امرأة عندها أواني كثيرة تحمل آيات قرآنية كريمة والبعض من الأدعية المأثورة فقيل لها أن استعمالها أو إمتلاكها حرام و يجب عليها أن تحرقها، فقامت بإحرقها خشية من عقاب الله عزوجل وبعد إحراقها و تمزيق البعض الآخر ولم تعرف أين تضع المخلفات فهل تدفنها أم ترميها في النفايات .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : عندي أوان كثيرة تحمل ءايات قرءانية كريمة والبعض من الأدعية المأثورة وقال لي بعض الناس: إن استعمالها أو امتلاكها حرام ويجب علي أن أحرقها فقمت بإحراقها خشية لعقاب الله عز وجل وبعد أن أحرقت البعض منها ومزقت البعض الأخر لم أعرف أين أضع المخلّفات هل أقوم بدفنها أم أرميها بسلة مهملات؟ أرجو التوجيه في هذا مأجورين.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الجواب على هذا السؤال أن هذه الأوراق التي كانت فيها ءايات من كتاب الله عز وجل وأحرقتها بمشورة من بعض الناس يمكن أن تكمّل إحراقها أيضا ثم تدفنها لأن ذلك أبلغ في البعد عن امتهانها اللهم إلا أن تمزّقها تمزيقا كاملا بحيث لا يبقى للكلمات شيء فإنه يغني عن إحراقها ولكنها ذكرت أنها أحرقت أوراقا فيها أدعية والأوراق التي فيها الأدعية يفصّل فيها فيقال إن كانت أدعية مشروعة فالحفاظ عليها أوْلى وإبقاؤها أولى ليُنتفع بها وإن كانت أدعية غير مشروعة فإتلافها واجب بالإحراق أو التمزيق تمزيقا كاملا، قد يقول قائل: لماذا فصّلتم في الأدعية بل لماذا فصّلتم في الأوراق التي فيها أدعية ولم تفصّلوا في الأوراق التي فيها ءايات قرءانية؟
السائل : طيب.
الشيخ : والجواب على هذا أن نقول: إن الأوراق التي فيها ءايات قرءانية لو بقيت لكان هذا عرضة لامتهانها إن بقيت هكذا مهملة وإن علقت على الجدر فإن تعليق الأيات على الجدر ليس من الأمور المشروعة التي كان عليها السلف الصالح رضي الله عنهم والمعلق لها لا يخلو من أحوال، الحال الأولى: أن يعلقها تبرّكا بها وهذا ليس بمشروع وذلك لأن التبرّك بالقرأن على هذا النحو لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه وما لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم مما اتخذ على وجه تعبدي أو على وجه وسيلي فإنه لا يكون مشروعا لقول الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ وإما أن يتخذها على سبيل الحماية بحيث يعتقد أنه إذا علّق هذه الأيات حمته من الشياطين وهذا أيضا لا أصل له من السنّة ولا من عمل الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح وفيه محذور وهو أن الإنسان يعتمد عليها ولا يقوم بما ينبغي أن يقوم به من قراءة الأيات التي فيها الحماية والتحرّز من الشيطان الرجيم لأن نفسه ستقول له مادمت قد علقت ءاية الكرسي مثلا في بيتك فإنه يُغني عن قراءتها مادمت علقت سورة الإخلاص والمعوذتين فإنه يكفيك عن قراءتهن وهذا لا شك أنه يصد الإنسان عن الطريق الصحيح في الاحتماء والاحتراز بالقرأن الكريم فهاتان حالان.
الحال الثالثة: أن يعلق هذه الأوراق التي فيها القرأن من أجل الذكرى والموعظة وهذا إن قدّر أن فيه نفعا في بعض الأحيان فإن فيه ضررا أكثر وذلك أن كثيرا من المجالس تكون فيها هذه الأيات القرءانية ولكن لا ينتفع أهل المجلس بها قد يكون من المعلق ورقة فيها قوله تعالى: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فتجد الناس في نفس هذا المكان يغتاب بعضهم بعضا ولا ينتفعون بهذه الأية وكوْن الأية فوق رؤوسهم تنهى عن الغيبة وهم يغتابون الناس يُشبه أن يكون هذا من باب التحدي وعدم المبالاة بما نهى الله عنه فربما تجد في بعض المجالس ورقة فيها قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ومع هذا لا أحد يلتفت لها ولا يرفع رأسه إليها ولا يذكر الله ولا يسبحه وهذا كثير إذًا فالعظة والتذكر بهذه الأيات التي تُكتب على أوراق وتعلّق قليلة ثم إن التذكير والعظة بهذه الطريقة لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح ولا شك أن هديهم خير من هدينا وأقرب إلى الصواب منا ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ولهذا حبّذنا عمل هذه المرأة التي أحرقت الأوراق التي عندها فيها ءايات من كتاب الله وفصّلنا في الأدعية.
السائل : طيب.
الشيخ : نعم.
السائل : بارك الله فيكم يا شيخ محمد هل ينطبق هذا على الأحاديث يا فضيلة الشيخ؟
الشيخ : أنا عندي أن الأحاديث أهون من الأيات الكريمة ولكن مع هذا لو عدل الناس عنها لكان خيرا ولو بقيت فلا بأس. نعم.
