تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث : ( ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من... - الالبانيالشيخ : لقد جاء في الحديث الصحيح بشارة للزوجين المسلمين إذا مات لهم ثلاثة من الولد بل واثنان بشارة عظيمة جدًّا حيث قال - عليه الصلاة والسلام - :  ما من ...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث : ( ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغ الحنث إلا لن تمسهما النار إلا تحلة القسم قالوا واثنان يا رسول الله قال واثنان قالوا حتى ظننا أننا لو قلنا وواحد يا رسول الله لقال وواحد ). وبيان معنى (تحلة القسم) بورود الناس النار أجمعين وبيان أصنافهم.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : لقد جاء في الحديث الصحيح بشارة للزوجين المسلمين إذا مات لهم ثلاثة من الولد بل واثنان بشارة عظيمة جدًّا حيث قال - عليه الصلاة والسلام - : ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا لن تمسَّهما النار إلا تحلَّة القسم . قالوا : واثنان يا رسول الله هو ؟ قال : ثلاثة ، فجاءه السؤال قالوا : واثنان يا رسول الله ؟ قال : واثنان . قالوا : حتى ظنَنَّا أننا لو قلنا : وواحد يا رسول الله ؛ لقال وواحد ؛ إذًا تربية المسلم لأولاده ليس كتربية الكافر لأولاده الكافر يعني إذا تزوَّج فهو للشهوة الحيوانية المحضة ، وإذا رُزِقَ ولدًا فهو - أيضًا - للتمتُّع في العاجلة لا يفكر مطلقًا أن يحسن تربيتهما ليسجل في صحيفته أجر تربيته إياهما ويدَّخر له أجر ذلك عند الله يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ الكافر يريد أن يعيش فقط كما جاء في القرآن الكريم كيف يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تتمتَّع الأنعام .
الطالب : كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ .

الشيخ : نعم .
الطالب : كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ .

الشيخ : كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ هكذا وكما أقول أحيانا الكافر يقنع بأنه يكون عنده ولدين ولا زوجين وخامسهم كلبهم أو سادسهم كلبهم هكذا تربيتهم أما المسلم فهو يفكر في الآجلة وليس فقط في العاجلة مما يحفزه ويدفعه على هذا الفكر هو ابتغاء ما عند الله - عز وجل - من الأجر كما في هذا الحديث ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا لن تمسَّهما النار إلا تحلَّة القسم . قالوا : واثنان يا رسول الله ؟ قال : واثنان ، قال : حتى لو قلنا واحد لقال : وواحد . هذا ظن منهم أما الذي أكده الرسول - عليه السلام - اثنين أيضًا وما معنى هذه البشارة من الرسول - عليه السلام - لن تمسَّه النار إلا تحلَّة القسم هو - صلى الله عليه وآله وسلم - يشير إلى الآية الكريمة التي تقول : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ، وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا أي النار وقد اختلف علماء التفسير في هذه الآية في تفسير الورود المذكور فيها وَإِنْ مِنْكُمْ هذا قسم من رب العالمين أي : لا بد لكلٍّ من الثقلين الإنس والجن من دخول النار أي سواء من كان منهم صالحًا أو طالحًا وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ماهو الورود ثلاثة أقوال القول الأول وهو الصحيح الدخول والقول الثاني المرور على الصراط من فوق النار القول الثالث المرور من أطرافها من جوانبها كما تورد الإبل على الحوض وقلنا إن القول الأول هو الصحيح والراجح لأدلة من أصحها وأقواها أنه جاء في " صحيح مسلم " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال ذات يوم : لا يدخل النار أحدٌ من أهل بدر والحديبية . قالت حفصة وهي بنت عمر وزوجة الرسول - عليه السلام - قالت : يا رسول الله ، قال الله - عز وجل - : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا . للحديث تتمة ، لكني أقف عند قولها إنها قد فهمت من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حين قال بلسان عربي مبين أن أحد من أهل بدر والحديبية أهل الشجرة لا يدخل النار بدَرَ إلى ذهنها أن هذا الخبر ظاهره يخالف الآية : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ؛ فهل أنكر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهمها أم أقرّها على فهمها لكنه - عليه السلام - أدخل على فهمها قيدا لم تكن متذكرة له حيث قال - عليه السلام - لها اقرئي تمام الآية بعد قوله - تعالى - : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ؛ أي : هذا الدخول لا بد منه لكن هذا الدخول على نوعين نوع لا يتأذى الداخلون فيه وهم المؤمنون وعلى القائمة الأولى منهم أهل بدر والحديبية القسم الثاني هم الذين يبقون هناك في النار يعذبون كل بحسبه هذا هو الحديث الأول والحديث الآخر أن رجلًا من أصحاب النبي أو لعلي أقول الحديث الثاني أن رجلًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مرِض مرَض الموت فعاده الناس فبكى قالوا له ما لك تبكي وأنت أدركت النبي وآمنت به وغزوت معه إلى آخره يبشرونه قال : لقد سمعت الله - عز وجل - يقول : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا فلا أدري هل أنا من الذين قال فيهم : ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا أم من الطائفة الثانية وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا هكذا كان السلف الصالح الحديث الثالث وهو صريح في الموضوع جدًّا لولا أن في سنده ضعفًا فلا نستطيع أن نقطع بنسبته إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لكن معناه يشهد له الحديثان المتقدمان الحديث يرويه أبو عبدالله الحاكم في " المستدرك " بإسناده عن جابر بن عبدالله الأنصاري عن رجل من التابعين قال كنا في مجلس في سهرة فجرى ذكر هذه الآية : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا قال فاختلف أهل المجلس في تفسيرها على الأقوال الثلاثة التي ذكرناها آنفًا وانفض المجلس على هذا الخلاف قال لما خرج لقي جابر بن عبدالله الأنصاري في الطريق فذكر له الخلاف الذي سمعه في المجلس فوضع أصبعيه في أذنيه وقال صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول لا يبقى برٌّ ولا فاجرٌ إلا ويدخلها ، ثم تكون بردًا وسلامًا على المؤمنين كما كانت على إبراهيم .
الطالب : الله أكبر !

الشيخ : هذا الحديث يوضِّح تمامًا أن الدخول لا بد منه إذا عرفنا هذه الحقيقة الفقهية الشرعية عرفتم عظمة من رزقه الله أولادا ثم ماتوا قبل أن يبلغوا الحنث فصبروا واحتسبوا وفاتهم عند ربهم لن تمسَّهم النار إلا تحلَّة القسم يعني مرور إي هذه المعاني الكفار لا يعرفونها ولو عرفوها لم يؤمنوا بها ، أما المسلم فالمفروض فيه أولا أن يعرفها فإذا عرفها إذا عرفها آمن بها وإذا آمن بها هانت عليه مصاعب الحياة حينئذٍ يتحمَّل الضَّرر الذي قد يعرض له أو لزوجته .

Webiste