تم نسخ النصتم نسخ العنوان
توضيح الشيخ لتجربته مع حزب التحرير، ولقائه بزع... - الالبانيالشيخ : فالذي علمته من تلك المخالطة والمحاججة ومن ذلك الاطلاع ، زائد شيء آخر وهو من حيث التاريخ أول هو : أنني كنت زرت الشَّيخ تقي الدين النبهاني أول مجي...
العالم
طريقة البحث
توضيح الشيخ لتجربته مع حزب التحرير، ولقائه بزعيمها الشيخ تقي الدين النبهاني ، ومعرفته لمنهج حزبه ودعوته القائم على التلفيق بين المذاهب .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : فالذي علمته من تلك المخالطة والمحاججة ومن ذلك الاطلاع ، زائد شيء آخر وهو من حيث التاريخ أول هو : أنني كنت زرت الشَّيخ تقي الدين النبهاني أول مجيئه إلى دمشق ، واعفوني من التأريخ لأنني لا أهتم به ، وإنما بقدر يعني في أول بدء انتشار الحزب عندنا في سوريا نزل في مدرسة هناك في دمشق قريبة من ... اسمها : مدرسة دير ياسين ، فدعاني بعض إخواننا للتعرف عليه من جهة القواعد ، فمن هذا اللقاء فهمت أن المنهج العلمي الذي أقام عليه حزبه ودعوته إليه ، قائم على منهج تلفيق من المذاهب ، وليس على المنهج المتجرد العلمي الذي لا ينظر ، أو لا يضع هدفه المنشود يجعلها مقدمة والأدلة مؤخرة ، فهو يضع ما يريد ، ثم يستدل له بما يجده في بطون الكتب ، أما أن يسلم قيادة عقله وتفكيره ونفسه لما تؤدي إليه الأدلة ، فلا ، فأنا لما سألته في ذاك اللقاء الأول عن منهجه أجابني : بأنه هو لا يقلد مذهبًا معينًا ، لكنه يأخذ من كل مذهب ما يناسب العصر ، وهذه الطريقة خطيرة جدًّا ، وعلى ذلك يقوم كل متفقهة هذا الزمان ، لأنهم الحقيقة لما نشؤوا على التدين بإغلاق باب الاجتهاد ، فوجؤوا بأن هناك مسائل -كما ألمحنا سابقًا- تحتاج إلى اجتهاد وهم لا يستطيعون الاجتهاد فإذن هم يأخذون من كل مذهب ما يناسب المصلحة زعموا ، أنا أعرف مثلًا أحد السوريين من الأدباء المشهورين وعنده شيء من الفقه في المذهب الحنفي ، كان من أشد أعداء الدعوة السلفية ، لأنها تتبنى خلاف ما عليه المحاكم الشرعية في بعض في المواد فيها ، منها : إيقاع الطلاق بلفظ ثلاث ثلاثًا ، فكان يعادي الدعوة السلفية ، لأنها تتبنى خلاف ذلك وتقول : أنه هذا الطلاق يعتبر طلقة واحدة ، فلما جاءهم الإيعاز من بعض الحكومات ، وبتوجيه بعض القانونيين مثل السمهوري باشا أنه الآن أمور الطلاق مشكِلة ويجب حلها ، وتنفيذ الطلاق بلفظ ثلاث ثلاثًا ما بحل المشكلة ، إذن بنرجع نتبنى مذهب ابن تيمية ، لأنه بحل المشكلة مو لأنه هو الصواب من حيث دليل السنة أو الكتاب ، فترى مثل هذا الإنسان المشار إليه من أشد التعصب للمذهب الحنفي حينما يقال له : الدليل والحديث الصحيح خلاف ما أنتم عليه يثورر ويخور ، وإذا به يتبنى القانون الموافق لذلك الذي كان إذا ذكر عنده يثور ويخور ، على هذا الطريق وعلى هذا التلفيق قام مذهب أو قام فكر حزب التحرير ، فهو له عدة رسائل كنت أنا من أول ما اطلعت عليها كتابه : " نظام الإسلام " ، " الاقتصاد الإسلامي " ، " والخلافة " ، ورسائل أخرى بعد عهدي بها ، فوجدته ينحو هذا المنحى ، وهذا في الواقع يتطلب اللامبالاة بصحة الحديث أو ضعفه ، الحديث اللي بناسب المصلحة فهو كما يقولون : " خوش حديث " ، ولذلك كتبه ممتلئة بأحاديث ضعيفة معروفة ، وبعضها لا أصل لها في كتب السنة ، وكل عذره أنه التقطها من بعض الكتب المذهبية ، ففي هذا اللقاء عرفت هذا المنهج من لسانه ، ثم وجدته مطبقًا في رسائله وكتبه .

Webiste