الكلام على كتاب " الطبقات الكبرى " للشَّعراني وما فيه من الأباطيل .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : والمذكور في الكتب وبخاصَّة كتاب مع الأسف الشديد طُبع عشرات المرات في القاهرة ، اسمه " الطبقات الكبرى " للإمام الشعراني ، هذا الرجل يترجم لعلماء أفاضل ، يكفي أنه ترجم للعشرة المبشرين للجنة ، ولكبار العلماء الذين جاؤوا من بعدهم ، ثم أسفَّ وانحطَّ في التراجم حتى وصل إلى ترجمة البدوي ، وأمثال هؤلاء من المعروفين من الصوفية ، فيروي عنهم أشياء هي - كما قلنا - إهانات ، بل هي كفريَّات ، يذكر في ترجمة أحدهم وهذا الكتاب مطبوع ، وعشرات الطبعات ، يذكر في ترجمة أحدهم أنه قال : " تركتُ قولي للشيء كن فيكون عشرين سنة أدبًا مع الله !! " ؛ يعني وصل إلى مرتبة الألوهية ، بل إلى مرتبة الربوبية ، " تركت قولي للشيء كن فيكون عشرين سنة أدبًا مع الله " ، أما ما قبل ذلك وبعد ذلك لم يكن متأدِّبًا مع الله ، فكان يقول للشيء كن فيكون ، هذا كفرٌ وشركٌ في الربوبية ، هذا ما كان المشركون يشركون به ؛ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ، هذا ذُكر أنه هذا من الواصلين من كبار الأولياء ، كذلك يذكر ويذكر قصة ذلك الرجل الذي رُئي أنه يفعل الفاحشة في الحمار على قارعة الطريق ، فأنكروا ذلك عليه ، فقال : " هناك سفينة في البحر تغرق فأنا سدَدْتها !! " ، هذا مذكور في الكرامات يا جماعة ! وهذا ما جاءه أشياء كثيرة وكثيرة جدًّا نعرض نضرب صفحًا عمَّا في هذا الكتاب من سخافات ، بل كفريات باسم الكرامات ، كرامات الأولياء !
وأذكر لكم قصة وقعت في حلب ؛ ... ترون من كبار علماء الشافعية ، بل كان مفتي الشافعية في حلب ، جاء رجل من إخواننا أهل السنة قدَّم طلبًا ليكون إمامًا في مسجد من المساجد هناك ، فمشيت المعاملة كما هي المعتاد من دائرة إلى دائرة ، وصلت إلى المفتي ، المفتي أرسل خلفه لِيمتحنَه ؛ لأنُّو هناك كانت الدعوة التي نحن نسمِّيها بالدعوة السلفية ، وهم يسمُّونها بالدعوة الوهابية ، كانت ماشية والحمد لله في سوريا ، وخاصة في دمشق ثم في حلب ، وكان المفتي هذا بلغَه عن هذا الرجل اسمه أظنُّ أحمد المصري ، كان بلغَه عنه شيء من الوهابية في زعمه ، أخذ يسأله : قال له : شو رأيك بالكرامات ؟ فأجاب بجواب مختصر : أنُّو لها أصل في الكتاب والسنة ، قال له : شو رأيك بالكرامة التالية ؟ - هون الشاهد - حكى هو القصة سبحان الله ! يعني كيف وصل عقل بعض المشايخ إلى الانحطاط في الدَّرك الأسفل ، حكى له القصة خلاصتها أن أحد الخطباء ... حينما يخطب يوم الجمعة كُشف - لأنُّو هذا من كبار الأولياء الخطيب - كُشِفَ له أنُّو أحد الحاضرين حاقن ، تقولون حاقن ؟ آ ، لكن ماذا يفعل ؟ المسجد غاص بالناس ، وكيف يكون هكذا بينهم ؟ فالخطيب كلُّ هؤلاء يعرفهم لأنه ربَّنا كشف ، فذهب إليه - طبعًا هذا كفر - ، فإذا بالخطيب يمدُّ جبَّته ، يقول هكذا ، والرجل حاقن فانفتح أمامه طريق إلى حديقة ، دخل من كمِّ الشيخ يعني يُوصل إلى حديقة ، فقضى حاجته في الحديقة وتوضَّا ... من كمِّ الشيخ !! وتوضَّأ وعاد إلى مكانه ، ولا أحد يشعر بهذا ؛ لأنُّو الشيخ حواه بكرامته ، المفتي سأل صاحبنا ؛ تصدِّق بهذه الحكاية أو الكرامة ؟ قال له : أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ! هذه إهانة وليست كرامة ! قال له : أنت لا تصلح أن تكون إمامًا !! هذا كثير وكثير جدًّا .
