يقول السائل : ما حكم الحلف بغير الله مع أن النبي صلى الله عليه وسلم روي أنه قال "أفلح وأبيه إن صدق" .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : وعلى الحضور.
الحضور : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : ما حكم الحلف بغير الله تعالى، مع أن النبي روي عنه أنه قال: أفلح وأبيه إن صدق ؟
الشيخ : الحلف بغير الله عز وجل مثل أن يقول: وحياتك، أو وحياتي، أو والنبي، أو والسيد الرئيس، أو والشعب، أو ما أشبه ذلك ،كل هذا محرم، بل هو من الشرك، لأن هذا النوع من التعظيم لا يصح إلا لله عز وجل.
ومن عظّم غير الله بما لا يكون إلا لله فهو شرك. لكن لما كان هذا الحالف لا يعتقد أن عظمة المحلوف به كعظمة الله لم يكن الشرك شركاً أكبر، بل كان شركاً أصغر.
فمن حلف بغير الله فقد أشرك شركاً أصغر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : لاتحلفوا بآبائكم، مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ .
وقال صلى الله عليه وسلم : مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ ، فلا تحلف بغير الله أياًّ كان المحلوف به، حتى لو كان النبي صلى الله عليه وسلم، أو جبريل، أو من دونهم من الرسل من الملائكة أو من البشر، أو من دون الرسل، لا تحلف بشيء سوى الله عز وجل.
أما قول النبي صلى الله عليه وسلم : أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ ، فهذه الكلمة : وأبيه اختلف الحفاظ فيها، فمنهم من أنكرها، وقال: لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبناء على ذلك فلا إشكال في الموضوع، لماذا؟ لأن المعارض لابد أن يكون قائماً، وإذا لم يكن المعارض قائماً، فهو غير مقاوم ولا يلتفت إليه.
وعلى القول بأنها ثابتة.
فإن الجواب على ذلك: أن هذا من المُشْكِل، والنهي عن الحلف بغير الله من الواضح، فيكون لدينا محكم ومتشابه.
وطريق الراسخين في العلم في المحكم والمتشابه أن يدعوا المتشابه ويأخذوا بالمحكم، قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا .
ووجه كونه متشابهاً : أن فيه احتمالات كثيرة، قد يكون هذا قبل النهي، وقد يكون هذا خاصاً بالرسول عليه الصلاة لبعد الشرك بحقه، وقد يكون هذا مما يجري على اللسان بغير قصد.
ولما كانت هذه الاحتمالات واردة على هذه الكلمة إن صحت عن الرسول صلى الله عليه وسلم - صار الواجب علينا أن نأخذ بماذا؟ بالمحكم، وهو النهي عن الحلف بغير الله.
ولكن يقول بعض الناس: إن الحلف بغير الله قد جرى على لسانه، ويصعب علي أن أدعه، فما الجواب؟
نقول: إن هذا ليس بحجة، بل جاهِد نفسك على تركه والخروج منه.
وأذكر أنني نهيت رجلاً قال : والنَّبِي، يخاطبني بشيء ما أدري، نسيته الآن، فقال: والنبي، فقلت : يا أخي كلمة والنبي هذه حلف بغير الله ولا تصلح حرام، قال: والنبي لا أَعُودُ لها.
طيب، هو قالها على أساس أنه بيؤكد أنه لن يعود لها، لكنه تجري على لسانه.
فنقول : حاول بقدر ما تستطيع أن تمحو من لسانك هذه الكلمة، لأنها شرك، والشرك خطره عظيم ولو كان أصغر، حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: " إن الشرك لا يغفرُهُ الله ولو كان أصغر ".
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : لَأَن أَحْلِفَ بالله كاذباً أحبُّ إليَّ مِن أن أحلف بغيرِهِ صادقاً .
قال شيخ الإسلام: "وذلك لأن سيئة الشرك أعظم من سيئة الكبيرة ".
الطالب : والكعبة؟
الشيخ : مثلها.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : وعلى الحضور.
الحضور : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : ما حكم الحلف بغير الله تعالى، مع أن النبي روي عنه أنه قال: أفلح وأبيه إن صدق ؟
الشيخ : الحلف بغير الله عز وجل مثل أن يقول: وحياتك، أو وحياتي، أو والنبي، أو والسيد الرئيس، أو والشعب، أو ما أشبه ذلك ،كل هذا محرم، بل هو من الشرك، لأن هذا النوع من التعظيم لا يصح إلا لله عز وجل.