السائل : بارك الله فيكم، الحِكم وغيرها أيضا؟
الشيخ : لا، ليس بها بأس لأنها ليست من كلام الله ولا رسوله في الغالب. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. المستمعة ن أ ب من جدة أيضا.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الجواب على هذا السؤال أن هذه الأوراق التي كانت فيها ءايات من كتاب الله عز وجل وأحرقتها بمشورة من بعض الناس يمكن أن تكمّل إحراقها أيضا ثم تدفنها لأن ذلك أبلغ في البعد عن امتهانها اللهم إلا أن تمزّقها تمزيقا كاملا بحيث لا يبقى للكلمات شيء فإنه يغني عن إحراقها ولكنها ذكرت أنها أحرقت أوراقا فيها أدعية والأوراق التي فيها الأدعية يفصّل فيها فيقال إن كانت أدعية مشروعة فالحفاظ عليها أوْلى وإبقاؤها أولى ليُنتفع بها وإن كانت أدعية غير مشروعة فإتلافها واجب بالإحراق أو التمزيق تمزيقا كاملا، قد يقول قائل: لماذا فصّلتم في الأدعية بل لماذا فصّلتم في الأوراق التي فيها أدعية ولم تفصّلوا في الأوراق التي فيها ءايات قرءانية؟
السائل : طيب.
الشيخ : والجواب على هذا أن نقول: إن الأوراق التي فيها ءايات قرءانية لو بقيت لكان هذا عرضة لامتهانها إن بقيت هكذا مهملة وإن علقت على الجدر فإن تعليق الأيات على الجدر ليس من الأمور المشروعة التي كان عليها السلف الصالح رضي الله عنهم والمعلق لها لا يخلو من أحوال، الحال الأولى: أن يعلقها تبرّكا بها وهذا ليس بمشروع وذلك لأن التبرّك بالقرأن على هذا النحو لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه وما لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم مما اتخذ على وجه تعبدي أو على وجه وسيلي فإنه لا يكون مشروعا لقول الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ وإما أن يتخذها على سبيل الحماية بحيث يعتقد أنه إذا علّق هذه الأيات حمته من الشياطين وهذا أيضا لا أصل له من السنّة ولا من عمل الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح وفيه محذور وهو أن الإنسان يعتمد عليها ولا يقوم بما ينبغي أن يقوم به من قراءة الأيات التي فيها الحماية والتحرّز من الشيطان الرجيم لأن نفسه ستقول له مادمت قد علقت ءاية الكرسي مثلا في بيتك فإنه يُغني عن قراءتها مادمت علقت سورة الإخلاص والمعوذتين فإنه يكفيك عن قراءتهن وهذا لا شك أنه يصد الإنسان عن الطريق الصحيح في الاحتماء والاحتراز بالقرأن الكريم فهاتان حالان.
الحال الثالثة: أن يعلق هذه الأوراق التي فيها القرأن من أجل الذكرى والموعظة وهذا إن قدّر أن فيه نفعا في بعض الأحيان فإن فيه ضررا أكثر وذلك أن كثيرا من المجالس تكون فيها هذه الأيات القرءانية ولكن لا ينتفع أهل المجلس بها قد يكون من المعلق ورقة فيها قوله تعالى: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فتجد الناس في نفس هذا المكان يغتاب بعضهم بعضا ولا ينتفعون بهذه الأية وكوْن الأية فوق رؤوسهم تنهى عن الغيبة وهم يغتابون الناس يُشبه أن يكون هذا من باب التحدي وعدم المبالاة بما نهى الله عنه فربما تجد في بعض المجالس ورقة فيها قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ومع هذا لا أحد يلتفت لها ولا يرفع رأسه إليها ولا يذكر الله ولا يسبحه وهذا كثير إذًا فالعظة والتذكر بهذه الأيات التي تُكتب على أوراق وتعلّق قليلة ثم إن التذكير والعظة بهذه الطريقة لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح ولا شك أن هديهم خير من هدينا وأقرب إلى الصواب منا ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ولهذا حبّذنا عمل هذه المرأة التي أحرقت الأوراق التي عندها فيها ءايات من كتاب الله وفصّلنا في الأدعية.
السائل : طيب.
الشيخ : نعم.
السائل : بارك الله فيكم يا شيخ محمد هل ينطبق هذا على الأحاديث يا فضيلة الشيخ؟
الشيخ : أنا عندي أن الأحاديث أهون من الأيات الكريمة ولكن مع هذا لو عدل الناس عنها لكان خيرا ولو بقيت فلا بأس. نعم.
السائل : بارك الله فيكم، الحِكم وغيرها أيضا؟
الشيخ : لا، ليس بها بأس لأنها ليست من كلام الله ولا رسوله في الغالب. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. المستمعة ن أ ب من جدة أيضا.
الفتاوى المشابهة
- هل يجوز قراءة الأدعية و الأذكار من كتب الأدع... - ابن عثيمين
- جواز إحراق أوراق المصحف إذا خشي عليها الامتهان - ابن باز
- أدعية فيها مخالفات شرعية - اللجنة الدائمة
- حكم رمي الأوراق التي عليها اسم الله في النفايات - ابن باز
- كيفية التخلص من الأوراق التي فيها ذكر الله - ابن باز
- يكثر في أماكن تجمعات الطلاب بعض الأوراق التي... - ابن عثيمين
- كيفية التعامل مع الأوراق التي فيها ذكر الله - ابن باز
- يقول بعض العامة لا نحفظ من الأدعية المأثورة... - ابن عثيمين
- ما الأدعية المشروعة في مجالس الذكر وبعد الصلوات؟ - ابن باز
- إحراق أو دفن الأوراق التي فيها آيات من ا... - اللجنة الدائمة
- امرأة عندها أواني كثيرة تحمل آيات قرآنية كري... - ابن عثيمين