الآن يُروى عن كرامات تقع في الجهاد في بلاد الأفغان ، الكرامات التي تُذكر الآن ما فيها غرابة ، ما فيها استنكار ؛ لكن كلُّ ما في الأمر أنها بحاجة إلى التثبت من صحَّتها كرواية ، فكون الشهيد يُشَمُّ منه رائحة المسك ما في ذلك ضرر إطلاقًا ، وكون ربنا - عز وجل - يأمر ببعض المجاهدين فتقع القنبلة بجانبهم ولا تنفجر ؛ فالله يدافع عن الذين آمنوا ، كل هذا ممكن يعني ؛ لكن تبقى القضية يُخشى أن يكون في الرواية تساهل ؛ أنُّو مجرد ما واحد بيقصُّ قصة نحن نلتقطها ونصدِّق بها .
فالذي أعتقده وأدين الله به أنه يجب على كل مسلم أن يؤمن بأن الله - عز وجل - يُكرم بعض أوليائه الصالحين الصَّادقين ببعض كرامته الخارقة للعادة ، ولكن ذلك لا يُشترط أن يعلم كل مسلم كرامة ، نحن نعلم - مثلًا - أن أفضل الناس بعد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هم العشرة المبشرين بالجنة ، وأفضلهم الخلفاء الراشدون ، ما رُوِيَ عن أحد منهم شيء من هذه الكرامات ، فليس من الضروري أن يُروى عن كل مسلم صالح أنه رؤيت منه كرامة ، لكن أنه قد يمكن أن يقع ؟ يمكن هذا أن يقع ، والمستند حينذاك إلى صحة الرواية ، فما يذاع الآن من الكرامات التي تقع في أفغانستان لا يُستبعد أن صحتها بأنها مقبولة ، وفعلًا هي كرامة من الله - عز وجل - لبعض هؤلاء الشهداء أو المجاهدين ، ولكن تُرى هل صحَّت أم لا ؟ تبقى القضية داخلة في علم الرواية ، أما من حيث الإمكان فكما قلنا في أول الكلام :
" وأثبتَنْ للأوليا الكرامَةْ *** ومن نفاها فانبذَنْ كلامَهْ " .
وأذكر لكم قصة وقعت في حلب ؛ ... ترون من كبار علماء الشافعية ، بل كان مفتي الشافعية في حلب ، جاء رجل من إخواننا أهل السنة قدَّم طلبًا ليكون إمامًا في مسجد من المساجد هناك ، فمشيت المعاملة كما هي المعتاد من دائرة إلى دائرة ، وصلت إلى المفتي ، المفتي أرسل خلفه لِيمتحنَه ؛ لأنُّو هناك كانت الدعوة التي نحن نسمِّيها بالدعوة السلفية ، وهم يسمُّونها بالدعوة الوهابية ، كانت ماشية والحمد لله في سوريا ، وخاصة في دمشق ثم في حلب ، وكان المفتي هذا بلغَه عن هذا الرجل اسمه أظنُّ أحمد المصري ، كان بلغَه عنه شيء من الوهابية في زعمه ، أخذ يسأله : قال له : شو رأيك بالكرامات ؟ فأجاب بجواب مختصر : أنُّو لها أصل في الكتاب والسنة ، قال له : شو رأيك بالكرامة التالية ؟ - هون الشاهد - حكى هو القصة سبحان الله ! يعني كيف وصل عقل بعض المشايخ إلى الانحطاط في الدَّرك الأسفل ، حكى له القصة خلاصتها أن أحد الخطباء ... حينما يخطب يوم الجمعة كُشف - لأنُّو هذا من كبار الأولياء الخطيب - كُشِفَ له أنُّو أحد الحاضرين حاقن ، تقولون حاقن ؟ آ ، لكن ماذا يفعل ؟ المسجد غاص بالناس ، وكيف يكون هكذا بينهم ؟ فالخطيب كلُّ هؤلاء يعرفهم لأنه ربَّنا كشف ، فذهب إليه - طبعًا هذا كفر - ، فإذا بالخطيب يمدُّ جبَّته ، يقول هكذا ، والرجل حاقن فانفتح أمامه طريق إلى حديقة ، دخل من كمِّ الشيخ يعني يُوصل إلى حديقة ، فقضى حاجته في الحديقة وتوضَّا ... من كمِّ الشيخ !! وتوضَّأ وعاد إلى مكانه ، ولا أحد يشعر بهذا ؛ لأنُّو الشيخ حواه بكرامته ، المفتي سأل صاحبنا ؛ تصدِّق بهذه الحكاية أو الكرامة ؟ قال له : أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ! هذه إهانة وليست كرامة ! قال له : أنت لا تصلح أن تكون إمامًا !! هذا كثير وكثير جدًّا .
