تم نسخ النصتم نسخ العنوان
صفة الوضوء في القرآن. - ابن عثيمينالشيخ :  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ  قمتم : أي أردتم القيام، والصلاة هنا شاملة للفريضة والنافلة،  فَاغْسِلُوا وُجُوهَ...
العالم
طريقة البحث
صفة الوضوء في القرآن.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ قمتم : أي أردتم القيام، والصلاة هنا شاملة للفريضة والنافلة، فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وهذا أول ركن من أركان الوضوء، وما قبله سنة، وإيش اللي قبله ؟ التسمية، غسل الكفين ثلاثاً، هذا سنة، إن جاء به الإنسان فهو أكمل وإن لم يأت به فلا حرج عليه فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ غسلاً بدون فرك، وإن دلكت فلا بأس لاسيما إذا كان على وجهك شيء من الدهن، فهنا يتأكد أن تدلك الوجه، لأن الدهن يزل معه الماء، والوجه من الأذن إلى الأذن، إذاً الشعر الذي بين الخد والأذن يعتبر من الوجه، هذا في العرض، في الطول : من منحنى الجبهة، سواء كان الشعر نازلاً عنه أو صاعداً عنه، من منحنى الجبهة إلى أسفل اللحية، لا بد أن يغسل هذا كله، ويدخل فيه المضمضة والاستنشاق، فلو قال قائل : إن الله لم يذكر المضمضة والاستنشاق، فالجواب سهل جداً : أين محل الأنف الذي هو محل استنشاق وأين محل الفم الذي هو محل المضمضة والاستنشاق ؟ إذاً هما داخلان في الوجه، وغسل الأنف بالاستنشاق وغسل الفم بالمضمضة، قال الله تعالى : وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ إلى المرافق معناه : أين المبتدأ ؟ أطراف الأصابع، لأنه لما قال : وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ صار لا بد أن يكون من أطراف الأصابع إلى المرفق، والمرافق داخلة في الوضوء، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين ذلك، وهنا نقف لننبه على ما يغفل عنه كثير من الناس حيث كانوا يغسلون اليد من الكف إلى المرفق ظناً منهم أن غسلها قد تم قبل غسل الوجه، وهذا غير صحيح، لا بد تغسلها من أطراف الأصابع إلى المرفقين. طيب، وإذا كان على الإنسان جبة يصعب أن يبسرها، ماذا يصنع أيمسح عليها ؟ أليس لباس الرجلين الخفين يمسح عليه ؟ طيب ليش ما نقول : إذا كان عليك جبه كان الكم ضيقاً امسح عليه ؟ نقول : لا. ما يجوز، والدليل على هذا : أن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وتبوك كما تعلمون باردة، كان عليه جبة ضيقة الأكمام، فلما تعسر عليه أن يخرج ذراعه منها، طلع اليد، طلع يده هكذا ونزلها من تحت وغسلها، إذاً لا بد أن تغسل يديك بكل حال، ولا يمكن المسح، طيب قال الله تعالى : وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ امسحوا ولم يقل اغسلوا، تخفيفاً على العباد، لأنه لو ألزمنا بغسل الرأس لقلنا : سمعاً وطاعة، ولكن الرب الرحيم عز وجل جعل فرض الرأس المسح، لأن الرأس مترئس، ولو غسله الإنسان لساح الماء على إيه ؟ على جسده، وماذا يحصل من المشقة خصوصاً في أيام البرد ؟ يحصل مشقة عظيمة، ولأن الرأس في الغالب مكسو بالشعر، والشعر إذا صببت عليه ماء أ وغسلته متى ييبس ؟ يأخذ مدة، فكان من حكمة أحكم الحاكمين ورحمة أرحم الراحمين أن جعل فرض الرأس المسح، المسح، لم يذكر الله الأذنين، فنقول : أين محل الأذنين ؟ في الرأس، وإذا كانتا في الرأس فهما داخلتان في عموم قوله : وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ والحمد لله على بيانه، يعنى مهما حاول الإنسان أن يسقط مسح الأذنين لم يتمكن، لا من القرآن ولا من السنة، أما السنة : فقد تواترت عن النبي عليه الصلاة والسلام أو استفاضت عن الرسول عليه الصلاة والسلام، لأنه كان يمسح أذنيه مع رأسه، ولكن كيف يمسح الرأس ؟ امسح الرأس كما شئت، بيد واحدة تبرمها على الرأس كله، أو باليدين الاثنتين، والمسحة الواحدة تكفي، لكن الأفضل أن تبدأ من مقدم الرأس من عند الجبهة - هكذا بيديك على رأسك - ثم تمرهما على الرأس إلى الرقبة ثم تعود إلى المكان الذي بدأت منه، ثم تمسح الأذنين كل أذن بيد، إلا إذا كان ما تستطيع بإحدى اليدين فابدأ بالأذن اليمنى قبل اليسرى،كيف تمسح الأذنين ؟ مسح الأذنين سهل، أدخل السبابة في الصماخ، في الفتحة، أدخلها إدخالاً فقط بدون أن تبرمها، لأن إبرامها يعني تكرار المسح، وأمر الإبهام على ظهر الأذن،كم مرة ؟ مرة واحدة، ولهذا قال العلماء : " كل ممسوح فتكرار مسحه مكروه "، شوف الضابط : كل ممسوح فتكرار مسحه مكروه، الرأس، الخفين، الجبيرة لا تمسحها في التيمم مسحة واحدة، لكن انظر الفقه في الدين ، لماذا كره العلماء أن يكرر المسح ؟ قالوا : لأن الله سبحانه وتعالى خفف في طهارته فجعلها مسحاً، وتخفيف الكيفية يدل على أن تخفيف الكمية أفضل، الكمية يعنى إيه ؟ العدد، والكيفية : المسح بدل الغسل، فإذاً نقول : لا تكرر مسح الرأس ولا مسح الأذنين، قال الله عز وجل : وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ يعني : اغسلوا أرجلكم إلى الكعبين، والكعبان هما : العظمان الناتئان في أسفل الساق، وهما داخلان في الغسل، وينبغي أن يخلل الإنسان بين أصابعه، لاسيما أصابع الرجلين المتلاصقة، لأن الناس يختلفون في أصابع الرجلين، بعضهم تكون أصابعه متلاصقة، وبعضهم منفرجة، وبعضهم الإبهام مع التي تليها منفرجة والباقي متلاصق، ومع ذلك كله نقول : إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال للقيط بن صبرة : خلل بين الأصابع ، خلل بين الأصابع فالتخليل بين الأصابع سنة، والواجب أن تتيقن أو يغلب على ظنك أن الماء دخل من بين الأصابع. انتهى الوضوء .

Webiste