكر أصحاب الشمال بعد ذلك، فقال: وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [الحديد:١٩] وهذا لأن القرآن مثاني، أي: تثنى فيه الأمور والمعاني، ولهذا تجد القرآن الكريم في الغالب إذا ذكر الله الجنة ذكر النار، وإذا ذكر أولياء الله ذكر أعداء الله، والحكمة من ذلك: ألا يمل الإنسان؛ لأنه كلما تنقل المعنى إلى معنى آخر نشط الإنسان.
وحكمة أخرى: أن يكون الإنسان سائراً إلى الله -أي: متعبداً لله- بين الخوف والرجاء؛ لأنه إذا ذكر صفات المؤمنين أو إذا مرت به صفات المؤمنين قوى جانب الرجاء، وإذا ذكرت أحوال الكافرين غلب جانب الخوف، ولهذا قال: وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا [الحديد:١٩] عطف التكذيب على الكفر وهو نوع منه، لكن لأنه أشد، الذي يكفر ولكن لا يكذب أهون من الذي يكذب، فعطف (كذبوا بآياتنا) على (كفروا) من باب عطف الخاص على العام كعطف الروح على الملائكة وهو منهم، قال الله تعالى: تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا [القدر:٤] والروح جبريل وهو من الملائكة.
قال تعالى: وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ [الحديد:١٩] (الشهداء) جمع شهيد، والمراد بهم: من قتلوا في سبيل الله، والقتال في سبيل الله: أن يقاتل الإنسان عدو الله لتكون كلمة الله هي العليا، هذا هو القتال في سبيل الله، قال ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين سُئل: (الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل ليرى مكانه أي ذلك في سبيل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) (يقاتل شجاعة) معناها يحب القتال فهو شجاع كالصياد يحب أن يصيد، الصياد الذي يهوى الصيد تجده يحب هذا، ويخرج ويتجشم المصاعب ليصيد الصيد، وإذا صادها صارت عنده أرخص من كل شيء.
فهذا يقال فيه شجاعة؛ لأنه شجاع يحب أن يقاتل.
(ويقاتل حمية) أي: عصبية لقومه.
(ويقاتل ليرى مكانه) : أي: رياءً، كما جاء في اللفظ الآخر (ويقاتل رياء) قال صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) من قاتل ليسترد أرضه المغصوبة فقتاله من باب الحمية، إلا إذا قاتل يريد أن يستردها ليقيم عليها شعائر الإسلام فهذا في سبيل الله، وأما من قاتل؛ لأن هذه أرضه ويريد أن ترد عليه فهذه حمية، ليس له أجر الشهداء إذا قتل.
هؤلاء شهداء (لهم أجرهم عند ربهم) أي: ثوابهم العظيم، كما قال تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران:١٦٩-١٧١] .
قال تعالى: وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ [الحديد:١٩] ولما ذكر عز وجل أصحاب اليمين وثوابهم ذكر أصحاب الشمال بعد ذلك، فقال: وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [الحديد:١٩] وهذا لأن القرآن مثاني، أي: تثنى فيه الأمور والمعاني، ولهذا تجد القرآن الكريم في الغالب إذا ذكر الله الجنة ذكر النار، وإذا ذكر أولياء الله ذكر أعداء الله، والحكمة من ذلك: ألا يمل الإنسان؛ لأنه كلما تنقل المعنى إلى معنى آخر نشط الإنسان.
وحكمة أخرى: أن يكون الإنسان سائراً إلى الله -أي: متعبداً لله- بين الخوف والرجاء؛ لأنه إذا ذكر صفات المؤمنين أو إذا مرت به صفات المؤمنين قوى جانب الرجاء، وإذا ذكرت أحوال الكافرين غلب جانب الخوف، ولهذا قال: وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا [الحديد:١٩] عطف التكذيب على الكفر وهو نوع منه، لكن لأنه أشد، الذي يكفر ولكن لا يكذب أهون من الذي يكذب، فعطف (كذبوا بآياتنا) على (كفروا) من باب عطف الخاص على العام كعطف الروح على الملائكة وهو منهم، قال الله تعالى: تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا [القدر:٤] والروح جبريل وهو من الملائكة.
الفتاوى المشابهة
- تفسير قول الله تعالى : << .............ومن ل... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (صراط الذين أنعمت عليهم) - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- من الذين يدخلون في زمرة الشهداء؟ - ابن باز
- بيان معنى قوله تعالى :" وجيء بالنبيين والشهد... - ابن عثيمين
- أنواع الشهداء - ابن باز
- تفسير الآيات ( 19 - 20 ) من سورة الحديد . - ابن عثيمين
- هل في قوله تعالى (( ... من الذين أنعم الله ع... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- هل هذه الآية (( بل أحياء عند ربهم يرزقون ))... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (والشهداء عند ربهم لهم أجر... - ابن عثيمين