ما حكم لباس الفستان الضَّيِّق والبنطال للبالغة أمام المحارم ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : سؤال عن حكم لبس القميصة الرَّبَّاطة ، والفستان الذي يجسِّم بالنسبة للبنت البالغة ؛ ما هو حكم ذلك في البيت ؟
الشيخ : ما أدري ما الذي حمل السائل على تخصيص الحكم بالبنت ولو أنه قيَّدها بالبالغة ... والبالغة المتزوجة والأم المتزوِّجة ذات الأولاد بهذه القضية طبعًا لا فرق فيها ؛ فالحكم واحد ، بالنسبة أوَّلًا للبالغات كلهنَّ فلا يجوز لهنَّ أن يلبسْنَ في بيوتهنَّ من الثياب ما يصف عوراتهنَّ ، كانوا بنات بالغات أو متزوِّجات أو أمهات ؛ كلُّ ذلك لا يجوز ، بل لا يجوز للشباب - أيضًا - وللرجال جميعًا أن يلبسوا من الثياب الضَّيِّقة في بيوتهم ؛ لأنه - أيضًا - شرط لباس الرجل الذي يستر به عورته ألَّا يكون هذا اللباس شفَّافًا ولا ضيِّقًا يحجِّم ، الحكم واحد بالنسبة للرجال والنساء ، وأهتبلها فرصة - لا سيما والمؤذِّن يؤذِّن - لأروِيَ لكم حديثًا يُعتبر معجزةً علميَّة غيبيَّة من أحاديث الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - كأنَّه يصف لنا ما نراه اليوم في بعض الأحيان في بعض المناسبات ، ذلك الحديث هو قوله - عليه الصلاة والسلام - : لا تقوم الساعة حتى يكون رجال يركبون على سروجٍ كأشباه الرِّحال - هي السيارات - ينزلون بها على أبواب المساجد ، نساؤهم كاسيات عاريات مائلات مميلات ، لو كان بعدكم أمَّة من الأمم لَخدمتهم نساؤكم كما خدمتكم نساؤهم . هذا حديث من عجائب أحاديث الرسول - عليه السلام - : لا تقوم الساعة حتى يكون رجال يركبون سروجًا كأشباه الرِّحال .
الرَّحل الذي يُوضع على الجمل ، ويُوضع عليه الهودج ، ويمكن الركوب عليه عديد من الأشخاص ، هؤلاء رجال يقول في تمام وصفهم : ينزلون على أبواب المساجد ، انظر اليوم حالتين ؛ ينطبق هذا الحديث عليهما تمام الانطباق ، إحداهما أوضح من الأخرى ، تجد الجنازة تخرج من بيتها على السيارة ، والسيارات المشيِّعة - زعموا ! - خلفها إلى باب المسجد ، تُنزَّل الجنازة من السيارة ويدخل معها أفراد من المشيِّعين ، والجمهور على باب المسجد ، الجنازة جنازة ينزلون على أبواب المساجد ، ما بال هؤلاء الرجال أشباه الرجال كيف يكون نساؤهم ؟ نساؤهم كاسيات عاريات ، مائلات مميلات . في حديث آخر : رؤوسهنَّ كأسنمة البخت ، في هذا الحديث لعلَّي فاتَني أن أقول : نساؤهم كاسيات عاريات العنوهُنَّ فإنَّهنَّ ملعونات ، لو كان بعدَكم أمة من الأمم إلى آخر الحديث .
الشاهد : فهؤلاء الرجال - مع الأسف - محسوبون علينا مسلمين ، يخرجون على السيارات لتشييع الجنازة لا يدخلون المسجد ، ولا يعرفون المسجد ، يجلسون على سياراتهم ، ينزلون بها على أبواب المساجد ، نساؤهم كاسيات عاريات ، العنوهنَّ فإنهنَّ ملعونات ، لو كان بعدكم أمة من الأمم ، شو معنى هذا الكلام ؟ لو كان بعدكم أمة من الأمم لخدمَتْهم نساؤكم - يا معشر المسلمين - كما خدمَتْكم نساؤهم ، هنا في إشارة إلى أنَّ كما أن الرسول - عليه السلام - هو خاتم الأنبياء فأمَّته - أيضًا - خاتمة الأمم ؛ ولذلك فهو نبيُّ الأمة كلها ، والأمة المحمديَّة باعتبار أنه أُرسل إليها تنقسم إلى قسمين : أمَّة الدعوة ، وأمَّة الإجابة : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ ؛ فهو مرسل للناس جميعًا ، فهم مدعوُّون جميعًا إلى الإيمان به - عليه الصلاة والسلام - نبيًّا رسولًا ، فباعتبار أنهم مدعوُّون فهم أمة الرسول - عليه السلام - ، فالإضافة هنا إضافة دعوة ، لكن منهم مَن يستجيب - كما هو شأن المسلمين - وهم أمة الإجابة ، فليس بعد أمة الرسول - عليه السلام - أمة أخرى ، فيقول : لو كان بعد الرسول - عليه السلام - أمة ، لو كان بعدكم أمة الرسول - عليه السلام - أمة لَكانت هذه الأمة تستعبدكم وتسبي نساءَكم ، ويستخدمون نساءَكم كما أنتم خُدِمْتُم من نسائهم من قبل ، ولكن شاء الله - تبارك وتعالى - رحمةً بهذه الأمة أن تكون هي خاتمة الأمم ؛ كما شاء لنبيِّنا أو لنبيِّ هذه الأمة أن يكون خاتمَ الأنبياء .
