الشيخ : الذين ننصحك به أن تعلم أن هذه الوساوس من الشيطان يلقيها في قلبك ليحول بينك وبين هذا الفعل ، بل ليحول بينك وبين العمل الصالح الذي تريد أن تقوم به ، وأنت تعلم من نفسك أنك ما ذهبت إلى المسجد لتصلي مع الجماعة رياءً ولا سمعة وإنما ذهبت امتثالاً لأمر الله ورسوله ، وتعلم كذلك أنك ما قمت بالنصيحة لأهلك وأصحابه ومن يتصل بك إلا لترشدهم إلى دين الله عز وجل رجاء أن يهديهم الله على يديك ، فتنال الخير الكثير الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لئن يهدي الله بك رجلاً واحدً خير لك من حمر النعم" كل هذا ثابت في قرارة نفسك وعالم به ولا تفعله إلا وأنت مطمئن إلى هذا القصد والنية . فما يرد عليك من الخواطر والأوهام فإنما هي وساوس من الشيطان ليحول بينك وبين الخير والدعوة إليه .
وقد كان هذا يصيب الصحابة رضي الله عنهم ويصيبهم ما هو أعظم من ذلك ، يصيبهم من الهواجس والخواطر ما لو سقطوا من السماء لكان أحب إليهم مما كان في نفوسهم أو لو احترقوا حتى يكونوا حمماً لكان أهون عليهم ، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام أمرهم أن يستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم وينتهوا عن هذه الوساوس ويعرضوا عنها ، وبذلك يشفون منها وتزول بإذن الله عز وجل .
فاصبر على طاعة الله ، اصبر على الذهاب إلى المساجد وعلى الدعوة إلى الله عز وجل ، وهذه الأوهام التي تصيبك والخطرات التي يلقيها الشيطان في قلبك لا تنظر إليها إطلاقاً ، وإذا مارست الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها واستعنت بالله سبحانه وتعالى في ذلك وسألته أن يزيلها من قلبك فأبشر بالخير وأن الله تعالى سيزيلها .