ومن عظّم غير الله بما لا يكون إلا لله فهو شرك. لكن لما كان هذا الحالف لا يعتقد أن عظمة المحلوف به كعظمة الله لم يكن الشرك شركاً أكبر، بل كان شركاً أصغر.
فمن حلف بغير الله فقد أشرك شركاً أصغر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : لاتحلفوا بآبائكم، مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ .
وقال صلى الله عليه وسلم : مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ ، فلا تحلف بغير الله أياًّ كان المحلوف به، حتى لو كان النبي صلى الله عليه وسلم، أو جبريل، أو من دونهم من الرسل من الملائكة أو من البشر، أو من دون الرسل، لا تحلف بشيء سوى الله عز وجل.
أما قول النبي صلى الله عليه وسلم : أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ ، فهذه الكلمة : وأبيه اختلف الحفاظ فيها، فمنهم من أنكرها، وقال: لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبناء على ذلك فلا إشكال في الموضوع، لماذا؟ لأن المعارض لابد أن يكون قائماً، وإذا لم يكن المعارض قائماً، فهو غير مقاوم ولا يلتفت إليه.
وعلى القول بأنها ثابتة.
فإن الجواب على ذلك: أن هذا من المُشْكِل، والنهي عن الحلف بغير الله من الواضح، فيكون لدينا محكم ومتشابه.
وطريق الراسخين في العلم في المحكم والمتشابه أن يدعوا المتشابه ويأخذوا بالمحكم، قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا .
ووجه كونه متشابهاً : أن فيه احتمالات كثيرة، قد يكون هذا قبل النهي، وقد يكون هذا خاصاً بالرسول عليه الصلاة لبعد الشرك بحقه، وقد يكون هذا مما يجري على اللسان بغير قصد.
ولما كانت هذه الاحتمالات واردة على هذه الكلمة إن صحت عن الرسول صلى الله عليه وسلم - صار الواجب علينا أن نأخذ بماذا؟ بالمحكم، وهو النهي عن الحلف بغير الله.
ولكن يقول بعض الناس: إن الحلف بغير الله قد جرى على لسانه، ويصعب علي أن أدعه، فما الجواب؟
نقول: إن هذا ليس بحجة، بل جاهِد نفسك على تركه والخروج منه.
وأذكر أنني نهيت رجلاً قال : والنَّبِي، يخاطبني بشيء ما أدري، نسيته الآن، فقال: والنبي، فقلت : يا أخي كلمة والنبي هذه حلف بغير الله ولا تصلح حرام، قال: والنبي لا أَعُودُ لها.
طيب، هو قالها على أساس أنه بيؤكد أنه لن يعود لها، لكنه تجري على لسانه.
فنقول : حاول بقدر ما تستطيع أن تمحو من لسانك هذه الكلمة، لأنها شرك، والشرك خطره عظيم ولو كان أصغر، حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: " إن الشرك لا يغفرُهُ الله ولو كان أصغر ".
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : لَأَن أَحْلِفَ بالله كاذباً أحبُّ إليَّ مِن أن أحلف بغيرِهِ صادقاً .
قال شيخ الإسلام: "وذلك لأن سيئة الشرك أعظم من سيئة الكبيرة ".
الطالب : والكعبة؟
الشيخ : مثلها.
الفتاوى المشابهة
- ما حكم الذين يحلفون بغير الله؟ - ابن باز
- حكم الحلف بغير الله تعالى - الفوزان
- باب النهي عن الحلف بمخلوق كالنبي والكعبة وال... - ابن عثيمين
- الحلف بغير الله هل يعتبر شركا - اللجنة الدائمة
- الجواب عن حديث :" أفلح وأبيه إن صدق ". - ابن عثيمين
- معنى قوله: "أفلح وأبيه إن صدق" - ابن باز
- كثير من الناس عندنا يحلفون بغير الله علما أن... - ابن عثيمين
- كيف نرد على من استدل بعبارة ( أفلح وأبيه إن صد... - الالباني
- كيف نجمع بين نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن... - ابن عثيمين
- تتمة سؤال: كيف نجمع بين نهي النبي صلى الله ع... - ابن عثيمين
- يقول السائل : ما حكم الحلف بغير الله مع أن ا... - ابن عثيمين