فنحن لو تصوَّرنا الآن إنسانًا يمثِّل الرسول - صلى الله عليه وسلم - تمامًا كأبي بكر وغيره من أصحابه رأى رجلًا قد حجَّ حَجَّ قران ولم يسق الهدي ، ماذا تظنون يقول له ؟ يقول له كما قال - عليه السلام - : "اجعلوا حجَّكم عمرة ، ولولا أني استقبلت من أمري ما استدبرت" إلى آخر الحديث ؛ ولذلك فنحن نقتدي به - عليه السلام - ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا ، ولا ننصح لحاجٍّ أن يحجَّ حجة قران إلا إذا تصوَّرنا حالة نادرة جدًّا خاصَّة في مثل بلادنا هذه ساق الهدي معه على الأقلِّ من ذي الحُليفة ، يسوق الهدي يعني المواشي التي يريد أن يضحِّي بها لله إلى منى ، هذا شبه خيال بالنسبة لزماننا ، وتربيتنا الاجتماعية ، إن تصورنا هذه الصورة فلا نمنع من حجَّة القران ، لكن هذا لما كان أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع لم يبقَ أمام الحجاج إلا أن يتمتَّعوا ، ذلك خيرٌ لهم وأيسر .
وبهذا القدر كفاية .