خلاصة القول : أنَّ لبسَ الألبسة الضَّيِّقة على العورات - سواء عورات الرجال والنساء - هذا لا يجوز في الإسلام ، وإذا شكونا ضعفَنا وذلَّنا وهوانَنا مع كثرة عددنا فتذكَّروا أنَّنا لو كنَّا مسلمين حقًّا لَنَصَرَنا الله - تبارك وتعالى - ، فالعلاج سهلٌ وصعب ، العلاج هو أوَّلًا : أن نفهم ديننا فهمًا صحيحًا ، وهذا ما ندندن دائمًا وأبدًا في دروسنا ، وثانيًا : أن نعمل بهذا الذي نتعلَّمه ، ولا نلقي بعلمنا وراءنا ظهريًّا ، وإلا فسنزال نتقهقر ونتأخَّر ونُذلُّ حتى يأتي ربنا - عز وجل - بالهداية فنستحق بذلك رحمة الله ونصر الله - تبارك وتعالى - ، والحمد لله رب العالمين .
الشيخ : ما أدري ما الذي حمل السائل على تخصيص الحكم بالبنت ولو أنه قيَّدها بالبالغة ... والبالغة المتزوجة والأم المتزوِّجة ذات الأولاد بهذه القضية طبعًا لا فرق فيها ؛ فالحكم واحد ، بالنسبة أوَّلًا للبالغات كلهنَّ فلا يجوز لهنَّ أن يلبسْنَ في بيوتهنَّ من الثياب ما يصف عوراتهنَّ ، كانوا بنات بالغات أو متزوِّجات أو أمهات ؛ كلُّ ذلك لا يجوز ، بل لا يجوز للشباب - أيضًا - وللرجال جميعًا أن يلبسوا من الثياب الضَّيِّقة في بيوتهم ؛ لأنه - أيضًا - شرط لباس الرجل الذي يستر به عورته ألَّا يكون هذا اللباس شفَّافًا ولا ضيِّقًا يحجِّم ، الحكم واحد بالنسبة للرجال والنساء ، وأهتبلها فرصة - لا سيما والمؤذِّن يؤذِّن - لأروِيَ لكم حديثًا يُعتبر معجزةً علميَّة غيبيَّة من أحاديث الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - كأنَّه يصف لنا ما نراه اليوم في بعض الأحيان في بعض المناسبات ، ذلك الحديث هو قوله - عليه الصلاة والسلام - : لا تقوم الساعة حتى يكون رجال يركبون على سروجٍ كأشباه الرِّحال - هي السيارات - ينزلون بها على أبواب المساجد ، نساؤهم كاسيات عاريات مائلات مميلات ، لو كان بعدكم أمَّة من الأمم لَخدمتهم نساؤكم كما خدمتكم نساؤهم . هذا حديث من عجائب أحاديث الرسول - عليه السلام - : لا تقوم الساعة حتى يكون رجال يركبون سروجًا كأشباه الرِّحال .
الرَّحل الذي يُوضع على الجمل ، ويُوضع عليه الهودج ، ويمكن الركوب عليه عديد من الأشخاص ، هؤلاء رجال يقول في تمام وصفهم : ينزلون على أبواب المساجد ، انظر اليوم حالتين ؛ ينطبق هذا الحديث عليهما تمام الانطباق ، إحداهما أوضح من الأخرى ، تجد الجنازة تخرج من بيتها على السيارة ، والسيارات المشيِّعة - زعموا ! - خلفها إلى باب المسجد ، تُنزَّل الجنازة من السيارة ويدخل معها أفراد من المشيِّعين ، والجمهور على باب المسجد ، الجنازة جنازة ينزلون على أبواب المساجد ، ما بال هؤلاء الرجال أشباه الرجال كيف يكون نساؤهم ؟ نساؤهم كاسيات عاريات ، مائلات مميلات . في حديث آخر : رؤوسهنَّ كأسنمة البخت ، في هذا الحديث لعلَّي فاتَني أن أقول : نساؤهم كاسيات عاريات العنوهُنَّ فإنَّهنَّ ملعونات ، لو كان بعدَكم أمة من الأمم إلى آخر الحديث .
