تم نسخ النصتم نسخ العنوان
نسمع كثيرا عن الكرامات وهذا الرجل من أولياء... - ابن عثيمينالسائل : فضيلة الشيخ! نسمع عن الكرامات لبعض الناس ونسمع كثيرا في بلدنا عن هذا الموضوع بأن هذا الرجل من أولياء الله الصالحين فما حكم ذلك أيضاً؟الشيخ : ال...
العالم
طريقة البحث
نسمع كثيرا عن الكرامات وهذا الرجل من أولياء الله الصالحين فهل من تعليق على ذلك ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشيخ! نسمع عن الكرامات لبعض الناس ونسمع كثيرا في بلدنا عن هذا الموضوع بأن هذا الرجل من أولياء الله الصالحين فما حكم ذلك أيضاً؟

الشيخ : الكرامات خوارق للعادة.

السائل : نعم.

الشيخ : يُجريها الله عز وجل على يد الرجل الصالح تكريما له أو إقامة دليل على أن ما عليه فهو حق فالكرامات إما لمصلحة الشخص نفسه أو لمصلحة الدين ولكنها لا تكون إلا للأولياء المتقين قال الله تعالى: { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ ءامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } فهذا هو الولي الذي قد يُظهر الله على يديه من الكرامات ما يدل على صدقه وصحة منهجه.
وهذه الكرامات موجودة في الأمم السابقة.

السائل : نعم.

الشيخ : وموجودة في هذه الأمة ولا تزال موجودة فيها إلى يوم القيامة فمن الكرامات للأمم السابقة ما جرى لمريم بنت عمران حينما حملت بعيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام { فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا } فأنت ترى هذه الكرامة امرأة في فلاة من الأرض حامل أتاها المخاض يسّر الله لها هذا الطعام والشراب { قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا } وفي الطعام قال: { وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا } امرأة نفساء والمرأة ضعيفة تؤمر بأن تهز بجذع النخلة لا في رأسها والهز بالجذع لا يحرّك النخلة لكن كرامة لها تحرّكت النخلة.

السائل : الله أكبر.

الشيخ : ثم لما تحرّكت تساقط الرُطب رطبا جنيا لم يتأثر بسقوطه على الأرض مع أن الغالب أن الرطب إذا سقط من أعلى فإنه يفسد يتمزّق لسقوطه على الأرض لكن هذا الرطب الذي تساقط على مريم تساقط عليها رطبا جنيا لم يتأثر بالأرض ولم يتمزّق بها { فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا } يعني كلي واشربي قريرة العين من غير خوف ولا حزن هذه من الكرامة.
ومن الكرامات في الأمم السابقة: ما جرى لأصحاب الكهف فتية ءامنوا بربهم كرهوا ما عليه قومهم من الشرك بالله عز وجل خرجوا عن البلد فآووا إلى غار وناموا به أتدري كم ناموا؟ { ثَلاثَ مِائَةٍ سِنينَ وَازدادوا تِسعًا } وهم نيام لا يحتاجون إلى أكل ولا إلى شرب ولا إلى بول ولا إلى غائط ولم تتمزّق ثيابهم ولم تنمو شعورهم ولا أظفارهم بل بقوا على ما هم عليه كل هذه المدة يقلبهم الله تعالى ذات اليمين وذات الشمال لئلا يتحجر الدم على اليمين إن بقوا على اليمين دائما أو على اليسار إن بقوا على اليسار دائما ثم إنهم في كهف { وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ } فلا تدخل عليهم الشمس فلا يسخنون ولا يفسدون من الحر ولا البرد وهذه ءاية من ءايات الله عز وجل، كرامة من كرامات الله.
ومن الكرامات في هذه الأمة ما يُذكر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أرسل سرية إلى العراق وعليها رجل يقال له سارية بن زنيم فحصره العدو فكشِف لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يخطب الناس يوم الجمعة عن حال هذا القائد فسمعه الناس يقولون: الجبل يا سارية! الجبل يا سارية! فسمع ذلك سارية فانحاز بالناس إلى الجبل فسلِم وصارت العاقبة له فأنت ترى الأن كرامة واضحة بالنسبة لعمر وبالنسبة لسارية، عمر رضي الله عنه كلّم الرجل سارية وسارية سمع كلامه وليس هناك هاتف ولا برقية ولكنها قدرة الله عز وجل.
وإذا أردت أن تعرف هذه الكرامات فراجع كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الكتاب المسمى: "الفرقان بين أولياء الرحمان وأولياء الشيطان" .
وليعلم أن كثيرا ممن يدعي الولاية اليوم تكون دعواه كذبا لأنك إذا فتشت عن حاله وجدته من أعداء الله لا من أولياء الله فكيف يدعي أنه ولي لله ونراه يُجرى على يديه الكرامات؟! فإن قال قائل: نعم إنه تجري على أيديهم خوارق قلنا: هذا من أعمال الشياطين تعمل لهم الخوارق من أجل أن يُضلوا الناس بغير علم بل من أجل أن يُضلوا الناس عن علم ولهذا نقول: إن الكرامة لا تكون إلا لولي والولي بيّنه الله عز وجل في قوله: { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ ءامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } فأنت إذا أردت أن تزن الرجل وهل هو ولي أو عدو فعليك بهذه الأية: { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ ءامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } فإذا كان مؤمنا تقيا فهو ولي وإلا فهو دعي وليس بولي. نعم.

السائل : بارك الله فيكم. نختم هذا اللقاء فضيلة الشيخ محمد بسؤال من المستمع عابد من ليبيا بنغازي يقول.

Webiste