تم نسخ النصتم نسخ العنوان
يوجد لدينا مسجد ونصلي فيه الجمعة ولكني رأيت... - ابن عثيمينالسائل : يوجد لدينا مسجد ونصلي فيه الجمعة ، ولكن رأيت فيه عادات لم أراها في غيره ، وهي أن الإمام يقوم بأداء الصلاة الإبراهيمية هو وجميع من في المسجد بصو...
العالم
طريقة البحث
يوجد لدينا مسجد ونصلي فيه الجمعة ولكني رأيت فيه عادات لم أراها في غيره، وهي أن الإمام يقوم بأداء الصلاة الإبراهيمية هو وجميع من في المسجد بصوت عال وبشكل جماعي و ذلك قبل الخطبة، فهل هذا جائز أم لا،ثانيا يقرؤون آية الكرسي ويسبحون ويهللون بصوت عال وبشكل جماعي أيضا ويختمون بالفاتحة إلى روح النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نصحتهم وقلت لهم إن هذا لا يجوز فقال إمام المسجد إنها سنة أو مستحبة فطلبت منه الدليل ولكنه رفض ذالك ، فنرجو منكم يا فضيلة الشيخ الإجابة الشافية والتوضيح لنا ولهم مع العلم بأنني ولله الحمد مستقيم ومتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بعيدا عن الخرافات والاعتقادات الباطلة ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يوجد لدينا مسجد ونصلي فيه الجمعة ، ولكن رأيت فيه عادات لم أراها في غيره ، وهي أن الإمام يقوم بأداء الصلاة الإبراهيمية هو وجميع من في المسجد بصوت عال وبشكل جماعي وذلك قبل الخطبة، فهل هذا جائز أم لا ؟.
ثانيا : يقرؤون آية الكرسي ويسبحون ويهللون بصوت عال وبشكل جماعي أيضا ويختمون بالفاتحة إلى روح النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد نصحتهم وقلت لهم إن هذا لا يجوز ، فقال لي إمام المسجد إنها سنة أو مستحبة ، طلبت منه الدليل ولكنه رفض ذالك ، فنرجو منكم يا فضيلة الشيخ الإجابة الشافية والتوضيح لنا ولهم ، مع العلم بأنني ولله الحمد مستقيم ومتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بعيدا عن الخرافات والاعتقادات الباطلة ، نرجو إجايتكم ؟

الشيخ : هذا السؤال تضمن عدة مسائل :
المسألة الأولى : الصلاة الإبراهيمية قبل الخطبة من الإمام ومن في المسجد بصوت جماعي ، والصلاة الإبراهمية هي :"اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد" وهذه الصلاة الإبراهيمية إذا أتى بها الإنسان كما وصف السائل قبل الخطبة بصوت جماعي فقد فعل بدعة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام محذراً أمته : "إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" .
والمشروع لأهل المسجد قبل مجيئ الإمام أن يشتغلوا بالصلاة وقراءة القرآن والذكر كل على انفراده بدون أن يجتمعوا على ذلك .
وأما الإمام فالمشروع في حقه إذا دخل أن يسلم أول ما يدخل على من حول الباب ثم يصعد المنبر ويتوجه إلى الناس ويسلم عليهم عامة ثم يجلس إلى فراغ الأذان ، ثم يقوم فيخطب الخطبة الأولى ثم يجلس ثم يخطب الخطبة الثانية ثم ينزل فيصلي بالناس ، هذا هو المشروع للإمام في يوم الجمعة ، ولا ينبغي للإمام أن يتقدم إلى المسجد قبل حلول وقت الخطبة والصلاة كما يفعله بعض الناس المحبين للخير الذين يرغبون في السبق إلى الطاعات ، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل هذا ، لم يكن يتقدم إلى المسجد في يوم الجمعة لينتظر الخطبة والصلاة ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، فالذي ينبغي للإنسان أن يكون متحرياً هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه خير الهدي .
أما الجماعة الذين ينتظرون الإمام فإنهم كلما تقدموا إلى الجمعة كان ذلك أفضل كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : "أن من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن ومن راح في الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الخامسة فكأنما قرب بيضة"
وأما المسألة الثانية مما تضمنه هذا السؤال : فهي قراءة الفاتحة والذكر بعد الصلاة وقراءة آية الكرسي بصوت مرتفع جماعي ، وهذا أيضاً من البدع ، فإن المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنهم بعد الصلاة يذكرون الله تعالى بصوت مرتفع ولكن كل واحد منهم يذكر الله تعالى على انفراده دون أن يشتركوا .
فرفع الصوت بالذكر بعد الصلاة صلاة الجمعة أو غيرها من الصلوات المفروضة سنة كما صح ذلك في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "كان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم" .
وأما قراءة الفاتحة سواء كان ذلك سراً أو جهراً فلا أعلم فيه حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما ورد الحديث بقراءة آية الكرسي وقل هو الله أحد والمعوذتين فقط .

Webiste