الآن يُروى عن كرامات تقع في الجهاد في بلاد الأفغان ، الكرامات التي تُذكر الآن ما فيها غرابة ، ما فيها استنكار ؛ لكن كلُّ ما في الأمر أنها بحاجة إلى التثبت من صحَّتها كرواية ، فكون الشهيد يُشَمُّ منه رائحة المسك ما في ذلك ضرر إطلاقًا ، وكون ربنا - عز وجل - يأمر ببعض المجاهدين فتقع القنبلة بجانبهم ولا تنفجر ؛ فالله يدافع عن الذين آمنوا ، كل هذا ممكن يعني ؛ لكن تبقى القضية يُخشى أن يكون في الرواية تساهل ؛ أنُّو مجرد ما واحد بيقصُّ قصة نحن نلتقطها ونصدِّق بها .
فالذي أعتقده وأدين الله به أنه يجب على كل مسلم أن يؤمن بأن الله - عز وجل - يُكرم بعض أوليائه الصالحين الصَّادقين ببعض كرامته الخارقة للعادة ، ولكن ذلك لا يُشترط أن يعلم كل مسلم كرامة ، نحن نعلم - مثلًا - أن أفضل الناس بعد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هم العشرة المبشرين بالجنة ، وأفضلهم الخلفاء الراشدون ، ما رُوِيَ عن أحد منهم شيء من هذه الكرامات ، فليس من الضروري أن يُروى عن كل مسلم صالح أنه رؤيت منه كرامة ، لكن أنه قد يمكن أن يقع ؟ يمكن هذا أن يقع ، والمستند حينذاك إلى صحة الرواية ، فما يذاع الآن من الكرامات التي تقع في أفغانستان لا يُستبعد أن صحتها بأنها مقبولة ، وفعلًا هي كرامة من الله - عز وجل - لبعض هؤلاء الشهداء أو المجاهدين ، ولكن تُرى هل صحَّت أم لا ؟ تبقى القضية داخلة في علم الرواية ، أما من حيث الإمكان فكما قلنا في أول الكلام :
" وأثبتَنْ للأوليا الكرامَةْ *** ومن نفاها فانبذَنْ كلامَهْ " .
الفتاوى المشابهة
- الرد على من يقول : ما جاز أن يكون معجزة لنبيٍّ... - الالباني
- نسمع كثيرا عن الكرامات وهذا الرجل من أولياء... - ابن عثيمين
- الكلام عن الكرامات. - ابن عثيمين
- ما حكم كرامات الأولياء ؟ - الالباني
- قول أهل السنة والجماعة في الكرامات - ابن باز
- ذكر الشيخ لبعض الضلالات التي ذكرها الشعراني عن... - الالباني
- ذكر الشيخ لبعض الضلالات التي ذكرها الشعراني عن... - الالباني
- ذكر بعض الضلالات التي ذَكَرَها الشعراني عن الص... - الالباني
- تنبيه الشيخ على كثير من الأباطيل الواردة في بع... - الالباني
- التَّنبيه على كثير من الأباطيل الواردة في بعض... - الالباني
- الكلام على كتاب " الطبقات الكبرى " للشَّعراني... - الالباني