الشاهد : فهؤلاء الرجال - مع الأسف - محسوبون علينا مسلمين ، يخرجون على السيارات لتشييع الجنازة لا يدخلون المسجد ، ولا يعرفون المسجد ، يجلسون على سياراتهم ، ينزلون بها على أبواب المساجد ، نساؤهم كاسيات عاريات ، العنوهنَّ فإنهنَّ ملعونات ، لو كان بعدكم أمة من الأمم ، شو معنى هذا الكلام ؟ لو كان بعدكم أمة من الأمم لخدمَتْهم نساؤكم - يا معشر المسلمين - كما خدمَتْكم نساؤهم ، هنا في إشارة إلى أنَّ كما أن الرسول - عليه السلام - هو خاتم الأنبياء فأمَّته - أيضًا - خاتمة الأمم ؛ ولذلك فهو نبيُّ الأمة كلها ، والأمة المحمديَّة باعتبار أنه أُرسل إليها تنقسم إلى قسمين : أمَّة الدعوة ، وأمَّة الإجابة : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ ؛ فهو مرسل للناس جميعًا ، فهم مدعوُّون جميعًا إلى الإيمان به - عليه الصلاة والسلام - نبيًّا رسولًا ، فباعتبار أنهم مدعوُّون فهم أمة الرسول - عليه السلام - ، فالإضافة هنا إضافة دعوة ، لكن منهم مَن يستجيب - كما هو شأن المسلمين - وهم أمة الإجابة ، فليس بعد أمة الرسول - عليه السلام - أمة أخرى ، فيقول : لو كان بعد الرسول - عليه السلام - أمة ، لو كان بعدكم أمة الرسول - عليه السلام - أمة لَكانت هذه الأمة تستعبدكم وتسبي نساءَكم ، ويستخدمون نساءَكم كما أنتم خُدِمْتُم من نسائهم من قبل ، ولكن شاء الله - تبارك وتعالى - رحمةً بهذه الأمة أن تكون هي خاتمة الأمم ؛ كما شاء لنبيِّنا أو لنبيِّ هذه الأمة أن يكون خاتمَ الأنبياء .
خلاصة القول : أنَّ لبسَ الألبسة الضَّيِّقة على العورات - سواء عورات الرجال والنساء - هذا لا يجوز في الإسلام ، وإذا شكونا ضعفَنا وذلَّنا وهوانَنا مع كثرة عددنا فتذكَّروا أنَّنا لو كنَّا مسلمين حقًّا لَنَصَرَنا الله - تبارك وتعالى - ، فالعلاج سهلٌ وصعب ، العلاج هو أوَّلًا : أن نفهم ديننا فهمًا صحيحًا ، وهذا ما ندندن دائمًا وأبدًا في دروسنا ، وثانيًا : أن نعمل بهذا الذي نتعلَّمه ، ولا نلقي بعلمنا وراءنا ظهريًّا ، وإلا فسنزال نتقهقر ونتأخَّر ونُذلُّ حتى يأتي ربنا - عز وجل - بالهداية فنستحق بذلك رحمة الله ونصر الله - تبارك وتعالى - ، والحمد لله رب العالمين .
الفتاوى المشابهة
- ما حكم لباس البنطال الذي لم يجاوز الركبة ؟ - ابن عثيمين
- هل لبس البنطلون والفستان القصير أمام النساء... - ابن عثيمين
- ما حكم الصلاة في النطال الضيق ؟ - الالباني
- ما حكم لبس البنطال للرجال والنساء ؟ - الالباني
- حكم لبس البنطال. - الالباني
- بيان في لباس المرأة عند محارمها ونسائها - اللجنة الدائمة
- حكم لبس البنطال الضيق في الصلاة - ابن عثيمين
- هل لبس المرأة الضيق أمام النساء محرم أم لا و... - ابن عثيمين
- حكم لبس البنطال للمرأة أمام النساء والمحارم - ابن باز
- ما حكم لبس القميص والتبان الضيق المجسم للمرأة... - الالباني
- ما حكم لباس الفستان الضَّيِّق والبنطال للبالغة... - الالباني